محمد السناوي بطل ثائر ومقاوم رفض الظلم والاضطهاد الذي تمارسه مليشيا الحوثي الارهابية بحق كل يمني فسجل موقفًا مشرفًا سيظل ناصعًا في تاريخه الشخصي وتاريخ اليمن النضالي.
كان السناوي معتقلا لدى الحوثي ويعرف معنى أن تكون معتقلا في زنازين هذه المليشيا القذرة، وحينما أرسلت مليشيا الحوثي جحافلها إلى منطقة شرمان بماوية بهدف اعتقاله مجددًا أو قتله، اختار السناوي الشهادة سبيلا إلى الحرية بدلاً عن المذلة والعذاب وانتهاك آدمية الإنسان وكرامته في معتقلات الحوثي.
حمل السناوي سلاحه وقرر أن يدمج خلاصه الفردي بخلاص الوطن، فصنع ملحمته في ماوية تعز مخلفًا وراءه 20 حوثيا بين قتيل وجريح، ومات محتضنًا بندقيته الشريفة. ليذكرنا هذا الفعل الوطني الشريف بمئات الأبطال المقاومين للإمامة بنسختيها القديمة والجديدة، واختيارهم للموت دون الكرامة.
المقاومة الفردية فعل وطني شريف يحمل أبلغ معاني الشجاعة والبطولة والتضحية، وقد أثبت البطل محمد السناوي بمقاومته للحوثي ومليشياته وأدواته المتخلفه ونهجه العنصري المتوحش، أنه أهلًا لذلك الشرف العظيم.
يذكرنا الموقف البطولي لمحمد السناوي بشجاعته وإقدامه على مواجهة الموت دون خوف بمواقف سابقيه مثل مكحل إب وزيلعي رداع ولا ننسى المقاومات الماجدات أصيلة الدودحي وجهاد الأصبحي، ومثلهم المئات.
لقد اختار أبطال المقاومة الفردية كمحمد السناوي طريق الحرية، وقايضوا كرامتهم التي حاولت مليشيا الحوثي الدوس عليها، بشرف الشهادة، ليسجل التاريخ مواقفهم البطولية في سفره الأبدي.
يقول خالد سلمان وأنا معه في ذلك إن "من أرهق النازية هم مدنيو أبطال المقاومة الفرنسية، ومن أقلق مضاجع الفاشية هم عمال وشرائح متعددة للمقاومة الإيطالية والأسبانية، وما يجب أن يخلخل المليشيا العنصرية في اليمن، هو دعم مقاومة حقيقية خلف وفي عمق سيطرة الحوثي".
سياسة القمع والعقاب الجماعي التي تمارسها مليشيا الحوثي الارهابية بحق الشعب اليمني سوف تخلف ألف ألف مقاوم كمحمد السناوي ومن سبقه من الأبطال الذين سجلوا مواقف مشرفة إما بصدق الكلمة كالمكحل أو بقوة البندقية كالزيلعي.
القائد البطل الشهيد على ناصر القردعي بمواقفه البطولية وجسارته الكبيرة وإقدامه الأسطوري شاهد كبير على عظمة اليمنيين وعلى بسالتهم وعلى رفضهم للإمامة وطغيانها وعنصريتها، وها هم الالاف من أحفاده يسيرون على ذات نهجه المقاوم.
هناك عشرات الآلاف من نماذج السناوي والزيلعي والمكحل وأصيلة الدودحي وجهاد الأصبحي، يقضون اليوم مضجع الحوثي ويرعبونه ويتوقون للتخلص من طغيانه وعنصريته ووحشية مليشياته إلى الأبد. هؤلاء الأبطال ينتظرون الفرصة ويتحينونها للقيام بواجبهم الوطني فهل تدرك قيادتنا ذلك؟
-->