الحوثي فشل في انقلابه وفي دعمه لغزّة!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٣ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٧ مساءً

الجميع يعلم أن الحوثي انقلب في الــ 21من سبتمبر،2014,وفشل في انقلابه. وقرر الوقوف مع غزة وفشل في تحقيق ما أعلنه؛ واعلن المواجهة مع بريطانيا وامريكا، وقد يتوقف في أية لحظة عن استهدافاته في البحر الأحمر! 

فكيف فشل في الانقلاب؟ 

الانقلاب عادة يتم في العواصم بالاستيلاء على القصر ووزارة الدفاع والاذاعة والتلفزويون، وبيان مقتضب، وينتهي الموضوع..فإن نجح حَكم، وإن لم ينجح يُحاكم منفّذوه.. وسيحاكم الحوثي حتماً على انقلابه وجرائمه وموبقاته!

ورغم كل الدعم الايراني والتسليح إلا أن الحوثي فشل في انقلابه، ولم يتمكن من حكم الجمهورية اليمنية، وهذا يعني فشله وعليه النزول من على الشجرة إلى الارض للتفاهم على مخرج؛ 

وفشل من تنفيذ وتحقيق أي هدف من اهدافه التي خرج بها للناس وتعهد بها كذباً وزوراً وتضليلاً. 

وفشل ويفشل في الحصول على الرضا من الغالبية العظمى للشعب اليمني بعد هذه المدّة من السيطرة، ولذلك فإنه يُصَدِّر مواقف غزّة جراء الفشل، ليحشد بها الناس، ويجند ويجمع اموالاً باسم فلسطين وغزّة ليتهرّب من استحقاقات الداخل ومن التسوية التي كان قد وافق عليها؛

وفشل في مأرب وشبوة والساحل والضالع، حيث كلما قرر الزحف صُدّ وانتكس، فيواجه بقتال عنيف في كافة محاور وجبهات القتال من قبل مكونات الشرعية ((متوقفة حالياً بسبب الهدنة، مع وجود عديد الاختراقات تتصدى لها قوات الشرعية))، وقد تنفجر المواجهات في أية لحظة،خصوصا في جبهة المخا التي خصصها المبعوث الاممي بزيارة لضبط النفس بعد زيارته المخيّبة لطهران.. لا تقعوا في فخ الأمم المتحدة كما وقعتم في ستوكهولم، فالعاقل لا يقع مرتين. 

ومن الاسباب التي أدت إلى فشله في اعتقادي يعود إلى: " الكذب والتضليل، التنمُّر والتخوين وعدم الثقة بالنفس وبالجماهير، وظلم الناس والعدوانية، الإثراء غير المشروع، اعتقال وتعذيب المخالفين، الارتباط بايران وتَشيٌِع الناس بالقوة، اعدامه للخدمات، توظيف الناس بالسخرة دون دفع الرواتب، تجنيد الاطفال والدفع بهم للموت، اهانته للقبائل ومشايخها، وإدارة المناطق المغتصبة بالارهاب الديني والادعاء بأن حكمهم مفروض من عند الله وليس برضا الناس"..

 وكذلك بسبب عدم تحمُّل المسؤولية التنفيذية في المناطق المغتصبة من قبل ذلكم الشخص المختفي الذي يحكم من خلف الستار، المُسمّى (عبد الملك الحوثي،) التابع لطهران، وغير المعترف به، بل أنه مصنف ارهابياً عند معظم الدول العربية،وغير معترف بانقلابه عالمياً، بل هو وجماعته مُدانين وصدر في حقهم قرارات وعقوبات دولية.

وكيف أخفق أو فشل الحوثي في رفع الحصار عن غزّة؟ 

أما بالنسبة لفشله في رفع الحصار عن غزة؛ فلأن صاحب القرار فيه شخص لا مؤسسة، واتخاذه للقرار ارتجالي، شعبوي،عاطفي وربما انتهازي. 

ولأنه صدّق نفسه أنه بطل،فأكل الطعم الموكل إليه من محور المقاومة،فأخذ الراية وتقدم من دون حسابات، ولذلك يستهدف وهم عليه يتفرجون، وهم الأقرب وهو الأبعد.

 وفشل لأنه لم يتجرأ على إغلاق المضيق، واكتفى بمنع السفن من العبور الذاهبة والآتية من وإلى فلسطين المحتلّة وبأساليب القراصنة؛ 

وفشل لأنه يعرف قدر نفسه من أنه ليس بدولة، وعملياته جلبت عليه وعلى اليمن الويل والثبور، وهي في الأساس لا تأثير لها،ولا تستطيع بمفردها انهاء الحصار على غزة، ولا ايقاف العدوان عليها. 

 ويرجع كذلك الفشل لأهم الاسباب وهو أنه ذاته مُحَاصّر، فكيف سيسهم من يُحاصر أن يفك حصاراً.. فالحوثي يُمارس الحصار ضد تعز اليمنية! 

الحوثي وجد الوقوف مع غزة فرصة سانحة له وليس لها، فاستغلّها لشرعنته في الداخل اليمني والمحيط.. 

أختم فاقول غزة تُباد ويتحرك الكيان الصهيوني لإبادة من بقي من غزة أحياء، ومن تمكن من النزوح لرفح الحدودية مع الشقيفة مصر، يخطط العدو الصهيوني لمجازر ومذابح جديدة، يتطلب تحرك الجميع.. 

فالوضع يحتاج موقفا من النظام العربي الرسمي مع الشقيقة مصر، والوقوف بقوة ضد التهجير، وقبلها مع غزة لوقف الإبادة التي تجري حالياً هناك، والضغط في اعادة المهجرين لمناطقهم وادخال المساعدات!

هذا الأمر مطلوب بشكل مُلحّ بعد أن مرّ على العدوان اكثر من اربعة اشهر،ومحور المقاومة اعتقد أنه اخفق في ثني العدو الصهيوني عن عدوانه؛ وفشلت معادلاته للدعم والاسناد. 

 وفشل المحور من خلال ذراعه في اليمن بالضغط لفك الحصار عن غزة، وبالتالي ايصال الغذاء والدواء..فلا حزب الله استعمل كل قواته، ولا الحوثيين تجرأوا واغلقوا مضيق باب المندب للضغط لايصال الغذاء وايقاف العدوان!

إذاً .. مطلوب عاجلاً ليس آجلاً انقاذ رفح، مطلوب من الدول العربية جماعة وفرادى، دولاً ومقاومة، سرعة التحرك واتخاذ مواقف يوقف الذي يجري.. 

ومطلوب من حكومتنا الشرعية أن تبادر وتتخذ الموقف الصحيح والمؤمل منها، هي بدل تركه للحوثة لتسجيل نقاط.. فهي الدولة، والحوثة قراصنة، وهي صاحبة الولاية على شواطئها لا سواها، وعليها رفع صوتها نصرة لغزة ورفح على وجه عاجل، فهي صاحبة السيادة على مياهها ووجب سحب البساط من تحت يد الحوثة! 

ولتدرك الشرعية أن الحوثي قد فشل في انقلابه، ولم يحكم كل اليمن ولن يحكمها طالما هناك رجال تتصدى له؛

 فلتتحرك لاستعادة المناطق المغتصبة من قبله، ولتثق بعدم الرضا به من قبل الشعب؛

 لانه مزّق اليمن، ولابد ان يرتد ذلك سيفاً مسلطاً على رقبته، ولأنه فشل في تقديم خدمات للناس، وعجز أو تعمّد عدم دفع رواتب، وها هو يحاول التودد للشقيقة الكبرى ان تدفع رواتب العاملين عنده!! 

ولأنه أعلن عن دعم غزّة وعجز.. ومع مرور الأيام سينقشع دخان البحر، ويظهر الحوثي على حقيقته من أنه استفاد من غزة، ولم يفدها بشيء!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي