الاثنين ، ٠٥ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٩ مساءً

الإعلام كما يقال السلطة الرابعة.. لما له من دور فعّال ومؤثر في تعميم المعرفة والتنوير والتوعية، وفي تفنييد الإشاعات، وإيصال المعلومات، وتسفيه وتجريف الخرافات والخزعبلات.

وفي تشكيل وتوجيه الرأي العام، وخلق قضايا، وتمثيل الشعب، وفي الإفصاح عن المعلومات ونقل الحقائق لعموم الشعب.

الله ما احوجنا! إلى إعلام صادق موجّه وشفاف.. يقلل المسافة بين المواطن وسلطته الشرعية.. ويعالج الخلل ويزيل اي التباس قد يحصل من تداول الكم الهائل من الاكاذيب والإشاعات والتخرصات!

والحوثي ما بقي واستمر، إلا لامتلاكه وتميّزه بإعلام مصنوع صناعة احترافية في الضاحية الجنوبية.

وبسبب غياب وفشل السلطة الشرعية في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات الحاصلة والمواقف.

وبسلبية المسؤولين أو تعاطيهم مع القضايا والأحداث من وجهة نظر ضيقة أنانية غير مسؤولة وغير محسِّبة لعواقب ما يطرحون!

وعلى سبيل المثال، لو أخذنا القنوات فقط؛ لوجدنا ان المواطن المتلقّي حين يرى القنوات بنسختين مكررتين يصاب الحيرة والشك، ولا شك أنه سيقارن ويبحث عن أشياء في هذه من تلك، وبالتالي سيبذل جهداً للمقارنة والمفاضلة ومن ثمّ الحكم.. وهكذا بقية وسائل ووسائط الإعلام!؛

إن مسؤولية الاعلام والإعلاميين ليست بالسّهلة، والنُسخ المكرّرة من القنوات تتطلب مسؤولية مضاعفة في الابداع والتميّز.

 وتحتاج من أعلى الهرم "مجلس القيادة الرئاسي والحكومة" دوماً الاهتمام والتشجيع ومكافئة العاملين، لا التطنيش والإهمال وعدم التجاوب حتى من الظهور!

الرئيس العليمي كان في بداية تشكل مجلس القيادة الرئاسي قد تجاوز كل الرؤساء السابقين بانفتاحه مع الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، وأظهر توضعا غير مسبوق في ردوده على من يتواصل معه.

 أي انه كان منفتحا ومتواصلاً مع كثير من الناس المهتمين وحتى العاديين، يتفاعل معهم ويردّ على استفساراتهم ويقابل بعضهم، ومع مرور الوقت تلاشي كل هذا!

 واكتفي بالإطلالات والخطب عبر التلفزيون أو لقاءته ببعض المؤسسات والهيئات المحلية والدبلوماسية!

كان أخرها التقائه بوكالات الأنباء الدولية وحديثه معهم وقيامه بما كان ينبغي من إعلام الشرعية ايصاله.

ويبدو ان الأخ الرئيس قد أدرك الفجوة الحاصلة بين اعلام الغرب وإعلامنا، وبين حديث مسؤولينا ومسؤوليهم، وبين مفاهيمنا ومفاهيمهم لما يدور في بيئتنا ومنطقتنا ويمننا، وبين توصيفنا وتوصيفهم للمسميات والأحداث.

فقام بإيضاح كل ذلك بكل اقتدار وتمكُّن.. غير ان ماكنة اعلام الشرعية لم تلتقط ذلك، لإثرائه بالتحليل والنشر والمقابلات، ليتحقق هدف ومبتغى ما أراده الأخ الرئيس!

وحينما أردت أن الخص بعض حديثه بنقاط لم أجد الحديث المتلفز مكتوب على هيئة نصوص، لمن يريد الاقتباس، بل اضطررت أن أفرّغ حديثه ثم التعليق عليه كما في مقالي السابق المعنون: "حديث الرئيس الأخير.. تِبيان وحلول" !

أتمنى على الأخ الرئيس ان يلتقي أيضاً الإعلاميين والكتاب والصحفين اليمنيين كما فعل مع وكالات الأنباء الدولية، وفي اسرع الآجال!

وهكذا عندما أرغب ان أدافع عن الشرعية أو أرغب بالكتابة عنها اذهب لصفحة الأخ الريس في الفيس بوك.. اتابع نشاطاته ولقاءته ثم ملخصات ما جرى وما قيل.

مؤخراً وأنا اتابع لقاءات الأخ الرئيس بالسفراء والمبعوثين الدوليين، تفاجأت أن المُصاغ والمسطّر عن نتائج تلك اللقاءات كان مادون المستوى، وكأن المفردات العربية قد محيت، فمعظمه للآسف (نسخ ولصق)، إلا من بعض العبارات وفي اضيقها.

يحتاج الأمر للعناية والاهتمام والابداع. والتيقن بأن هناك من يقرأ ومن يحلل ومن يتابع الجهد المبذول من عدمه!

وكذلك تشرفت باستضافتي ببعض القنوات اليمنية الشرعية في الأيام السابقة، فوجدت إخلاص وتفاني ورغبة العاملين فيها لخدمة اليمن، غير انهم يشكون من تأخير مرتباتهم وموازناة التشغيل واعتذار ظهور المسؤولين في برامجهم ونشراتهم.

إن كان هذا هو وضعنا فكيف سنتميز بخطابنا، ونظرتنا، ونوصّل للمواطن صلابة موقفنا وعدالة قضيتنا؟

وكيف يسمح مسؤولينا لأنفسهم بالتخفي والغياب عن الاعلام، وترك الساحة للخصوم، لإتهامهم وتسفيههم في كل وسيلة اتيحت لهم؟!

وكيف إذاً ستوجد الثقة والاعتماد عليهم من قبل المواطنين، والأمل في القادم، والاطمئنان على استعادة الدولة ودفع الرواتب وإصلاح المؤسسات والاقتصاد وتقديم الخدمات لعموم اليمنيين؟

بعد أن سردت لكم شذرات مما يحصل.. أدركت ان إعلام السلطة الشرعية معطوب، معطوب!!؛ويحتاح للإصلاح والصيانة والاهتمام.

 فإعلام وخطاب الرئاسة معطوب ويحتاج لازالة التباينات في اعلام كل اعضائه، ولتوحيد الكلمة وكل الخطاب، ولإيجاد فريق عمل مهني محترف ومجهتد.. وعلى وكالة سبأ للأبناء اليمنية ان تبذل الجهد المؤمل عليها!!

والحكومة بحاجه إلى دعم اعلامها وتمكين مبدعيها، وتشجيع (الفدائيين) العاملين حقاً في قنواتها، وسرعة الاستجابة لمطالبهم وظهور مسؤوليها من على شاشاتهم!

هذا ما أردت ايصاله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي