حديث الرئيس الأخير.. تِبيان وحلول!

د. علي العسلي
الأحد ، ٠٤ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٣ مساءً

قبل أيام تحدّث الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي باستفاضة مع وكالات الانباء الدولية، عن قصة الحوثية، لتصحيح وتصويب الرويات المتعددة والمختلفة المتداولة في دول الغرب عن الحوثيين من قبل الإعلام الغربي.. زوّدهم بمعلومات مسنودة بوقائع وحقائق وتواريخ.. أوردها كما فهمتها مع الاعتذار إن قصّرت، على هيئة نقاط، وعلى النحو الآتي :-

اولاً:_ تِبيان للقصة الحقيقية للظاهرة الحوثية

- في البداية نشأت الحوثية لتصدير الأفكار الخمينية عقب عودة خميني إلى إيران، وليس في2004 ولا في 2014. أي في ثمانينات القرن الماضي.

- تكوّنت الحوثية بالتزامن مع تشكيل حزب الله في لبنان.. ليشكلا معاً جبهة متقدمة لنشر الفوضى والخراب للمنطقة العربية وفرض افكار الخميني على الناس بالقوة.. فهما ذراعان أساسيان لإيران في المنطقة.

- فكرة الحوثية ليست يمنية وطنية ، وإنما هي وظيفية إيرانية، مهمتها القيام بتسويق افكار خميني معتمدة على استعمال القوة، ومستمدة كل الأفكار والعون والدعم من إيران. بدليل ان سفراء إيران المتعاقدين لدي اليمن وملحقيهم العسكريين الاستخباراتيين كانوا لا يذهبون للعمرة من صنعاء جوا وإنما عبر البر، كي يمكثون في مرّان صغدة الأسابيع ليتدارسوا كيفية انجاح مخططاتهم الشريرة، ولإحداث الأذى على الشعب اليمني .

- الحوثيون فكرة إيرانية تخريبية إرهابية، وأول نشاطهم بصنعاء كان استهداف دور السينما وإلقاء المواد الحارقة على النساء.

- بعد ملاحقة السلطات لخلاياهم ومضايقتها في الثمانيات من القرن الماضي، فرّ قادة الحوثة إلى طهران.

- من قادة مؤسسي الحوثية الفارين إلي طهران الحوثي (أبو عبد الملك) ، وفليتة (ابو محمد عبد السلام) .

- ويعلم الجميع أن الصريع في 2004 حسين بدر الدين الحوثي، كان هو القائد المؤسس المعلن للجماعة، وهو صاحب الشعار الخادع "الموت لامريكا، الموت لإسرائيل".

- الحوثيون تعلموا وتشيعوا وتدربوا وتمولوا وتسلحوا من إيران.

- الحوثيون أداة إيرانية للسيطرة على المنطقة والبحر الأحمر، وحذّرت القيادة من خطرهم مراراً.. ونبّهت إلى أن اليوم التالي من انقلابهم تحركوا للسيطرة على الحديدة وموانئها لهدف ايراني.

- وكان للرئيس العليمي السبق في التنبؤ بما هو حاصل في البحر الأحمر وخليج عدن اليوم، حين نبّه لخطر الحوثين في سبتمبر الماضي 2023، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نسختها الثامنة والسبعين.. ولاهمية ما قاله حينذاك، ولما هو حاصل اليوم.. اقتبس من خطابه النصّ الآتي: " ورغم كل هذه التدخلات الإنسانية، اعود للإحاطة بأن الميلشيات الحوثية صعدت مؤخرا تهديداتها باستهداف خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن واعتبارها مناطق عسكرية، ملوحة باختبار أسلحة جديدة في الجزر اليمنية واستهداف السفن التجارية وناقلات النفط، ما يؤكد استمرار هذه الميليشيات ومن خلفها النظام الإيراني في زعزعة امن واستقرار المنطقة، وتقويض جهود التهدئة، وإفشال المساعي المبذولة لتجديد الهدنة واستئناف العملية السياسية".

- الحوثيون مخادعون، اتموا استعدادهم وتدريبهم لقتال الحكومة في غفلة منها.

- الحوثيون بعد أن احسوا بمقدرتهم على مواجهة الدولة تمردوا وامتنعوا عن دفع الضرائب، وحاربوا الدولة ستة حروب متقطعة قبل انقلابهم الذي لا يزال على بعض المحافظات اليمنية .

- الحوثيون استفادوا كثيرا من ثورات الربيع العربي؛

• فانضموا الي الساحات

• واستفادوا من المبادرة الخليجية

• واشتركوا في الحوار الوطني بنصيب الأسد

• وبينما كانوا يحاورون، كانوا في نفس الوقت يحشدون ويستعدون ويقومون بأعمال قتالية في دماج ومأرب والجوف وصنعاء، تمهيداً لزحفهم لاسقاط عمران وصنعاء ولم يتوقفوا إلا في الحديدة في اليوم التالي لانقلابهم، باعتبارها صيد إيران الثمين.

• ساهموا مع بن عمر في إنتاج وثيقة اتفاق السلم والشراكة واشتركوا بالحكومة المكوّنة بموجبها.. ثم انقلبوا عليها.

• شاركوا بفعالية في مؤتمر الحوار الوطني، وحصلوا على إدخال قضية صعدة في الحوار، كقضية رئيسية في المحاور الثمانية. وحصلوا على اعتذار على الحروب السابقة، من السلطة والمكوّنات.

- الحوثة انقلبوا على مسودّة الدستور، واختطفوها باختطاف امين عام الحوار الوطني ومدير مكتب الرئيس اثناء ذهابه لتسليمها للرئيس.

- الحوثيون وضعوا الرئيس تحت الإقامة الجبرية. وعندما تمكّن من الخروج بعد انقلابهم لاحقوه وقصفوا قصر المعاشيق بالطائرات. وكانوا قد أحتجزوا الحكومة كذلك.

- بعد سيطرتهم على صنعاء جاءهم المدد الإيراني بجسر جوي بالأسلحة والمعدات من طهران.. إيران متورطة بالدم اليمني من رأسها حتى أخمص قدميها.

- الحوثيون دمروا ويدمرون بأعمالهم الشنيعة كل ما يعمله اليمانيون ودول المنطقة من أجل السلام والاستقرار، والسبب إيران الداعم الأساس للارهاب بمنطقتنا.

- الحوثيون استفزوا المملكة بمناورتهم على الحدود مع المملكة بعيد انقلابهم. ويستفزون اليوم أمريكا باستهدافهم السفن التجارية، هم لا غيرهم من يجلبون الشقاء على اليمنيين.. مهمتهم التدمير والخراب ونشر الفوضى لأجندة إيرانية، فليسو حمائم سلام ولا مظلومين.. فمنذ النشئة وحتى اليوم هم ارهابيون مجرمون. وليسو بتغيريين فهم يقومون بحرب على اليمن بالوكالة، وليعلم الجميع أن الوضع في اليمن ليس بحرب أهلية على الإطلاق.. اليمنيون ودول المنطقة في تنفيذ المبادرة الخليجية وإقامة الحوار الوطني كانوا قد تجاوزوها بمبادرات وحلول..

ثانياً:- الحلول

وعلى الرغم من تعنت الحوثي وعدم قبوله بعملية السلام، فكم من جهود بذلت حكومية وإقليمية لجلبه إلى السلام، إلا إن كل المحاولات باءت بالفشل، آخرها خارطة الطريق وسبقها ظهران الجنوب ومن قبلها الكويت وقبلها جنيف.. وإليكم على هيئة نقاط بعضاً من هذه الحلول:-

- لمنع الحرب الأهلية كانت المبادرة الخليجية وأقيم مؤتمر الحوار الوطني، وتمّ إشراك الحوثيين.

- ولعدم نشوب حرب وقعت اتفاق السلم الشراكة.

- غير ان الحوثة انقلبوا، فاضطرت الشرعية لطلب التدخل لاستعادة الدولة، فكانت عاصفة الحزم.

- وعلى الرغم من إعلان عاصفة الحزم، فقد حرص الجميع أن يجلبوا الحوثي للسلام؛ فانعقد مؤتمر الرياض ودُعي الحوثي إليه، ولم يستجب.

- بعد خذلان المجتمع الدولي لليمنيين في اتفاق ستوكهولم وكانت الشرعية على وشك السيطرة على الحديدة، فلا ينبغي أن يلدغ المرء من جحر مرتين، فمن الحلول المطلوبة تحرير الحديدة وما تبقى تحت سيطرة الحوثين ليعم السلام والأمن في البحر الأحمر والمنطقة.. هذا موقف الرئيس العليمي وهو موقف أراه ذكياً، ومن سياسي قارئ متعمق للحظة التي نمر بها المنطقة والمزاج السياسي العالمي، وينبغي تنفيذ ما جاء به على الأرض وفوراً.

- الحلّ ليس في عملية دفاعية، الحلّ هو في القضاء علي قدرات الحوثين العسكرية.

- الحلّ يكمن أيضاً هو في شراكة مع الحكومة الشرعية للسيطرة على المناطق الخاضع السيطرة الحوثيين، واستعادة مؤسسات الدولة، فذلك هو الضامن الوحيد للاستقرار ليس في البحر الأحمر وإنما في المنطقة.

- الحلٍ في إيجاد إطار مؤسسي إقليمي ودولي للبحر الاحمر، ودعم مؤسسي دولي للسلطة الشرعية لاستعادة السيطرة على ما تبقى لدي الميليشيات.

- والحلّ أيضاً في ايجاد حل للقضية الفلسطينية وفقا للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

- مجلس القيادة الرئاسي، مجلس سلام لا مجلس حرب . لكنه لم يجد في الحوثين شركاء لصنع السلام.

- ومنذ تشكيل مجلس القيادة وهو يعمل مع المملكة من أجل تحقيق هدف إقامة سلام شامل وعادل واستعادة الدولة والاستقرار ورفع المعاناة عن اليمنيين ولا يزال.

- الحلّ العملي هو المطروح في خارطة الطريق السعودية.. ومجلس القيادة الراسي موافقاً عليها.. وشكّل اللجان الخاصة بها؛ من لجنة التهيئة السياسية إلى اللجنة الاقتصادية، فاللجنة العسكرية، وشكّل فريق التفاوض وهو جاهز لعملية السلام ولكنه لم يجد شريك حقيقي لهذه العملية، فكلما تقدم بخطوة باتجاه السلام؛ فإن الحوثي وداعميه يخلقوا مشكلة جديدة تبعد اليمن عن طريق السلام، وخلق المشاكل كلها من إيران وعلى العالم منع إيران من التدخل في اليمن حتى يتحقق السلام وتعالج المشكلات وتعود اليمن إلى موقعها الطبيعي في إطار جيرانها وأمتها العربية.. والسلام المنشود ختام..

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي