ظل العالم يتفرچ علينا طيلة 9 سنوات ونحن نُقصف، وتحترق مدننا، وتُدمر حياتنا، وتنهار بلادنا ومؤسساتنا الحكومية والعسكرية دونما أن يُحرك ساكنًا او يهتز له رمش، إلا من بعض الاستنكارات الخجولة، من باب ذر الرماد على العيون.
وحينما لدغته الأفعى السامة وطاله بعضًا من سمها، الذي لا يساوي شيئًا من انيننا وقهرنا وظلما طيلة سنوات الحرب، حينها فقط أدرك كيف يكون الألم وادرك حجم السم والخسائر التي مُني بها، أعلنهم إرهابيين ، رغم أنهم إرهابيين منذ زمن بعيد.
ظلت أمريكا تتفرج علينا ونحن نناشد يالتدخل لوقف انتهاكات الحوثيين وإجرامهم الكبير في حق الشعب اليمني، تتفرج بصمت على إسقاط الحوثيين للدولة اليمنية، والحرائق والقصف، وتشريد ملايين اليمنيين، وقطع رواتبهم، وتمزيقهم للبلاد خدمة لأجندات خارجية. لكنها ظلت مترددة لوقت طويل في تجريمهم وإعلانهم إرهابيين فاق ظلمهم كل الحدود.
شهران فقط من قصف الحوثيين على سفن الشحن الأمريكية في البحر الأحمر، جعل أمريكا تنتفض وتعلنهم "جماعة إرهابية عالمية" في حين أن 9 سنوات ظلم وطغيان وتجبر وهمجية وفوضي طالت اليمن بسببهم، كانت تسقط بردًا وسلامًا على العالم وأمريكا. نحن اليمنيون فقط من كنا نكتوي بجحيم الحرب و التمزق والشتات الذي طال اليلاد وفرَّق وقتل العباد.
هذا الإعلان كان يفترض أن يتم منذ وقت مبكر، لأن الحوثيين إرهابيين منذ زمن بعيد وليس بجديد عليهم، رغم أن تداعياته ومآلاته يبدو أنها ستكون وخيمة العواقب علينا أيضًا نحن اليمنييون، وأن إرهاب الحوثي وقصفه وانتقامه سيكون على المدن اليمنية، كالمعتاد، والساعات القادمة كفيلة بكشف المستور و ستفتح الباب لسيناريوهات أخرى.
