محورهم ومحور الشرعية!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠٥ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٦ مساءً

تعز نموذج كغزّة في الحصار، والحوثي يدّعي انه يستهدف السفن من أجل رفع الحصار على غزّة، تعز فاضحة له، كما غزة فاضخة للنظام العربي والاسلامي! 

 

وبسبب الصراعات بين مكونات الشرعية، استطاع الحوثي البقاء والاستمرار، وبالتالي هو هذه الأيام مَنْ مِثله، يحتشد ويظاهر ويستهدف سفن، ويهدد امريكا. والمبعوث الامريكي إلى اليمن، يغريه! 

 

وايران الداعمة له هي أيضاً تجوب المياه والبحار اليمنية، وتزود الحوثي بالمعلومات عن السفن وجنسياتها واتجاهاتها وغير ذلك. 

 

 الحوثي الذي تحكّم بصنعاء وأخواتها تسع سنوات، فقتل ونهب الموارد وجبى.. هاهو يصول ويجول، ويشكّل حضورا متميزا يجتمع بسببه مجلس الأمن، ليطالبه باطلاق السفينة (غالاكسي ليدر) وطاقمها، ولعدم التعرض للسفن،وهو يتحدّى ولا يجيب!

 

ويقال أن الجميع ذاهب للتوقيع على خارطة سلام أو حتى اتفاق سلام، ترى هل سيكون لصالح منْ؟! ونحن نرى الحوثي وتهديداته، وقوته المتماسكة الواحدة الموحدة في الارض والبحر والجو، والمفقودة عند المقابل.. إنه واضح مُمَكّن ومدعوم حقاً، وينبغي الشيء ذاته ويزيد ان يكون مع الشرعية؟! 

اللهم نشكوك ضعغنا وقلة حيلتنا والخذلان من شرعيتنا ومن التحالف العربي!

آهــ.. انظروا للزهو والاستعراض، من قبل وزير دفاع ايران (أمير آشتياني)، وهو يقول إن: "اليمن مدعوم من الجمهورية الإسلامية ونحن ندعمهم على جميع الأبعاد، لكنهم مستقلون ويتخذون قراراتهم بأنفسهم".. ويقول أيضاً إن حضور البحرية الإيرانية في البحر الأحمر: "يوفر الأمن ولا قيود لنا في ذلك، خاصة في هذه المنطقة"، مشيراً إلى أن القوات الإيرانية ترصد التطورات بشكل كامل.

 

 أليس البحر الأحمر المفروض انه بيد التحالف العربي؟! ماله مختفي مما يجري؟ فكيف لايران حضورها فيه ولا قيود عليها؟!؛ إيران بالبحر الأحمر، أخذت مكانها، وبها يرتفع صوت الحوثي ليهدد امريكا. أرأيتم كيف هذا المحور يعمل فيما بينه؟؛ 

 

الامداد بالسلاح والتدريب، وبتبادل الخبرات وبنقل التقنيات، وفي تعليم كيف يصنع الواحد منهم سلاحه.. فالقوة عز، عرفنا قيمتها في طوفان الأقصى ..

 

ولو تخيلتم وتعمقتم وحللتم خطاب نصر الله الاربعاء الماضي، وحتى خطابه اليوم، وهو حزب مشارك في سلطة لينان يعترف بأن الحوثي دولة ومقاومة! سيمر هذا الكلام من دون احتجاج طبعاً! 

 

أتدرون لماذا نصر الله ينفخ نفيخ الحوثين؟!؛لأنه يريدهم أن يتولوا هم نيابة عنه الرد هم على الاغتيالات. وانتظروا الميدان والايام والليالي، لترون قد يكون ذلك! 

عندهم وحدة ااساحات والصبر الاستراتيجي، ولديهم رؤية وتنسيق تام.. آخذين موقعهم في المنطقة كما يريدون..هذا هم!

 

بينما الشرعية وتحالفها للآسف يمكن تشبيهها بما تحوي بداخلها من تباينات وتناقضات، كأنهم يتشابهون إلى حد كبير مع حكومة "النتن ياهو" التي تحارب والاختلافات بين مكوناتها عميقة، ولولا التدخل الأمريكي لانتهت الحكومة، وقرب زوال الكيان الصهيوني من الوجود، وقد يزول.

ونحن نفس الحال.. ظهر هذا جلياً من خلال محاولة رئيس مجلس القيادة الرىاسي لملمة ما يمكن لملمته بدمج استخبارات جيوش هذه المكونات، لتعمل تحت إدارة واحدة، لعلّ وعسى؟ ولولا تدخل المملكة كما امريكا لتلاشت الشرعية ولكان الحوثي يحكم عدن وحضرموت.. ولا يزال الخطر قائماً، وقد يتبخر استعراض الزبيدي وتباهيه وافتخاره واستفزازه بالهواء! 

عندنا.. في جانب الشرعية امراء حرب فعليين،لا يلتزمون بتوجيهات ولايعملون حساب للدستور والقانون، فكل منهم يعمل ويدير ويدرب ويتسلح بما شاء وممن يشاء.

فقط، متفقين جميعهم بالهدنة والالتزام بها إلى حين؛ 

 فالزبيدي ومجلسه مثلاً؛ يتصرف بمعزل عن الشرعية تماماً، يعمل دولة داخل الدولة، فماذا ستكون النتيحة إن ترك له الحبل على الغارب؟؛ 

ستتلاشى دويلته المصغرة والسلطة الشرعية ايضاً..اعقلوا وافهموا ان اليمنيين يراقبوا كل شيء! فككوا الحوثين لا تتفكفكوا، قيموا وراجعوا ما هو سرّ تماسك أولئك، إنه بدعم محور إيران؟؛ 

وسرّ تأكل أصحابنا إنه بسبب تضخيم الذات،، والاطماع، وحب السيطرة والانتقام، وتجاوز الدستور والقانون والتوافق.

ولقد حاول ويحاول التحالف العربي بذل جهوده للملمتهم، وقد سئم منهم، ولولا أمنه الوطني والقومي لغادرهم وتركهم!

فبركة أمنهم القومي هي التي لا تزال ترعى الشرعية، فاستفيدوا منها وادمجوا الحيوش والأجهزة، واستعيدوا الدولة وفعّلوا المؤسسات والنظام والقانون! 

أما ما يفعله الزبيدي ومجلسه الانتقالي حقاً، فهو يقوض السلطة الشرعية لصالح الحوثي. ومن لا يصدق يلقي نظرة على هيئات ومؤسسات الانتقالي على اعلامه، وميثاقه وتعهداته وجيشه وأحزمته الأمنية، وبيان مجلسه العمومي الاخير، وسيرى أنه مستمر في غيه في الإنفصال، ويتحيّن الفرصة للانقضاض على الشرعية بعد أن يمكّن عناصره في كل المواقع والأجهزة الحساسة في الدولة! 

والغريب أن زملائه في مجلس القيادة الرئاسي صامتون، وأن مجلس القيادة الرئاسي في اجتماعه عقب الفعالية الأخيرة للزببدي ومجلسه العمومي ومخرجاته، أكيد أنه لم ينتقد ما جاء في بيان مجلس العموم الجنوبي، بل أنه تبنى جزء من تلك المخرجات. 

بدا ذلك من نتاىج مناقشة المجلس لخارطة الطريق السعودية، من خلال تعديلها وابداء بعض الملاحظات عليها كما اعتقد، فأدخلوا بند القضية الجنوبية كإطار خاص لها، وقد لا يوفق على ذلك الحوثي، ويكون الإدخال المستحدث سبباً لتعطيل الإتفاق أو تنفيذ خارطة الطريق السعودية.

إن المطالبة بهذه التجزئة والجهوية قد تضرّ وتهزّ موقف الشرعية الذي تمثل كل اليمن، فضلاً على ان من يتحكّمون في السلطة الشرعية اليوم هم ممن كانوا مظلومين سابقا، فلا تكررون الظلم والإبعاد كما نراه واقعاً، فالسلطة تحكم بالمحاصصة لا بالكفاءة والتخصص، فأحذروا!   

ومن نتائج المناقشة تأكيد وتبني ما سبق أن اتخذه مجلس العمومي الانتقالي، فقد اشاد مجلس القيادة الرئاسي بالنجاحات المحققة على صعيد تعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المحررة، واليقظة العسكرية العالية على مختلف المناطق والجبهات.

كذلك من النتائج، علام يبدوا الابقاء على عناصر الانتقالي في قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشاء جهاز مكافحة الإرهاب، كذلك اصدر قرار بدمج الأمن السياسي والقومي وهذا شيء جبد، والمهم ان يكون رئيسه ممن غابوا عن المشهد القائم، ولهم قدرة وفهم لهذا الموقع!؛ لكن أن يضاف إليه، الكيانات الاستخبارية الأخرى التابعة للمجلس الانتقالي وحراس الجمهورية وقوات العمالقة في إطار جهاز استخباري واحد يسمى ب (الجهاز المركزي لأمن الدولة). اعتقد أنه من المستحب إلحاقهم بالاستخبارات العسكرية، كونهم تشكيلات عسكرية. 

ومع ذلك نقول خطوة جيدة أن يحاول رئيس واعضاء المجلس اليوم لملمتهم في كيان واحد، فهو مطلوب، لكن الأهم هو هيكلة هذه القوات في الجيش الوطني اليمني، ادماجهم بعقيدة وطنية يمنية، وبرؤية وهدف واحد وقيادة واحدة، حيث ان ذلك غير متحقق حتى اللحظة؛ 

فأسرعوا! فالوقت لن يسعفكم أن استمريتم بنفس المنهج والعقلية المتبعة من قبل الزببدي ومجلسه،أحذركم من هذا الخطاب، فهو زاد للحوثي يتغذى عليه، ليزيد تجانسه وتمايزه، وبالتالي الحصول على الدعم والتأييد لما بقوم به من محور إيران بشكل أكبر، وربما ايضاً ممن يساندون غزّة، فانتبهوا!؛ 

وخصوصا ممن يتابعون موقف الحوثي ومواقف الانتقالي الفضيحة؛زهو صار محسوباً على السلطة الشرعية، فانظروا لأخر دعوة لمجلسه العمومي المستفز لمشاعر اليمنين،حيث دعا إلى العمل لتطبيق حل الدولتين على أساس المبادرة العربية والاتفاق الإبراهيمي.. 

فمن متى يا انتقالي الاتفاق الابراهيمي مرجعاً؟!؛ ومتى أنت أولاً يا انتقالي، ستنفذ اتفاق الرياض الأول والثاني ونتائج مشاورات الرياض؟!

أختم فأقول: أتمنى ألا يفرط التحالف العربي بالشرعية للحفاظ على أمنه القومي، والمطلوب منه فقط أن يضبط الايقاع بالبحر الأحمر، وأن يضغط لتوحيد مكونات الشرعية وان يتم الدعم عبر نافذة الدولة ( السلطة الشرعية)، وليبقى التحالف ويعزز حاضوره لانهاء الانقلاب،لا أن يجمد طلعاته أو يناقش خروجه!

ومطلوب من اصحابنا في الشرعية ألا يتسابقوا على اضغاف الشرعية والتقوّي عليها، فيكونون فريسة سهلة للاصطياد من الحوثي بشكل جماعي أو منفردين!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي