معادلات "أقوال" لا "أفعال".. حصيلتها عسكرة البحر الأحمر؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠١ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٣ مساءً

لقد قرأت تغريدة لمحمد الحوثي قال فيها: " إن لنا قائداً معادلته أمام العدو هي "الفعل ثم القول"

معادلتك ياحوثي محمد، ليست كما معادلة سيدك حسن نصر الله الصائبة، ولو من ناحية الصياغة، حيث قال: القرار والفعل للميدان ونحن يمكن أن نظهر ونشرح ما تمّ فعله بعد ذلك، (مُدخل ومُخرج صحيحين )، ونحن لا نزال منتظرين الميدان كي يحكي، وقد يحكي قبل ظهوره يوم الاربعاء القادم!!

أقول: عبد الملك ليس بقائد، فخصائص القائد لا تتوفر به، والقائد دائما ما يكون أمام جنده وشعبه لا متخفي!؛ فهو كما قلت أمام العدو حقاً ، والعدو أصبح قريباً منه فعلاً.

 واصبحوا بالمكان الذي ينبغي ان يكون فيه اليمنيين، فأين القيادة إذاً؟

 الحصيلة حتى الآن، فما يلوح في الأفق هو عسكرة البحر الأحمر، وقد توجّه الحوثي لاستهداف سفن تجارية، فتواجه مع امريكا وحها لوجه، فتمّ إغراق الزوارق الثلاثة. فأين الردّ، الرد ببيان باهت وضعيف لاقيمة له..ثمّ سرعان ما استغاث بحليفه إيران.

ولم تمضي سوى سويعات قليلة حتى دخلت ايران مضيق باب المندب بالمدمرة الإيرانية القتالية "إيران البرز" بصحبة السفينة العسكرية "بوشهر"، المزودة بصواريخ كروز بحرية.. ويعلم الله قادم الساعاتوالأيام ماذا سيحصل؟!

أما عن الفعل ثم القول يا محمد يا حوثي.. فلم تكن موفقاً.. وعليك أن تذهب وتسأل أي يمني، وقول له: " من في اليمن قوله أكثر من فعله"؟ (من هو أكثر واحد هدّار في اليمن؟؛ وتضيع في استنباط اللبّ من حديثه المطوّل والمُمّل؟)، فسيجيبك أي واحد دون تردد.. إنه عبد الملك الحوثي!

فالقول عنده كثير، ثم الفعل قد يأتي وقد لايأتي، وإذا ما أتى فهو غير محسوب، وغير مستعد بالمطلوب..

ومعادلات الحوثي غالباً ما تكون خاطئة، أو ناقصة او مضروبة، فعلى سبيل المثال؛

لا توقيع اتفاق سلام إلا مع المملكة كطرف!؛ ترى لما كل هذا التكبّر والغرور على المكونات اليمنية؟

.. ثمّ.. "الموت لامريكا، الموت لاسرائل وهو من باب التمنّي بملاقاتهما والنصر عليهما ، وهاهي الفرصة قد أتت، وأصبحت واقعاً، أرونا تمويتهما لا أن يموتوكم!

ومن سوء تقديراتكم السابقة الخاطئة والتي بحاجة للتصويب، انكم كنتم تموتون اليمنيين بدلاً عنهما. صححوا المعادلة باتجاه شعاركم وصرختكم!

ورأينا معادلتكم أمام معادلة أمريكا؛ فالمعادلة الأمريكية: " عدوان اسرائيلي على غزة بدعم امريكي مطلق وغربي كذلك وإصرارهم على عدم اتساع الحرب في المنطقة"..هذه معادلة امريكية معروفة ومعلومة،وبأيديكم يا محور المقاومة وحدكم أن توسعوا الحرب وتنصروا غزة.بل وتحرروها وترفعوا عنها الحصار إن أردتم!

أما معادلة الحوثي بالمقابل هي: "منع السفن المتجهة للكيان الصهبوني اذا ما استمر الحصار على غزة".. معادلة الحوثي تُجابه بالفوة من قبل امريكا وحلفائها، والنتبجة عسكرة البحر الأحمر؛ حيث ان مشاغلة الحوثي بمنع امريكا حماية السفن المتجهة لاسرائيل وبمساعدة ايرانية بالمحصلة أنتجت عسكرة البحر الأحمر!

 فمن ياترى يُعسكر البحر الأحمر، أمريكا الذي شكلت تحالفاً لحماية البحر والسفن الذاهبة لاسرائيل، أو الحوثي الذي جلب للبحر الأحمر امريكا وحلفائها، وايران ومدمراتها.. بمعيتكم أن تراقبوا وتحكموا؟!

وبيان سريع الأخير، ما أضعفه! كان فارغاً حتى من الاشارة للاحتفاظ بحق الرد. فعن أي فعل سيلحق القول يا محمد يا حوثي!

ثمّ.. أين يا محور المقاومة معادلات وحدة الساحات، ووحدت الجبهات، أو حتى وحدة مساعدة ومساندة غزة؟ بشكل مؤثر حتى اليوم، لم نراها من قبلكم بعد؟!

والحوثي يبدوا كغزة سيتلقى اللكمات دون نصرة، إلا بالكلام فما أكثره!

عبد الملك الحوثي وضع لامريكا خطوط حمر، تجاوزتها أمريكا بالعدوان على اليمن، فلا خطوط اذاً! أليس كذلك؟ لقد قال الحوثي إذا تدخَّل الأمريكان بشكل مباشر سيقابل بمشاركة فاعلة بالقصف الصاروخي، والمسيَّرات، والخيارات العسكرية الأخرى..وهاهي امريكا قد اشتركت من اللحظة الأولى بشكلٍ مباشر ضد غزة، مضاف إلى ذلك الاعتداء على الزوارق اليمنية وقتل عشرة منهم.. فما هو مخرج هذه المعادلة حتى تكتمل المعادلة، أليس دكّ البوارج؟! فمتى؟!

  وعليك يامحمد الحوثي القيام بوزن الفعل، ولا تطففه بالقول، فالقول كثير، والفعل لا يزال محدود!

و أوفي أنت يا عبد الملك الحوثي بقولك أنك ستجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخك، وطائراتك المسيرة، وعملياتك العسكرية.. وهذا مالم نقرأه في بيان سريع عقب قتل عشرة يمنيين في البحر الأحمر؟!

 عبد الملك يرغب بمواجهة امريكا رأسا برأس، وربما امريكا تريد ذلك، فلقد جاءت اليك وبدأت بالحرب وقتلت عشرة ، فردوا عليها خارج عسكرة البحر الأحمر، ولا تركزوا على من يرقص أو يصفق، بل أجعلوا الجنود الامريكيين يبكون، أرونا ذلك إن كنتم فاعلون!

 وسنة طيبة وكل عام والجميع بألف خير!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي