النظام العربي الرسمي" وجُوهٌ غليها غبرة"..ومحور المقاومة "ترهقهم قترة" ؟!( 1_2)

د. علي العسلي
السبت ، ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٨:٢٦ مساءً

قالى تعالى: " وُجُوهٌ يَوْمَئذٍ مُّسْفِرَةٌ(38)  ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ( 39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ(40) لا شك أن كتائب القسام وسريا القدس وكل الفصائل الفلسطينية التي تقاتل الآن، الكيان الصهيوني وتتصدى له، وجوههم مستنيرة ومستبشرة، ومن باب أولى جميع الشهداء الذين يتساقطون على أرض غزة.. إن العالم وهو يرى ما يجري على غزّة وجووهم سوداء مغبّرة.. ..إن غبار غزّة هو في وجوه وأنوف النظام العربي الرسمي اليوم.. أما محور المقاومة فهم الذين ترهقهم غزّة  "قترة"،أي يدركهم بسرعة سواد وغبار الأنظمة وهو أوحش ما يكون ..  على محور المقاومة أن يلحق نفسه ويشترك في هذه الحرب المشروعة والمقدسة، كما قال عنها نصر الله نفسه.. عليهم اللحاق بموكب أبطال غزّة المقاومين المستنيرين، الذين يلقون ربهم في ساحة الوغى ضاحكين ومستبشرين.. وعلى باقي محور المقاومة الإسراع في تنظيف وجوههم من غبار غزّة الذي يتطاير على وجوههم من الركام الصاعد من المباني المدمرّة على رؤوس وأجساد أطفال غزة ونسائها..   ولا شك أن طوفان غزّة،كما انه طوفان على الكيان الصهيوني ، فإنه طوفان كذلك على النظام العربي الرسمي، ومحور المقاومة معاً، فهو يفضحهم ويكشف تقاعساتهم وتركهم غزّة لقمة سائغة للعدو المتوحش، يقصفهم ويقتلهم ويدمر مبانيهم ولا يسمح باسعاف من بقي منهم حياً ، ولم يسمح بدخول المشتقات، فأخرج  المستشفيات اصلا من العمل بعد نفاذ الوقود، ولم تعد قادرة على استيعابهم وتطبيب جرحاهم.. بعد هذا الذي نقول.. أفلا يتداعى النظام الرسمي ومحور المقاومة، أو أحدهما على الأقل؟!؛  لتحسين وتبيض وجهه، بالإسهام بإنهاء هذا  العبث الذي يجري على أرض فلسطين الآن، وليس غداً.. ولتعلموا أن طوفان الأقصى ميزان حساس لكل الادعاءات والمزايدات ..  وباختصار فلا يقبل أو يعقل من أن محور المقاومة يكتفي فقط بالتضامن في محرقة كهذه التي نرى .... ولا من النظام العربي الرسمي ألّا تلتئم قمته إلا بعد منح محور الصهيو_امريكي  الوقت الكافي لإبادة أهلنا في غزّة.. فالصمت والتأخير  والتواطؤ والتخلّف "غبار وقتر".. والدور.. آت.. آت لا محالة عليكم وحداً تلو الأخر.. وسترون حال النظام العربي بعد غزّة،  المسكوت عن  إبادتها، مزيدا من الاملاء عليهم، وتركيعهم وإبعادهم أكثر عن موقف شعوبهم؟! ولا ينفع من محور المقاومة استعراضه لقدراته وقواته دون استعمالها، سترونهم يفككونكم إن سمحتم بتفكيك حماس والجهاد وغيرهما من الفصائل المقاومة..   إن  الخطاب السياسي العقلاني الواقعي،  لحسن نصر الله، لن يغفر له ذلك، فهو بنظرهم إرهابي قبل حماس.. وخطابه سينعكس عليه ناراً ووبالاً وحمماً من قبل الكيان الصهيوني، الذي فهم الخطاب ضعف، وسيُصعّد الكيان على أرض لبنان الحبيبة، خلال ساعات.. انتظروا وانظروا؟!  نازيو العصر (الصهيو_امريكي) مستمرون بإبادتهم لغزة وخصوصا باستهداف الأطفال والنساء.. ولكن (حسن نصر الله) ما زال متأخراً في خطابه وتحليلاته وقرأته لما قبل طوفان الأقصى، رغم إشادته به، وشرح أسبابه وتداعياته! فلا تزال معادلات (نصر الله) على حالها، لا تتغير، المدني (اللبناني) بالمدني (الصهيوني)،  أما مدنيو ((غزّة)) فلهم الله وحده، هو وحده ناصرهم ومنتقم لهم، والتخاذل إن استمر فالكيان لن يسامح نصر على الله على مناوشاته بالحدود، وسيستفرد بالجميع فصائل وأماكن ودول، في الوقت الذي يشاء.. كثيرون راهنوا على (نصر الله) وقدراته، من أجل توظيفها في معركة طوفان الأقصى ..لكنه خيّب الأمال، لم يعلن الحرب الشاملة، بل حتى لم يأتي بالحد الأدنى "التهديد والوعيد"..ولم يطالب من العدو التوقف الفوري،  ولم يخبر العدو بأن ما يفعله بغزة غير مسموح به، و من أنه تجاوز لكل الخطوط الحمراء.. بل أن موقفه أصبح مرناً وليس ثابتاً، يتغير بحسب التغيرات الميدانية في غزة، وبحسب تمادي العدو في قتله لمدنيين في لبنان..  .. يا نصر الله.. إن دم الفلسطيني المفروض أنه عند كل مقاوم للكيان الصهيوني متساو تماما مع الدم اللبناني والسوري وغيره، لا فرق نحن أمة واحدة.. حزب الله المفروض مقاومة وليس دولة، الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن كل دم لبناني..قد نغفر لحزب الله، أنه يقدر الوضع السيء في لبنان، فلا يريد أن يجره هو للمزيد، إن كان كذلك فلماذا الترويج والتحشيد والخطب، فالسكوت هو كالذهب، والعموض في مثل هكذا وضع مستحب.. لكن ما شاهدناه يوم أمس من خطاب لــ"نصر الله"، خطاب تبريري، يشبه تماماً خطاب حكام النظام العربي الرسميون، الذي هو يستنكره، ويخوّنه ويلومه..  .. خطب نصر الله، خطبة سياسية ليست ثورية، ولم يأتي بما يدّل على المقاومة، بل كان خطاب رجل دولة عربي يخاف كل شيء، يحذر كل شيء، ولا يقوم بأي شيء، موقف حزب الله  ربما أقل من موقف بعض الدول في النظام العربي الرسمي..موقفه للآسف لا يتجاوز "التضامن"،لم يرتقي لنيل شرف المشاركة بعد..خطابه تبريري، يحاول ان يستجر نصره في 2006 ويسقطه على الذي يجري الآن.. يعمل (حسن نصر الله) ألف حساب وحساب لاحتمال اشتراكه في معركة طوفان غزّة،  بينما لم يعملها عند تدخّله السافر في سوريا واليمن وغيرهما.. يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي