إنه زمن التوصيف بالمقلوب!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٣١ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:٠٤ مساءً

ذكرت وكالة انباء ايرانية أن (5) آلالاف من الامريكين يشاركون في الغزو البري على غزّة، في الوقت الذي تؤكد وتحذر امريكا كل الأطراف بالمنطفة من التصعيد وتوسيع الحرب،وتحذر إيران وغيرها من الانخراط في المعركة حتى لا يخفف هذ العبء الثقيل جداً على غزة وأهلها، لقد قرر الصهيو_أمريكي، في ظل تخاذل العالم، على إبادة غزّة لتكون عبرة ورسالة لمن سيفكر بأذية ربيبة  الغرب (اسرائيل)، قرروا ولا يريدون احداً أن يتدخل لانقاذ الغزاويين من الإبادة.. إنه زمن قلب الحقائق، والتوصيف للاشياء بالمقلوب..إنه زمن  التفرّد والوحشية الامريكية على الفلسطينين على الارض، ولبس ثوب الانسانية والرحمة عليهم، فقط للاستهلاك الاعلامي.. إنه زمن تعطيل القرارات والقوانين الدولية للفلسطينيين، وانفاذ خلافها للكيان الغاصب، بفعل (الفيتو) الامريكي المستخدم ضد حق الشعوب.. زمن لا تصعدوا، ونحن لا تستهدف الفلسطينيين، إنما حماس التي هي خطر على الفلسطينيين قبل الصهاينة .. ألا ترون كيف يفعل هؤلاء الاشرار بغزة.. لعنة الله عليهم وعلى من وآلاهم؟!  مرشح رئاسة امريكي (راماسوامي)، يدعوا الكيان الصهيوني إلى  قطع رؤوس قادة حماس ، وتعليقها على العصي على حدود غزة، وإلى اغتيال قادة حماس في قطر، وعليها أن تقتلهم على طريقة حمام الدم في مسلسل "لعبة العروش".. ورئيس الكيان الصهيوني يصرح بالأمس بأن كل فرد في غزة هو (هدف)، واليوم تباد مربعات بحالها بجرائم تقشعر من هولها الأبدان، والعالم لايحرك ساكناً، بل والعالم الغريي يلوي الحقائق، فيعتير المقاوم إرهابي، وتسعى بعض الدول بين قوسين العظمى  لزواله، وتطالب بإدانته.. إنه زمن محاولة تهجير اصحاب الارض وفرض دولة يهودية على ارضه، أنه لزمن مقلوب..الفلسطينون عليهم ألا يقاومون، والعرب ألا يتدخلون، وعلى الإيرانيين ألا يدعمون..كل ذلك لتخفيض منسوب التصعيد والاكتفاء بابادة غزة على فعل حماس المقاوم.. واسرائيل تعمل أي شيء تريده، فهي تدافع عن نفسها.. وهي محمية  من امريكا الشريرة.. زمن باطل والله..  مندوب الكيان الصهيوني المحتّل للارض الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، يوم امس، مثّل دور الضحية؛ فردّ عليه المندوب الاردني لدى الأمم المتحدة، فقال له:" لم أسمع بدولة محتلّة تدّعي أنها ضحية كما تفعل إسرائيل الآن".. إنه زمن نزع الارادة والقرار من الشعوب..إنه زمن تنفيذ حكامنا بما هو من امريكا  مطلوب.. تطبيع، عدم تدخل، عدم قطع علاقات،عدم إيصال مساعدات، وإدانة المقاومين، والأهم تقييد الشعوب.. زمن مشوّه بتدخل امريكا، وللآسف كله عيوب، ويوجع القلوب، يجيزون للمحتّل المغتصب حق الدفاع عن النفس، ويحشدون له كل قوتهم، ويمنعون حق الدفاع عن النفس لمن يقاوم الاحتلال، وهو حق مشروع في كل الشرائع السماوية والارضية، بل ويصفون المقاومين، بأنهم إرهابيون ويجب زوالهم من الدنيا، لأنهم يسعون لانهاء الاحتلال..إنه زمن التوصيف بالمقلوب.. ومعاقبة الضحية المغلوب.. إنه زمن غير مرغوب.. يتحكم به النظام الامريكي المعطوب..  وإنه أيضاً زمن الإدعاء بالقيام بالمطلوب.. أمثال الحوثي، إذ يشكل ما يسمى بـــ" كتائب طوفان الأقصى"، ولم يذهب بها إلى حدود غزّة أو سوريا أو لبنان، ليسهموا في المعركة، المعركة المقدسة هناك،بل ذهب بها إلى حدود مأرب وقتلوا ما قتلوا هناك، وعاد منهم مقتولين، سمونهم شهداء طوفان الأقصى،وشهداء على طريق القدس..وربما تدريباتهم ومحاكاتهم  في ذلك من أجل اقتحام تعز التي تشابه غزة في كثير من الأمور..فمن يدري؟.. لقد فرحنا وهللنا منذ الصباح لبيان عسكري، سيدلي به ناطق  الحوثي العسكري (يحي سريع)، قلنا هناك عملية ربما تكون أشبه بعملية طوفان الاقصى، ضد الكيان الصهيوني.. فرحنا وهللنا وانتظرنا لنقول شكراً صنعاء، رفعت رؤوس اليمنيين عاليا؛  غير أنه وأثناء إدلاء "سريع" ببيانه، كان الرد الصهيوني المزلزل على مخيم (جباليا) في غزة، كان الرد  قاسياً، بستة  قنابل امريكية الصنع كل واحدة منها تزن طناً، سُوِيّ حي بكامله بالارض، وخلّف القصف (400) ما بين شهيد وجريح، دمر القصف اربعين منزلاً فوق رؤوس الساكنين.. ومن يدري قد يطلع الصهاينة وهم البارعين في صناعة الكذب والتضليل، وقد ينفون الاستهداف لمخيم "جباليا"، وقد ينسبون القصف،بالخطأ للمسيرات والصواربخ المجنحة الحوثية التي أعلن سريع عنها؟!؛ بيان ((سريع)) لم يصف العمليات الثلاث، ولا الأهداف منها، ولا ما حققت، إنه لم يأتي بما يشير إلى أنها اصابت اهداف محددة في عمق الكيان.. فالأولى اعلنت عنها امريكا من انها اعترضتها بعرض البحر الأحمر، والثانية كانت على طابا المصرية، والثالثة اليوم أعلنت عنها اسرائيل قبل البيان،  وقالت أنها تصدت لطائرة مسيرة وصاروخين جوالين واسقطتهم خارج حدود الاراضي المحتلة، ومن دون اصابات..صوارخكم كانت نيران صديقة ومسالمة للصهاينة،أو كيف؟!؛زودوا الاعلام بتصويركم  لعملياتكم، فعملياتكم المعلن عنها لم تصيب اليهود ولم تروعهم، رغم التشنج في إلقاء البيان..لكن دعونا نتفاءل، فنعتبرها بداية..نريد أن نكتب ونقول شكرا لك يا صنعاء، عافية عليك، لقد أوقفت العدوان، وانقذت شعب غزة من هذا العدو المفترس المجرم، بفعل تدخلك ووقوفك مع غزّة، اعلنت اسرائيل انهاء العدوان .. فلا تجعلونا نقول أن البيان كان ضحكا على الذقون، كما فعلتم بكتائب طوفان الأقصى الذي شكلتموها وارسلتموها الى مأرب..   أخيرا يا امريكا لقد وقعت في السقوط بالحضيض.. ظهرت عدم انسانية الادارة الامريكية التي لا تلجم الظالم، بل تموّله للاستمرار في ظلمه، وتبرر ظلمه، وتقلل من جرائمه وتحميه.. إنه زمن السقوط..انه زمن  مساعدة الغالب على المغلوب.. وزمن الادعاء دون تحقيق المطلوب.. إنه زمن تراكيب النصر فقط بالفتشوب.. وربي انه لزمن إبراز ما هو مكذوب.. إنه لحقاً الزمن المضروب..إنه زمن قلب الحقائق وإجبار تنفيذ المقلوب..غير انه من كل ما جرى ويجري، فإن القضية الفلسطينية عادت بقوة، وهذا هو المرغوب والمطلوب!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي