الرئيسية > عربية ودولية > مجزرة جديدة في غزة خلال تجمع لتلقي المساعدات

مجزرة جديدة في غزة خلال تجمع لتلقي المساعدات

" class="main-news-image img

قُتل أكثر من مئة فلسطيني الخميس في غزة خلال عملية توزيع مساعدات إنسانية شابتها الفوضى وفق حركة حماس التي اتهمت الجنود الإسرائيليين بفتح النار على الحشد المتضور جوعا. ومن جانبها، قالت مصادر إسرائيلية إن الجنود الذين شعروا "بالتهديد"، أطلقوا الرصاص الحي لكنها نفت أن يكون إطلاق النار أوقع هذا العدد من القتلى. وتحدث الجيش عن سقوط "عشرات القتلى والجرحى" جراء التدافع أو تعرضهم للدوس من قبل الحشود التي “حاصرت الشاحنات ونهبت” حمولتها.

 

وتحذر الأمم المتحدة من أن الحرب المدمرة بين إسرائيل وحماس حولت غزة إلى “منطقة موت”، وأن غالبية سكان القطاع، وعددهم 2.2 مليون نسمة، مهددون بالمجاعة لاسيما في الشمال حيث بات من المستحيل إيصال المساعدات بسبب الدمار والمعارك وعمليات النهب. وأعلن طبيب في مستشفى الشفاء بمدينة غزة الخميس أن الجنود أطلقوا النار على “آلاف المواطنين” الذين هرعوا نحو شاحنات تحمل مساعدات.

 

وأكدت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن 104 قتلوا وأصيب 760 آخرون. وروى شهود عيان أن آلاف الأشخاص سارعوا نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي، غرب المدينة. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في وقت مبكر الخميس أن “أكثر من 30 ألف” شخص قتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، بعد مقتل 79 شخصًا خلال ليل الأربعاء جراء القصف المستمر.

 

وسجلت هذه الحرب العدد الأكبر من الضحايا بين الحروب الخمس بين إسرائيل والحركة الإسلامية، التي استولت على السلطة في غزة في عام 2007. وتأمل الدول التي تسعى للوساطة التوصل إلى هدنة قبل بداية شهر رمضان الذي يحل في 10 أو 11 مارس، لكن لم يعلن بعد عن أي تقدم ملموس. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة إكس، "تجاوزت حصيلة القتلى في غزة 30 ألفا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال. أصيب أكثر من 70 ألف فلسطيني. يجب أن ينتهي هذا العنف والمعاناة. أوقفوا إطلاق النار”.

 

وفي جميع أنحاء قطاع غزة، يجد المدنيون أنفسهم محاصرين جراء المعارك وعمليات القصف اليومية التي لا تستثني أيّ منطقة ودمرت أحياء بأكملها وأجبرت مئات الآلاف على الفرار. وقال محمد ياسين (35 عاما) من حي الزيتون في شمال القطاع الذي خرج في الصباح الباكر لشراء الخبز “لم نأكل الخبز منذ شهرين. أطفالنا يتضوّرون جوعا. آلاف الأشخاص ينتظرون ساعات طويلة للحصول على كيلو أو اثنين من الدقيق”. وأضاف “إنها جريمة. إنه عالم يفتقد تمامًا للعدالة”.

 

من جهتها، كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الحاجات الإنسانية “لا محدودة”. وأضافت “المجاعة أصبحت وشيكة. لقد تحولت المستشفيات إلى ساحات قتال. مليون طفل يواجهون صدمات يومية”. واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.

 

وتوّعدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة، وتنفّذ عمليات قصف مكثفة أرفقتها اعتبارا من 27 أكتوبر بعمليات برية أدت الى دمار واسع لاسيما في شمال القطاع ووسطه. وقال الجيش الإسرائيلي إن القتال مستمر في شمال حي الزيتون في مدينة غزة، وكذلك في وسط القطاع وفي خان يونس جنوبا. واضطرت المعارك والقصف المركز مئات الآلاف إلى النزوح نحو الجنوب وصولًا إلى رفح، على الحدود المغلقة مع مصر.

 

وتقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في هذه المدينة التي تتعرض للقصف اليومي وسط حالة من الخوف والقلق من دون مكان يفرون إليه بعد أن توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم على ما وصفه بأنه “معقل حماس الأخير”. وعلى الرغم من التحذيرات الدولية المتعددة، قال نتنياهو إن الهدنة لن تؤدي إلا إلى “تأخير” مثل هذا الهجوم. ورفح هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وتخضع للضوء الأخضر من إسرائيل، والتي تصل بكميات محدودة للغاية من مصر.

 

 

وتواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس سعيا لهدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. والاثنين، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن “هناك موافقة من الإسرائيليين على وقف العمليات خلال رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن”.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي