الرئيسية > عربية ودولية > قطر وطرفا الصراع لا يشاطرون بايدن التفاؤل بشأن التوصل لاتفاق في غزة

قطر وطرفا الصراع لا يشاطرون بايدن التفاؤل بشأن التوصل لاتفاق في غزة

" class="main-news-image img

لا تشاطر قطر وحركة حماس وإسرائيل الرئيس الأميركي جو بايدن التفاؤل ذاته بشأن قرب التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، قد يدخل حيز التنفيذ مع بداية شهر رمضان.

 

وبدا أن تصريحات بايدن فاجأت الأطراف الثلاثة التي كانت ردودها متحفظة وحذرة، حيث قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء، إن المفاوضات لم تسفر عن أي شيء حتى الآن يمكن الإعلان عنه، “ولا نتوقع الإعلان عن تقدم اليوم أو غدا”.

 

وأضاف الأنصاري “حتى الآن ليس لدينا اتفاق نهائي بشأن أي من القضايا، وما زلنا نعمل على المفاوضات مع جميع الأطراف”.

 

ونفى المتحدث باسم الخارجية القطرية أن تكون زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى فرنسا، والتي بدأت الثلاثاء، مرتبطة بقرب التوصل إلى اتفاق أو بتطورات الحرب الإسرائيلية على غزة. وتقود قطر جهود وساطة مع مصر والولايات المتحدة لمحاولة إنهاء الحرب التي اندلعت إثر هجوم شنته حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر على غلاف قطاع غزة، وحصدت هذه الحرب حتى الآن عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين، كما خلفت مأساة إنسانية مع تفشي الجوع والأمراض في الجيب الفلسطيني المحاصر.

 

ويأمل الوسطاء في التوصل إلى وقف القتال قبل شهر رمضان الذي يبدأ هذا العام في 10 أو 11 مارس، لكن حماس وإسرائيل رفضتا التوصل إلى تسوية حتى الآن. وتطالب حماس بشكل خاص بوقف نهائي لإطلاق النار قبل التوصل إلى أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.

 

في المقابل تصر إسرائيل على أن الهدنة يجب أن تكون مصحوبة بالإفراج عن جميع الرهائن ولن تعني نهاية الحرب، وتعهدت بالاستمرار فيها حتى القضاء التام على حماس. وقال بايدن خلال مقابلة مع البرنامج الفكاهي سيث مايرز على شبكة إن بي سي الأميركية إن شهر “رمضان يقترب وكان هناك اتفاق بين الإسرائيليين على عدم الانخراط في أنشطة خلال شهر رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن” المحتجزين لدى حركة حماس.

 

وأضاف الرئيس الأميركي الاثنين أثناء زيارة إلى نيويورك “آمل أنه بحلول الاثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار”. وأضاف أن “مستشاري للأمن القومي يقول لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننته بعد”.

 

ويرى مراقبون أن ردود الفعل المسجلة حتى الآن حيال تصريحات بايدن لا تعطي صورة واضحة بشأن مسار التفاوض الجاري للتوصل إلى تهدئة في القطاع.

 

ويقول المراقبون إن الهدف من تصريحات الرئيس الأميركي يبدو أنه دعائي وهو يخاطب فيها الداخل الأميركي خاصة وأن ملف الحرب في غزة بات يلقي بظلاله على الانتخابات التمهيدية التي يجريها الحزبان الديمقراطي والجمهوري بشكل منفصل لاختيار مرشحيهما لانتخابات الرئاسة المقررة نهاية العام الجاري.

 

 

ويشير المراقبون إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي جاءت قبل يوم فقط من اختبار حاسم سيواجهه في ولاية ميشيغان حيث يوجد جمهور كبير من الناخبين ذوي الأصول العربية. ويشعر الكثيرون من أبناء الجالية العربية الكبيرة بالولايات المتحدة بالغضب، إلى جانب بعض الديمقراطيين التقدميين، بسبب ما يؤكدون أنه دعم بايدن الراسخ للهجوم الإسرائيلي على غزة والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

 

ويعد مشروع الاتفاق الذي جرى التفاهم بشأن خطوطه العريضة في فرنسا مؤخرا، الأرضية المتاحة حاليا لوقف إطلاق النار، لكن متابعين يؤكدون أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة يتعين على الوسطاء ردمها. ووفق تسريبات حصلت عليها وكالة رويترز، فإن المشروع المطروح ينص على وقف لجميع العمليات العسكرية لمدة 40 يوما ومبادلة معتقلين فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين بنسبة عشرة إلى واحد.

 

وبموجب وقف إطلاق النار المقترح، سيتم إصلاح المستشفيات والمخابز في غزة وإدخال 500 شاحنة مساعدات إلى القطاع يوميا وتوصيل آلاف الخيام والمنازل المتنقلة لإيواء النازحين.

 

ونفت حركة حماس ما يروج على أنها بصدد القبول بالمبادرة المطروحة، مشددة على أنها لن تتنازل عن “مطالب وقف العدوان وتحقيق صفقة مشرفة وجدية”.

 

وقالت الحركة “نحن معنيون بتحقيق صفقة تحقق مطالب شعبنا الذي قدّم الكثير”، لافتاً إلى أنّ إسرائيل “لن تأخذ بالوساطات ما لم تأخذه في الميدان”.

 

في المقابل أعرب مسؤولون إسرائيليون الثلاثاء عن دهشتهم من “تفاؤل” الرئيس الأميركي بشأن التوصل لاتفاق مع حماس يضمن وقف إطلاق النار في القطاع ، قائلين “لا نفهم على أي أساس يرتكز تفاؤله”. جاء ذلك في تصريحات نقلها موقع “واينت” عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمهم، لكن وصفهم بالبارزين. واعتبر الموقع العبري أن تفاؤل بايدن بشأن صفقة تبادل الأسرى مع “حماس”، قبل رمضان “يترك المسؤولين الإسرائيليين في حيرة”.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي