يعتقد كثيرون أن السيارات الكهربائية أكثر أمانًا من تلك ذات محركات الاحتراق الداخلي؛ لأنها لا تحتوي على البنزين، إلا أن هذا الاعتقاد خاطىء؛ لأن جميع السيارات الكهربائية الموجودة حاليًا في الأسواق تستخدم مجموعات كبيرة من بطاريات الليثيوم أيون التي تميل إلى اشتعال النيران فيها وتنفجر أحيانًا.
وقد تكون السيارات الكهربائية إحدى أكثر أنواع السيارات شيوعًا في السوق هذه الأيام.
ومع ذلك، لا تزال المشاكل المتعلقة بالمركبات الكهربائية سببًا خطيرًا يدعو للقلق، خاصة عند تعرضها لحادث. وإحدى أكبر المشاكل التي تواجه السيارات الكهربائية هي مخاطر حدوث مشكلات في البطارية.
تحتوي السيارات الكهربائية على أنظمة تبريد لمنع الحريق أو الانفجار، ولكن يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أو الأعطال أو الشحن الزائد أو الحوادث إلى اشتعال بطاريات السيارات الكهربائية.
بطاريات الليثيوم أيون
رغم أن السيارات الكهربائية توفر الكثير من المزايا، إلا أنها تحمل أيضًا مخاطر كبيرة.
على سبيل المثال، تعمل الغالبية العظمى من المركبات الكهربائية على بطاريات الليثيوم أيون، وتشبه هذه البطاريات الموجودة في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وتكمن مشكلة بطاريات الليثيوم أيون في أنها تخزن قدرًا كبيرًا من الطاقة في مساحة صغيرة. وعند اشتعال هذا النوع من البطاريات فإنها تنفجر، وكلما زاد عدد البطاريات الموجودة في السيارة الكهربائية، كان الانفجار أكبر.
تقوم الشركات بتدوير سائل التبريد في جميع أنحاء حزمة البطارية للحفاظ على درجة الحرارة منخفضة قدر الإمكان
مثلا، تمتلك سيارات تسلا الكهربائية حوالي 7000 منها، وفي حال انفجار بطارية السيارة الكهربائية لن يؤدي ذلك إلى تدمير سيارتك فحسب، بل قد يتسبب في إصابة جسدية خطيرة للركاب أو حتى الوفاة.
ورغم أن الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية ستجادل بأن جميع أنواع المركبات تحمل خطر الحريق، إلا أن هذا الخطر يزداد بشكل كبير بسبب استخدام السيارات الكهربائية لبطاريات الليثيوم أيون.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لدى العديد من صانعي السيارات الكهربائية أنظمة أمان مدمجة في جميع أنحاء السيارة، التي من شأنها إيقاف تشغيل البطارية عندما يتجاوز الجهد حدًا معينًا.
ومع ذلك، إذا كانت أنظمة الأمان هذه تشكو من خلل ما، فمن الممكن أن تشتعل النيران في السيارة الكهربائية عند الاصطدام.
إجراءات احترازية
لمواجهة احتمال تحول هذه البطاريات إلى طاقة متفجرة، تقوم شركات صناعة السيارات الكهربائية بتركيب مجموعة من الأجهزة الاحترازية، مثل الصمامات وقواطع الدائرة التي تفصل البطاريات عندما يحصل الاصطدام.
كذلك، يعد الحفاظ على برودة البطاريات أمرًا ضروريًا، إذ إنه كلما ارتفعت سخونة البطاريات، زادت احتمالية انفجارها، لذلك، تقوم الشركات بتدوير سائل التبريد في جميع أنحاء حزمة البطارية للحفاظ على درجة الحرارة منخفضة قدر الإمكان أثناء تشغيل السيارة، كما تستخدم بعض الشركات نظام تبريد الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم الشركات بتقسيم البطاريات، بدلاً من بطارية واحدة كبيرة، وفصلها عن بعضها البعض بواسطة علب فولاذية؛ لمنع انتشار الحريق عبر حزمة البطاريات بأكملها.
مشكلة لفرق الطوارىء
وما يفاقم المشكلة، هو أنه رغم تدريب العديد من المستجيبين للطوارئ على كيفية التعامل مع حرائق السيارات الكهربائية، لكن نظرًا لأن هذه السيارات ليست شائعة مثل السيارات التقليدية، فقد لا يكون المستجيبون متأكدين من المناطق التي يمكن قطعها، وأي أجزاء من السيارة فيها جهد كهربائي عالٍ، وبالتالي، حتى متخصصو الطوارئ قد لا يعرفون كيفية التعامل مع السيارة الكهربائية بعد وقوع حادث.
إذا اشتعلت النيران في السيارات الكهربائية، فغالبًا ما يكون إخمادها أكثر صعوبة
يمكن أن تشكل الطبيعة المتفجرة لبطاريات الليثيوم أيون مشكلة كبيرة للمستجيبين للحوادث.
وهناك مشكلة أخرى أكثر أهمية، وهي أن هذه البطاريات لا تحتاج إلى الأكسجين لتحترق؛ فوسائل مكافحة الحرائق التقليدية، مثل طفايات وبطانيات الحريق والرغوة، تعمل على إطفاء النيران لأنها تحرمها من الأكسجين، لكن هذه الأساليب لن تنجح عندما تشتعل بطاريات السيارات الكهربائية.
وأظهرت التجارب أن بطاريات الليثيوم أيون يمكنها أن تحترق لساعات، لذلك هناك حاجة إلى الكثير من الماء لإطفاء الحريق.
ولهذا، إذا اشتعلت النيران في السيارات الكهربائية، فغالبًا ما يكون إخمادها أكثر صعوبة.
على سبيل المثال، استغرق إخماد سيارة تسلا اشتعلت فيها النيران أكثر من 30 ألف جالون من الماء في أربع ساعات؛ بسبب الحرارة التي تولدها النار، بينما يستغرق حريق السيارة العادية حوالي 30 دقيقة للتعامل معه، وحوالي 500 إلى 1000 جالون من الماء.