الرئيسية > منوعات > مع التأهيل البدني.. الجوانب النفسية مهمة بعلاج آلام الظهر

مع التأهيل البدني.. الجوانب النفسية مهمة بعلاج آلام الظهر

" class="main-news-image img

لا تزال آلام أسفل الظهر تشكل مصدر قلق صحي عالمي، إذ تؤثر على أكثر من 570 مليون فرد في جميع أنحاء العالم.

 

ومع تصاعد تكاليف الرعاية الصحية، فإنَّ العبء الاقتصادي المرتبط بهذه الحالة كبير. وقد ألقت الأبحاث الحديثة الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية لإدارة هذه المشكلة السائدة، مع التركيز على أهمية أساليب العلاج المبتكرة وإستراتيجيات التدخل المبكر، مشيرة إلى أهمية اتباع نهج يعالج الجوانب النفسية، إلى جانب التأهيل البدني.

 

وتناول البحث الذي نشره موقع "scitechdaily"، المسار السريري لآلام أسفل الظهر الحادة وتحت الحادة والمستمرة، وأشار إلى أن التحديات التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة المرضية قد تقدم رؤى حول السبل المحتملة لتحسين الرعاية.

 

أكد البروفيسور لوريمر موسلي من جامعة جنوب أستراليا، جانبًا محوريًّا من البحث هو: مسار التعافي، موضحًا أن الخبر السار هو أن معظم نوبات آلام الظهر تظهر عليها علامات التحسن، حتى بعد تحملها لعدة أشهر. ومع ذلك، كشف البحث أيضًا عن حقيقة مثيرة للقلق: أنه بمجرد استمرار آلام أسفل الظهر لفترة أطول، تتضاءل احتمالية الشفاء بشكل كبير؛ ما يؤكد الطبيعة المعقدة للحالة، ويسلط الضوء على الحاجة إلى طرق علاج أكثر دقة.

 

كما ركز البحث على تمييز زمني مهم، إذ إنه في حين أن التعافي الأوَّلي من آلام الظهر يحدث غالبًا خلال الأسابيع الستة الأولى، إلا أن التقدم اللاحق يتباطأ، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض مستمرة. تتحدى هذه الملاحظة المفاهيم التقليدية لآلام الظهر التي تعزى فقط إلى الإصابة الجسدية المستمرة، لأنها تشير إلى الدور المهم الذي تلعبه العوامل النفسية والعصبية في نظام الألم.

 

ويدعو البروفيسور موسلي إلى إحداث نقلة نوعية في أساليب العلاج، مع التركيز على أهمية معالجة العوامل النفسية والعصبية إلى جانب إعادة التأهيل البدني. ويوضح قائلاً: "إن آلام الظهر المزمنة تتطلب اتباع نهج متعدد الأوجه يعالج الجوانب الفسيولوجية والنفسية للحالة"، مؤكدًا أن التدخلات الجديدة التي تركز على إعادة تدريب الدماغ والجسم تبشر بالخير في تخفيف الألم وتعزيز الوظائف.

 

علاوة على ذلك، تؤكد الدراسة الحاجة الماسة للتعرف المبكر على الحالات تحت الحادة للوقاية من الإعاقة طويلة الأمد. ومن خلال التدخل الفوري خلال هذه المرحلة، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية التخفيف من خطر الألم المستمر والمضاعفات المرتبطة به.

 

وبالنظر إلى المستقبل، يؤكد المؤلفون الحاجة الملحة لإجراء مزيد من الأبحاث حول العلاجات الفعالة لآلام أسفل الظهر، وخاصة في الفئات السكانية الضعيفة، مثل: الأطفال، وكبار السن. ومن خلال تعزيز فهمنا لهذه الحالة المتعددة الأوجه واستكشاف طرق علاجية مبتكرة، يمكن للمجتمع الطبي أن يسعى جاهدًا نحو تخفيف العبء الذي تفرضه آلام أسفل الظهر على الأفراد وأنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي