الرئيسية > محليات > تعز .. مدينة العبور الأسهل لقتل الشباب بالمخدرات تحت صمت المجتمع ؟

تعز .. مدينة العبور الأسهل لقتل الشباب بالمخدرات تحت صمت المجتمع ؟

" class="main-news-image img

لم يجد الشاب علي   (23 عاما ) صعوبة للحصول على مبتغاه من المخدرات التي يتعاطاها من ذو ثلاث سنوات فقد أصبح الحصول عليها سهلا في محافظة  تعز .

بدأ علي تعاطي المواد المخدرة كتقليد لزملائه وإشغالا للوقت والمتعة كما قال مضيفا انه كان يتعاطاها مع جلسات القات بعد إقناعه بأنها لا تؤثر فقط تحسن من المزاج وتجعل من الجلسة أكثرحلاوة ونشوة!   وتابع بأنها تبعد المتعاطي من المشاكل اليومية التي تلاحقنا كل يوم سواء كانت مادية أو دراسية وهذابالفعل ماجعله يعتاد تناولها بشكل مستمر كلماشعر بأنه بحاجة إلى الهروب من واقعه المؤلم والسئ ومثله الكثير من الشباب اللذين يعرفهم  كما قال!

أنواع من المخدرات: 

يستغل تجار المخدرات الحرب القائمة بالمحافظة لتهريب أكثر من 10 أنواع من المخدرات وحبوب الهلوسة بحسب مختصين كالديزبام والكابتاجون وآل (sd) وحبوب القذافي والتي توزع من قبل بعض ملاك الصيدليات وبعد متابعتهم من قبل الجهات الأمنية خصص موظف خاص يقبع على الرصيف ومعه طلبات الزبائن اللذين يرشدون إليه من قبل العاملين با الصيدليات وهناك مشروب يعرفه الشباب ويباع لهم قرب أسواق القات قد خلط مسبقا بنوع من المخدر يشرب مع القات أوبدونه.

أما الرخيصة منها يتم توزيعها بالمدن اليمنية وخاصة تعز وعدن كون المتعاطين لايملكون المال الكافي لشراء المخدر عالي الجودة.   أسباب انتشار المواد المخدرة:    أصبح الشباب يتباهون بتعاطي المواد المخدرة في مجالس القات وحفلات الأعراس والنزهات وكل واحد منهم يتباهى بنوعية واسم ما يملك من حبوب وهذا يجرجر أفرادا جددا للحلبة التي تكبر كل يوم بعيدا عن اعين الأهل والمجتمع والأجهزة الرسمية المكلفة بمتابعة هذه الظاهرة السيئة التي جلبت للشباب ظواهر سيئة أخرى كالسرقة والسطو على ممتلكات الآخرين لتوفير قيمة الحبوب المخدرة والتسبب بحوادث مقلقة للأمن ولمستقبل الشباب ومستقبل البلد ككل كون المحافظة أغلب سكانها من الشباب.  يقول عضو المجلس ا لمحلي بمنطقة الحصب مديرية المظفر بمدينة تعز الأستاذ محمد صالح الشميري بأن الفراغ وغياب الرقابة الأسرية وترك الأبناء خارج البيت لأوقات متأخرة من الليل وعدم معرفة مع من يقضون أوقاتهم وعدم حظور الأجهزة الأمنية ومراقبتها لكل ما يصل إلى الشباب عن طريق المروجين وعديمي الضمير كل ذلك ساهم في تفشي هذه الظاهرة القاتلة.

ويضيف الشميري بان محافظة تعز مستهدفة من قبل المليشيات الحوثية بعد استعصائها من الخارج ولذا وجهت جهدها لاستهداف شبابها حتى تسقط في أيديها من الداخل وسط غياب كبير للرقابة الرسمية وتوقف مراكز التوعية عن عملها وسط الشباب كما توقفت الأنشطة الرياضية والمدنية بسبب الحصار المطبق على المحافظة من قبل الحوثيين منذو سبع سنوات ما حرم الشباب من الخروج والتنزه وجعل الشباب للأسف يلجؤون إلى تعاطي هذه السموم.

أوهام السقوط في الشباك:

 والأخطر أن بعض الشباب يتعاطاها لمساعدته على التركيز أثناء المذاكرة الثانوية أو الجامعية وخاصة أيام الاختبارات سواء بشكل حبوب أوبودرة أوسجائر  وهم يذاكرون جماعات وهذه الاخيرة توثرحتى على من لايتعاطاها 

تعز محطة عبور: 

تقع محافظة تعز على ساحل طويل يقدر (200)كم ولايبعدببعض نقاطه عن (13)كم عن سواحل أفريقيا واللذي أصبح يطلق عليه موخرا (الساحل الغربي) يفتقرللرقابةالأمنية من قبل سنوات الحرب وكان يستخدم لتهريب كل البضائع والممنوعات  فكيف والبلاد تمربحرب طاحنة منذو سنوات مما جعله ممرا آمنا لكل المهربات سواء كانت ممنوعة او غيرها من السلع ومن هذاالساحل الطويل تدخل الكثير من المواد المخدرة بهدف إيصالها إلى دول الخليج بالغالب أو لجماعة الحوثي أيضا كونهاجماعة تعتمد على المخدرات وتوفيرها لاستجلاب مجندين جدد ليقتنعوا بمعتقداتها ولتزج بهم إلى معاركها والقتال بشراسةحتى الموت وهم فاقدين للوعي والإدراك وهذاماثبت عند كل هزائمهم فقد وجدت أنواع من المخدرات في مواقعهم على شكل أقراص اوبودرة مخلوطة بالشمة التي يوفرونها لمقاتليهم من كل الأعمار وخاصة الشباب منهم.   تقول مريم إن شقيقها البالغ من العمر19عاما كان ضحية المخدرات حينما استقطبه أحد زملائه للتجربة حتى أدمن وذهب يقاتل مع المليشيات الحوثية التي كانت تزوده بأنواع من الحبوب التي يطلقون عليها حبوب الشجاعة فأصبح منفعلا طوال الوقت معها ومع كل الأسرة حتى الوالد و الوالدة ولم يحترمهم أو يسمع نصحهم وذهب حانقا في آخر زيارة للأسرة وعاد بعد ثلاثة أشهر مقتولا من إحدى الجبهات الحوثية وانتهت حياته بسبب هذه الحبوب اللعينة حد وصفها.

يقول العميد جمال الشرعبي أركان حرب الشرطة العسكرية بأن سواحل تعز الطويلة مدخل رئيس للممنوعات ومنها يتم إيصالها إلى المدينة والمدن الثانوية قاصدين بها شباب الجبهات ثم شباب المحافظةبلا استثناء اما مادة الحشيش فتاتي من صنعاء قاصدين بها النساء أكثر من الرجال والشباب بحسب التحقيقات مع من تم القبض عليهم ويضيف العميد الشرعبي بأن هناك من يتعاون مع المليشيات الحوثية والمهربين ممن كان يُعتقد بأنهم أكثر حرصا على مدينتهم وأبنائها ولكنهم قلة معروفون وتحت رقابة الأجهزة الأمنية.

الشباب لا الربح:   يقول المختصون بأن المروجين للمواد المخدرة لا يدخل في حسابهم الربح والكسب المادي لذايوفرون هذه المواد رغم مخاطرها عليهم بأقل الأثمان وبسعر لايكاد يذكر لأن هدفهم الشباب ويعتقدون بأن هناك من يدفع لتجار الحبوب مقابل خدمتهم الشبه مجانية ويد المليشيات الحوثية ليست بعيدة ولا بريئة من هذه الأفعال بعد أن استعصت هذه المدينة عليهم من الخارج بقوة السلاح توجهوا لخطتهم البديلة وهي نخرها وإسقاطها من الداخل عن طريق الإدمان والمخدرات والخمور ونشرالجريمة وإفساد الشباب وهذا ما يقوله العاملون في الجهات الأمنية. 

 الجرحى هدف بذاته:   يقول المختصون بأن اكثر فئة استهدفت ونجح مستهدفوها هم فئة الجرحى اللذين أهملوا اسعافا وعلاجا ومصاريفا وتواصلا معهم وتاهيلا نفسيا حتى وقع أغلبهم في براثن المواد المخدرة على اختلاف مسمياتها فالبعض بدأ استخدام الحبوب كوصفة طبية من الطبيب للتخفيف من آلامه واستمر بشرائها حتى أصبح مدمنا والأغلبية هروبا من وضعهم المزري وفراغهم المميت كما قال لنا (ع م ص)أما المعلومات التي حصلنا عليها فتقول إن أكثرمن 85%من الجرحى أصبحوا مدمنين ومقرمطين ولا يستطيعون العيش إلا عليها ولا التفاتة لهذه الشريحة التي ضحت وبذلت جزءا من أجسادها دفاعا عن الوطن رغم كثرة الحديث عنها من قبل الجيش ولجنة الجرحى والسلطة المحلية والناشطين والأحزاب.

استغلال من نوع آخر 

خلا تحقيقي هذاوصلت لاسرة الشهيد (ح س) التي وصل لهااحد التجار بعدمعرفته باحتياجها وفقرها فداوم على اعطائها سلة غذائية بمبلغ 50 الف ريال شهريا مقابل ان توصل له رسائل مغلفة سواء من خارج المدينة اوالى بعض الاحياء وبعد 7 اشهر من العمل معه اكتشفت بالصدفة كماتقول بأنها تحمل مادة الحشيش فخافت على نفسها وعلى اطفالها وتوقفت عن العمل لايام مدعية المرض ولماشعرت الابديل لسد رمق اكفالها رجعت للعمل كماذكرت واصبح نقل الرسائل امرااعتياديا تقوم به شبه يومي وتضيف أيضا بانهاتعرف بانها مشتركة بجريمة بحق الأبناء والإخوة والآباء ولكن لا تستطيع أن تترك ما يطلب منها لاحتياجها للسلة الغذائية التي تقدم لهاشهريا وخاصة بعد الغلاء الجنوني للمواد الغذائية والاستهلاكية 

حتى الفن أصبح هابطا: 

انتشر اخيرا بين الشباب اغان اقل مايقال عنها هابطة كااغنية: أشرب حشيش لو يوم متكلمنيش وأغنية؛ لفلي حشيش وغيرها من الاغاني التي تسمع كثيرا بالسيارات والباصات وحتى الدراجات النارية وهو ما يلفت الانتباه لهذه المواد ومع تكرار سماعها بين الشباب يجعل منها أمرا مألوفا وطبيعيا خاصة مع غياب البرامج التوعوية بمخاطر هذه المواد على الصحة والعقل والمستقبل وقد تجعل من يسمعها يذهب للبحث عنها للتجربة فيصبح مدمنا بسبب الأغاني الهابطة التي تنتجها المكاتب والشركات وتصرف عليها الأموال وتأتي بها للشباب لسماعها والاستمتاع بها وبما دعت له.     أين توزع المخدرات؟ 

البئة الخصبة لتوزيع الحبوب المخدرة أو (القرامط)كما يطلق عليها محليا بكل أنواعها بمناطق تجمع الشباب بالأحياء السكنية وخاصة بعض مناطق لعب البلياردو وبعض الصيدليات وأطراف المقابر وأزقة المدينة القديمة والأحياء العشوائية ومناطق تجمع النازحين استغلهاالمروجون لاستقطاب أبنائهم الغرباء ومن لازالوا على نياتهم بحسب مسؤول أمني. 

جهود ناقصة: 

حصلنا على إحصاء للقضايا التي استطاع الجيش من خلال نقاط الشرطة العسكرية اكتشافها خلال عامي 2020_2021 كلها لمواد مخدرة وحشيش بلغت 38 قضيه تم القبض على أصحابها  وإيصالهم إلى الجهات المختصة موزعة على 22 قضية مرتبطة بالحشيش 11 قضية حبوب مخدرة مختلفة الأسماء والأشكال كما تم القبض خلال نفس الفترة على 45 متهما بنفس القضايا السابقة وتم مصادرة وإتلاف كميات من الحشيش وعدد كبير من الحبوب المختلفة وانبولات مورفين وكافانين ولولا الافتقار للإمكانات كمايقول العميدجمال الشرعبي أركان حرب الشرطة العسكرية لتم ملاحقة مروجي السموم ومحاصرتهم والزج بهم جميعا في السجون.

ويضيف الشرعبي بأن تدخلات كبيرة من قبل نافذين لإطلاق سراح من يتم اعتقالهم متلبسين بمواد ممنوعة حدثت عدة مرات لإخراجهم من الحجز ليعودوا لمزاولة أعمالهم المخلة بالأمن والأخلاق  والمستهدفة لتعز وهذا يدلل على ان هناك عملا منظما ومرتبا ورعاية وأموالا تصرف لتحطيم المحافظة ونخرها من الداخل.   أما العميد صادق الحسامي مدير عام المباحث الجنائيةبتعز فيقول بأن مروجي المخدرات في بلادنا مرتبطون بمافيا عالمية لهم نظامهم وخلاياهم ويتمتعون بحماية مازالت في تعز تعمل باستحياء لأن مجتمعنا مازال يجرم التعاطي والمحامي والمراجع على من يروج أويوزع المخدرات. 

ويضيف العميد الحسامي بأن محافظة تعز كتلة سكانية كبيرة أغلبها من الشباب والشابات لذا تعمل عصابات كبيرة على استهدافهم كونهم يطمحون  ان يكونو زبائن مستقبليين وثانيا هدفا لإسقاط المجتمع بالجريمة لتظل البلاد في فوضى وإن انتهت الحرب خدمة لأعداء اليمن التي تعد تعز قلبهاالنابض. 

وذكر أيضا إن المباحث الجنائية استطاعت خلال الأسبوعين الأخيرين ضبط 10أشخاص متلبسين مازالوا قيد التحقيق وسيتم إحالتهم إلى النيابة التي كنا نتمنى أن تكون متخصصة ليسهل التعامل معها ولتنتهي هذه القضايا سريعا  ويضيف الحسامي إن اثنين من مروجي مادة الحشيش تم القبض عليهم قبل يوم واحد ومعهم كمية كانت جاهزة للتوزيع سيتم استكمال ملفاتهم وإحالتهم للنيابة وهناك تشدد كبير في هذه القضايا سواء من المباحث أومن النيابة أومن القوانين النافذة.

اماالعقيد فؤادمهيوب العامري مدير إدارة مكافحة المخدرات فيقول بأن قضايا المخدرات والحشيش التابعة للبحث الجنائي قد بلغت خلال ما مضى من عام 2021 م 39 قضية أغلب من قبض عليهم يعملون كتجار شنطة لمادة الحشيش التي تنتشر بكثرة أيام الحروب كونها مادة تمول استمرارها وخاصة من قبل المليشيات سواء في بلادنا أوغيرها والمستهدف بها كل أفرادالمجتمع  ويضيف العقيد العامري بأننا في اليمن كنا منطقة عبور للممنوعات أما في السنوات الأخيرة فقد تحول إلى منطقة استهداف  وقال العامري إن إدارته تعمل بموازنة صفرية  ولايملكون ايا من أدوات مكافحة المخدرات المعروفة عالميا وحتى حقيبة الفحص الأولي لا توجد مع الإدارة والخبرة التي يعرفونها ينقلونها للآخرين مع التوعية والتحذير من كل الأنواع التي تروج بالحافظة.

ويضيف العامري بأنه يجب على قيادة السلطة المحلية والجامعات والتربية والتعليم والأوقاف وأقسام الشرطة والوعاض الالتفات لهذاالخطر و الكارثة قبل أن تصبح واقعا لا يمكن السيطرة عليه كما أن العملية تكاملية بين الصحة والشرطة والمجتمع الذي يجب أن يصحو من غفلته.

قتل بلا ضجيج

يقول الأخصائيون النفسانيون إن الشباب الواقعين فريسة للإدمان هم من اللذين يعانون من مشاكل إجتماعية وفقر وفراغ وبطالة سبب لهم الإحباط فهربوا إلى تناول الحبوب المخدرة والحشيش واصبحوا عدوانيين و ناقمين على المجتمع يرتكبون الجريمة بلا ضمير ولا وازع لا ندم. ويؤكد المختصون أيضا بأن الفحوصات المخبرية على بعض الحبوب المستخدمة أثبتت بأنها تسبب ضررا كبيرا وتدميرا لخلاياالدماغ تظهر من خلال نوبات عصبية وتؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي وتسمما للكبد وتلفا للكلى وأن الحبة الواحدة من الدايزبام تدمر أكثر من 100000 خلية من خلايا الدماغ لا يمكن للجسم تعويضها. 

من يريد العلاج أين يذهب؟ 

الشاب (ع ح ل  ) بعد أن تحدث إلينا عن مشاكله التي ذهبت به للإدمان يقول بأنه يريد أن يتخلص من مرضه ويتعالج بمكان آمن ومضمون ولا يريد أن يشهر به أو يفقد أهله وجيرانه و اصدقاءه  الطيبين كماقال وأضاف بأنه مستعد أن يقنع الكثيرين من معارفه للذهاب للعلاج.

طرحنا تساؤلاته على  العقيد فواد مهيوب العامري مدير إدارة مكافحة المخدرات فقال بأنهم يشجعون من يشعر بالحاجة للعودة إلى نفسه ومجتمعه وحياته الطبيعية و قد تم تفعيل مركز مكافحة الإدمان بالمحافظة تحت إشراف دكتورمختص يعمل على مساعدة المدمنين الذين يريدون التخلص من هذا المرض المميت الدكتور يداوم بمركز الأمراض النفسية كل يوم وللشاب الخيار إما المجئ عن طريق إدارته او الذهاب للدكتور مباشرة فهو يعرف كيف يداوي أمراضه وينصح من تورط ألا يتأخر فالوقت ليس لصالحه ولا لصالح المجتمع ككل.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي