الرئيسية > عربية ودولية > ترامب ينتهك القانون الأمريكي بمكالمة هاتفية مسربة

ترامب ينتهك القانون الأمريكي بمكالمة هاتفية مسربة

" class="main-news-image img

أكد خبراء قانونيون أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، انتهك قانون جورجيا عندما ضغط على سكرتير الولاية براد رافنسبيرجر لإيجاد" أصوات كافية لإلغاء فوز نظيره المنتخب جو بايدن في الولاية خلال مكالمة هاتفية مسربة.

 

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نشرت أمس الأحد، تسجيلًا صوتيًا مسربًا لـ ترامب يطالب فيه من سكرتير ​ولاية جورجيا​ براد رافنسبيرجر في مكالمة هاتفية "إيجاد" نحو 12 ألف صوت لقلب فارق الأصوات مع الرئيس المنتخب ​جو بايدن.

 

وفي التسجيل المسرب، حذر ترامب رافنسبيرجر وحاكم الولاية براين كيمب من تبعات جنائية إذا لم يتجاوب مع ادعاءاته بشأن حدوث تزوير في ​انتخابات​ الولاية، داعيًا إياهم إلى "إيجاد" أصوات كافية لإلغاء هزيمته.

 

وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أكد العديد من الخبراء القانونيين أن دعوة ترامب تشكل انتهاكًا لقانون جورجيا للحث الجنائي على تزوير الانتخابات.

 

وقال أنتوني مايكل كريس، الأستاذ في كلية القانون بجامعة ولاية جورجيا: "طلب الرئيس، بعبارات لا لبس فيها، من سكرتير الولاية لخلق أصوات لم تكن موجودة يعد انتهاكا".

 

وأضاف كريس أن ترامب لم يطلب فقط مجرد قلب الهامش المحدد الذي فاز به جو بايدن، ولكنه قال بعد ذلك إنه بحاجة إلى صوت إضافي واحد لضمان الفوز في جورجيا.

 

ونظرًا لأن "واشنطن بوست" لم تكشف عن مصدرها الذي سرب التسجيل الصوتي، لكن الخبراء أشاروا إلى أنه بموجب قانون جورجيا، يحتاج طرف واحد فقط في المحادثة إلى الموافقة على التسجيل، مما يعني أن من قام بتشغيل ميكروفونه لن يكون مسؤولًا أمام القانون.

 

وطيلة المكالمة، رفض رافنسبيرجر والمستشار العام لمكتبه تأكيدات ترامب، موضحين أن الرئيس يعتمد على نظريات المؤامرة المكشوفة وأن فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بـ11779 صوتا في جورجيا كان عادلا ودقيقا.

 

وقالت "واشنطن بوست" إن ترامب استخدم  أساليب عدة في مخاطبة سكرتير ولاية جورجيا تنوعت بين الإطراء والتوسل وبين التوبيخ والتهديد بتبعات جنائية غير واضحة إذا رفض التجاوب حتى أنه قال له إنه يأخذ "مخاطرة كبيرة".

 

وفي أول تعليق من معسكر بايدن، قال مستشاره، سيدريك ريتشموند، إن المكالمة دليل على تهديده لمسؤول من حزبه لتغيير نتيجة الانتخابات.

 

كما اتهمت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي المنتخب، بإساءة استخدام السلطة، وقالت خلال تجمع حاشد في جورجيا: "هل سمعتم جميعا، عن هذه المحادثة المسجلة؟ كان ذلك، طبعا، صوت اليأس ... لقد كانت تلك، إساءة استخدام صريحة وجسورة للسلطة من قبل رئيس الولايات المتحدة".

 

من جانبه، خرج ترامب في حالة من الهياج على موقع "تويتر"، للرد على منتقديه بعد منتصف الليل، وأعاد تغريد سلسلة من مقاطع الفيديو التي دافع فيها حلفاؤه في الكونجرس ووسائل الإعلام عن جهوده لإلغاء الانتخابات المزورة على حد قولهم.

 

وأكد جيد شوجرمان، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة فوردهام، أن ترامب لن يكون قادرًا على العفو عن نفسه إذا تم اتهامه رسميًا بسبب المكالمة الهاتفية، حيث ستكون القضية في محكمة الولاية وليست فيدرالية.

 

فيما أعرب كريس شوجرمان، لأول مرة عن مخاوفه القانونية من المكالمة الهاتفية، وكتب على موقع "تويتر": "الجزء الأكثر ضررًا في المكالمة هو عندما قال ترامب إن سكرتير الولاية يجب أن يقول فقط إنه أعاد حساب الأرقام".

 

أما أندرو وايزمان، المحامي المخضرم الذي قضى 20 عامًا في وزارة العدل، فغرد قائلا على موقع "تويتر" إن بيان ترامب يظهر أنه يعرف ما هو القانون وأنه يفعل بالضبط ما يحظره: السعي للتسبب في تقديم نتائج انتخابات كاذبة، فضلا عن تهديد الناس.

 

في غضون ذلك، خرج رئيس الحزب الجمهوري في جورجيا، ديفيد شيفر، للدفاع عن ترامب، وقال على حسابه بموقع "تويتر"، إن المكالمة كانت بمثابة  "ناقشة تسوية سرية'' لدعوتين قضائيتين رفعهما ترامب ضد رافنسبرجر في محكمة الولاية والمحكمة الفيدرالية.

 

وكتب شيفر: "تم التلاعب بشكل كبير في المكالمة التي نشرتها واشنطن بوست وحذف منها جميع المناقشات التي كانت لغرض تسوية التقاضي والسرية بموجب القانون الفيدرالي وقانون الولاية".

 

كما وضع شيفر رابطًا لقصة تعلن أن ترامب تصرف بشكل صحيح في المكالمة، بحجة أن النص أظهر دليلًا واضحًا على تزوير الناخبين - والذي قدمه الأخير ودحضه رافنسبرجر مرارًا وتكرارًا.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي