القضية الفلسطينية قضية المسلمين المركزية، والوقوف معها فرض على كل مسلم، ونصرة إخواننا في فلسطين عامة، وغزة خاصة، واجب عربي وإسلامي وإنساني.
خذلان هذا القضية، من خلال الذهاب إلى التطبيع مع الكيان الغاصب، جريمة دينية وإنسانية، واستخدامها فى المزايدة السياسية، وتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين، وتحقيق مآرب طائفية، جريمة أكبر، وخذلان أعظم.
مَن يريد مصادرة حقوق الشعب بفرض أجنداته السياسية، بذريعة نصرة فلسطين، ودعم صمود غزة، مجرم وظالم، يلوِّث طهارة القضية، ويطعن في عدالتها، ويخذل إخواننا في فلسطين، ويقدِّم خدمة كبيرة للكيان الصهيوني الغاصب.
قدِّم كل ما تستطيع من أجل فلسطين فهذا واجبك كمسلم أولا، ثم كإنسان ثانيا، إذا كنت تملك القدرات والإمكانيات، وتتقاعس ولا تستخدمها في نصرة فلسطين وغزة، فأنت آثم.
كل ما تقدّمه يعد جزءا بسيطا من واجبك، لا تمُن به على أحد، ولا تستخدمه في تخوين الآخرين.
لا تحاول أن تجعل منه ممر عبور لتحقيق أحلامك في الحكم والسيطرة، ومصادرة حقوق الآخرين، ولا تجعل منه دعاية إعلامية تسعى إلى تلميع نفسك، وتحسين سمعتك، والحصول على الثناء والشكر.
مهما قدّمت لا يساوي شيئا أمام صمود وتضحية النساء والأطفال فى غزّة، ولا يعد شيئا، ولا يمكن أن يحقق شيئا.
عليك أن تدرك أن مشاكلك الداخلية لا يمكن حلها بالتمسّح بطهارة القضية الفلسطينية..
ببساطة، علينا أن نجعل نصب أعيننا أن "الله طيّب لا يقبل إلا طيِّبا"، وأنه "لا يقبل الأعمال الصالحة إلا إذا كانت خالصة لوجهه الكريم، وصائبة وفق ما شرع".
كل شيء صار مكشوفا، فالمعلومة يمكن الوصول إليها بكل يُسر، والكذب والزيف يفضحان صاحبهما.
فكم اغترَّ الناس بأشخاص وفتنوا بهم، فأتت أحداث وفضحتهم شر فضيحة..
فالوقت والأحداث كفيلان بإظهار الأشياء على حقيقتها، وأيضا إظهار الغث من السمين.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}..
-->