يوم أمس الجمعة(8)ديسمبر،2023، كان يوماً فظيعاً إنسانياً واخلاقياً وقانونياً في تاريخ مجلس الأمن الدولي! اظهر اجتماع مجلس الأمن الدولي البارحة، كم هو العالم بحاجة ماسة لاصلاح منظومته لدولية؛ وانهاء (الفيتو) الظالم الذي يسمح لدولة أن تنتصر لدولة محتلة ومعتدية؛ ويعطل تصويت ثلاثة عشر دولة لمشروع قرار قدم من مائة دولة لمعالجة أوضاع إنساتية بالغة السوء في غزّة!
وصدقاً لم تشبع بعد الولايات المتحدة الأمريكية بدماء أهالي غزة الطيبون المسالمون الذين يُدفنون تحت انقاض منازلهم ومشافيهم ومدارس الإنروا التابعة للأمم المتحدة ومخيمات النزوح!؛
فاصطفت لاستمرار (اسرائيل) في المذابح والمجازر والتنكيل والتهجير!
رأينا يوم امس (يداً) مرفوعة وحيدة في مجلس الأمن الدولي؛ وعلى كل واحد أن يتخيل (حجم الدماء) لأهالي غزّة عليها؛
فهي مضرجة بدم أكثر من (17.5) ألف شهيد، وفوق(45) ألف جريح، وحوالي(8) ألف مفقود، وهي ذاتها متسببة بنزوح حوالي(1.5) مليون إلى العراء يموتون ويتضورون جوعاً ومتعطشين للما، ومحتاجون للأدوية، وفوق ذلك يعبث بهم الصهاينة فيعرونهم ويتسلّون بمناظرهم و أوضاعهم!
واشنطن استخدمت (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الذي كان يطالب بوقف إطلاق النار في غزة..
إذاً أمريكا منخرطة بشكل تام في جرائم ومذابح وفظائع الاحتلال الصهيوني، وأساليبه القذرة.
لم تعد امريكا مُمثلا أو مدّعية للأخلاق والإنسانية، ولا لحفظ السلم والأمن الدولي، بعد ان انتهكت وعطّلت مجلس الأمن، فاستخدمت الفيتو لصالح (اسرائيل) وضد الفلسطينين (34) مرّة؛
وانتهكت القانون الدولي والانساني مراراً منذ العدوان الصهيوني في الثامن من اكتوبر الماضي؛
وعطّلت ميثاق الأمم المتحدة، وعلى الأخص المادة (99)؛ التي طالب الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) إعمالها، والتي تنص على:
" للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والآمن الدولي"..
لقد فشل محلس الامن يوم امس من تمرير مشروع القرار الإماراتي عن المجموعة العربية، ولأول مرّة ربما في التاريخ مُزكّى المشروع من (100) دولة..
وهنا أسجل أنه لربما من النتائج الإيجابية للعدوان على غزّة، هو تبييض موقف الامارات العربية المتحدة؛ ودليل على انتهاء عملية "التطبيع" أو تجميدها، وعلى دفن "الاتفاقيات الإبراهيمية" والتي كان تعتقد الامارات وغيرها، انها ستسخرها لصالح الفلسطينيين؛ فتبيّن لها من العدوان على غزّة أن ذلك ضرب من الخيال..
فشكراً للامارات على تبنيها مشروع القرار وتقديمه؛ إذ قدّمت قضية فلسطيين على مصالحها وعلاقاتها!
.. هذا.. وكانت النتائج النهائية لعملية التصويت على القرار: "13 دولة صوتت لصالح القرار، عدا بريطانيا التي امتنعت عن التصويت، والولايات المتحدة التي استخدمت حق الفيتو ضد القرار"..
ولله درّ نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي حين قال: " أن الولايات المتحدة تحظر على مجلس الأمن التدخل لحل الأزمة في غزة، ونتائج هذه الدبلوماسية هي مقبرة لأطفال فلسطين بغزة.. إلى عرقلة الوصول إلى وقف إطلاق النار، حكمت الولايات المتحدة أمام أعيننا بالموت على عشرات آلاف المدنيين في فلسطين، وتركت الدبلوماسية الأمريكية وراءها أرضا محروقة ودماراً"..
هذه هي الحقيقة المُرّة يا دولنا العربية، ويا أيها العالم الواقف مع قصية فلسطين، ومع غزّة والمحاولين منع إبادتها.. يا دولنا يا من تُقيمون علاقة متميزة مع امريكا.. أفلا مراجعة وتقييم؟!؛
أمريكا لا تعمل وزناً لكم، ولا تضع لكم حساباً..هكذا امريكا تفضل وتقف مع ( دويلة) تمّ صنعها على حساب كل مصالحها وحلفائها..فمتى ستستيقظون؟!
إن الولايات المتحدة الامريكية" مصاصة دماء"، ومنحطة قيمياً واخلاقياً، فهي لم تشبع بعد من دمّ الغزّيين ونحن في اليوم الـ63 للعدوان!
موقف امريكا المتعنّت والمنحاز للكيان الصهيوني، ربما يوقع المنطقة في حرب إقليمية، وفي أية لحظة!
ولا شك أن ذلك سيسبب ضرراً بليغاً بالسلم والأمن الدوليين!؛ حيث ان النظام العالمي الإنساني قد أصيب بمقتل نتيجة لعدوان محور الصهيو_امريكي على غزّة، وربما استمراره بعد استخدام حق النقض الفيتو بوتيرة أعلى!
لقد بلغ "السيل الزبى"، من تصرفات أمريكا، وربي لقد اشتد الأمر وبلغ فوق الحد المطاق والمتحمّل..
وإنا لمنتظرون لردود أفعال عملية، وبلغة لا تفهم امريكا ودويلة اسرائيل غيرها.. منتظرون وبصفة الخصوص للرد الحاسم من محور المقاومة، الذي بتحركه بشكل جدي سيُوقف العدوان لا محالة..
نقول لهم لم يعد يكفي المشاغلة؛ فغزّة تستغيث، وكلها اضحت محتلة، وأنتم وعدتم انه إذا توغل العدو ودخل غزة فستوسعون المعركة.. فمتى ستوسعون وتلجمون العدو وامريكا وتمنعونهم عن استكمال فصل الإبادة والتهجير والتطهير؟!
قبحت امريكا لقد رأينا يدها المرفوعة بمجلس الأمن الدولي ليلة امس وهي ملطخة بدماء الفلسطينيين.. والمفروض ان تلك اليد تبترّ من منطقتنا وأمتتا؛ فلا صداقة ولا تحالف معها..
امريكا اصبحت لا يعتمد عليها بشيء، فلم تعد حليفاً أو وسيطاً نزيهاً، بل اختارت ان تكون عدواً أساسياً لفلسطين وأمتتا العربية والاسلامية!
-->