أخيراً جاء الاعتراف الامريكي، بالعمر المديد للحوثي وبقائه جاثماً على صدور اليمنيين طوال المدّة الماضية. وسبب هذا الاعتراف المتأخر، هو خروج الحوثي عن الخطوط الحمراء التي وضعتها امريكا له.. تجاوز الخطوط واستهدف كيانهم اللقيط ومصالحه..
لقد صرح (مكاول) عضو مجلس النواب الامريكي، في بيان له، فقال، إن الإدارة الامريكية قد أخطأت حين أعطت الأولوية للسياسة على الأمن؛
وشجعت هذه الإدارة الحوثيين، ومكنتهم من تطوير أسلحة أكثر تقدما، وتعميق العلاقات مع إيران، وزيادة ترسيخ سيطرتهم على ملايين اليمنيين الأبرياء. وشدد المسؤول الأمريكي على أنه يجب أن تنتهي "سياسة الاسترضاء" الأمريكية، وأن يتم الرد فعلياً على تهديدات الحوثيين بدلاً من تمكينه، بما في ذلك من خلال تصنيفه كمنظمة إرهابية أجنبية.. فالإدارة الأمريكية لن تردّ على الحوثين حتى لا يتوسع النزاع لحرب اقليمية، هذا هدف من أهدافها في عدوان الكيان الصهيوني على غزّة؛ وفي نفس الوقت نظرة التعالي برؤيتها للحوثين على أنهم أقل مما تردّ عليهم..بل أن أمريكا من واقع ضربات مقاومة العراق هاهي تستعد لسحب قواتها من سوريا!
سبحان الله الذي أنطقكم ايها الامريكان، لقد أزلتم اليوم الحيرة التي كانت عند كثير من اليمنيين!؛ عن سرّ بقاء الحوثيين يتحكمون بجزء كبير من الشعب اليمني كل المدّة السابقة!
عجباً! إن كل دماء اليمنيين لم توقظ ضميركم! واستمريتم في دعم الحوثي؛ وباحتجازه لسفينة، وإرسال كم صاروخ وطائرات مسيرة ضد الكيان الصهيوني، أرعبكم، وصار الحوثي فجأة! خطراً على السلم والأمن الدولي والملاحة البحرية! إذاً.. لأنتم المسؤولون على الدماء التي أزهقت في اليمن!؛
وقد يكون الحوثي تنمّر وتمرد عليكم، كما تمردّ وانفلب على السلطة الشرعية؛ وعلى حليفه الرئيس السابق (صالح)..وهذا ليس بمستغرب عندنا!.. نتمنى أن يكون الحوثي في فعلته، قد بلغ لحظة الصدق مع النفس عندما قرر استهداف الكيان الصهيوني؛
فتجرأه! أصابكم بالحُمّى ؛ ولولا فعلته، ربما لأبقيتم كل ضغطكم على الشرعية والتحالف العربي الداعم للشرعية، لتنفيذ واسترضاء طلبات الحوثي واشتراطاته!! تجرأه قد جعلكم تبحثون عن تحالفات جديدة تتصدّى له! أو قد تكتفون بفرض عقوبات على الافراد والمكونات المتعاملة معه!
نعم! لقد تركتم الحوثي يقتل اليمنيين ويسيطر على العاصمة ومحافظات أخرى مهمة استرايجياً، وتركتموه باتفاق (ستوكهولم)، يبقي سيطرته على الحديدة وموانئها بعد أن كانت الشرعية على بُعد مئات الأمتار من دحره منها!؛ وتركتم ايران تُسلّحه، وأنتم لا غيركم من رفعتموه من قائمة الإرهاب وهو يقتل اليمنيين، وتريدون إعادته اليوم الى قوائم الارهاب، حين آلم الصهاينة؛
إذاً هذا التصنيف توظيفي سياسي، لأنه ليس بسبب ارهابه الذي يمارسه في سفك دماء اليمنيين، فذاك شيء لا يعنيكم.. قبّحتم وقبّح تفكيركم وازواجية معاييركم وتعاملكم وتصنيفكم!
أأنتم أغبياء؟ أم تستغبوننا؟ أو تريدوننا أن نكون بغبغات نُردّد فقط ما تُملونه علينا؟!
خلافنا معكم يا امريكا في الاهداف والاستراتيجيات والمبادئ والقيم، وحتى في المصالح، فمصالحكم استعمارية، ومصالحنا تحررية ؛
ومن بين خلافنا معكم.. أنكم تركتم اليمن واليمنيين يُقتلون ويُجوّعون ويمُوتون ويهجّرون، بل وتدخلتم وأوقفتم أي حسم ضد الحوثي المنقلب، الخارج عن التوافق والشراكة، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
إن ما تعزمون فعله من تشكيل تحالف أو قوة بحرية لردع الحوثي!؛ نعلم دافعه! للدفاع عن الكيان الصهيوني، وحماية مصالحه، ونحن مختلفين كلياً معكم في ذلك!
نحن معشر اليمنيين، معنيّون جداً بانهاء الكيان الصهيوني لاحتلاله، فهو عدونا المركزي، كما نحن معنيّون بانهاء انقلاب الحوثي واستعباده..
إن أي تحالف سيتشكل هو ضد اليمن وكل اليمنيين ويجعلنا في ضرر مستمر ربما إلى عقود من الزمن ..لذا.. نرفضه رفضاً باتاً؛ نرفض إقامة أية تحالفات أخرى ضد الحوثي أو غيره على الأرض والبحار اليمنية.
ويا آسفاه على صحوة العالم المتأخرة من أن الحوثي خطر! أفقط خطر عندما قام باستهداف للكيان الصهيوني؟!؛ تركتموه تسع سنوات يبطش ويتحكم باليمنيين؛ ولم تقفوا مع السلطة الشرعية لاسترداد سلطتها، بل لم تتركوا التحالف العربي الداعم للشرعية ينجز أهدافه في اليمن فأعقتموهم لصالح الحوثي!
بسبب دلالكم واسترضاءكم للحوثة، أرتقت نفوس غالية على اليمنيين إلى بارئها، حيث فقدت اليمن مئات الآلاف من الشهداء، وملايين من النازحين؛
وتعطل الاقتصاد وانهار، وتعرض أكثر من ثلثي السكان للفقر المدقع.. كل ذلك بفعل طيش وجنون الحوثيين، وتفرجكم ومحاباتكم له ولأفعاله ؟!،
لذا.. نحمل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية لما جرى لليمن وأهله ونطالبها وبربطانيا بتحمل المسؤولية والتعويض العادل وإعادة الإعمار بافضل ما يكون؛
كثمن لمراضاة الحوثيين على حساب كل اليمنيين، نقول هذا بعد أن بدا اعتراف بعض مسؤوليكم بالوقوف معه ..
أما اختلافنا مع الحوثي، ليس لأنه مع أو ضد الكيان الصهيوني، فهذا الأمر مفروغ منه.. فكل اليمنيين موحدين مع غزة وفلسطين..
اختلافنا ومعارضتنا له مستمرة ؛ ما بقي منقلباً على الشرعية، وما بقي متغولاً على شعبه، ومخالفاً للإجماع، ومحارباً لأهله، وموقّفاً دفع رواتب موظفي الجمهورية اليمنية؛ وما بقي معدماً للخدمات، وموظّفاً للموارد لصالح مشرفيه ومجهوده الحربي.
وسيزول هذا الخلاف مع زوال الأسباب المُوجبه للخلاف معه.. عند عودته إلى يمنيّته، وعودته لرشده، وقبول الراي والرأي الأخر، والقبول بأن يكون مكوّناً من مكوّنات الشعب اليمني لا سيداً عليهم؛
ومتى ما أنهى انقلابه، وأعاد الأسلحة ومؤسسات الدولة، وتخلّي عن فرض الرأي بالقوة؟!
وثبت من خلال تصريح (مكاول) وغيره؛ بدعمهم وتمكينهم للحوثي. وهذا صار معلوماً؛ غير أن الدعم والتمكين، لم يكن حباً للحوثة؛ بل كان فخاً منصوباً لهم من أجل ان يتفرعنوا!؛ فيصدقوا أنفسهم، فيخلقوا المبررات لاحتلال أهم المنافذ البحرية في العالم..
ولذا ننصح الحوثة أن يعقلوا ويتصالحوا مع شعبهم والسلطة الشرعية، وهذا لا ينقصهم، وبخاصة بعد استهدافهم لمحور الصهيو_ امريكي! .. وجمعتكم مباركة..
-->