هُدن المكر الصهيو_امريكية، أمحقها الله ونصر الله لها المقاومة قيمياً.. إنهم يمكرون، فيسمّون هُدنهم التكتيكية بالهُدن الانسانية؛
وهم أبعد ما يكونوا إنسانيين، انهم مصاصوا دماء، قتلة الخدج،مقتحموا المستشفيات، سارقوا الجثث، مانعوا وصول الكساعدان !؛ فالإنسانية والالتزام بقوانينها منهم براء!
إن الهُدن عندهم تكتيك،غرضها تثوير الشارع الغزّي على المقاومة، خابوا وخسئوا..
أهل غزة مؤمنين ومحتسبين، لسانهم لا تمس المقاومة، تسمعهم يقولون على ما أصابهم، الحمد لله رب العالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل!
إن هدنهم لمكر صهيو_امريكي، فبعد الذي جرى في غزّة، كان المفروض أن يتداعى العالم وخصوصا امريكا للوقف الفوري للعدوان؛
لا للقبول بهُدنة!؛ وما قبلوا بها، إلا لأن فاتورة الدفع كانت كبيرة من دماء الغزيين؛
ولقد دفع الغزّيون فاتورة دماء فاقت تحمّل العالم، فتحرك بقوة، فحاولوا تنفيسه بهدنة، لم يتمكن أهل غزة بها إخراج من هم تحت الأتقاض ليدفنوهم؛
إنظروا لمبدئهم واحكموا.. إطلاق عشرة صهاينة من المحتجزين مقابل كل يوم هدنة..أرأيتم مثل هكذا إنسانية وحضارة وقيم؟!؛
أراد المكّار الأكبر (المخرج الامريكي) التخفيف على كاهل ربيبته، ففرملها بهدنة، فإسرائيل دولة إرهايية زرعت في وطننا العربي، وهي موغلة في الشر ولتوحش والعدائية؛
فــ(اسرائيل) بغزوها لغزة، تجاوزت بشكل وقح، كل قوانين الحروب والقانون الدولي الانساني، فاستهدفت المستشفيات ودمرنها وحولتها إلى مقابر؛
لا بل سرقت الجثث ولا تزال تحتجز بعض الطواقم الطبية، وضربت آبار المياه وخزاناتها، والكهرباء، ومنعت دخول المساعدات؛
لذلك ارتأت الادارة الامريكية ان توقف هذا التوحش لبرهة من الزمن؛ ولولا الجهود القطرية والمصرية لاخترقت الهدنة أكثر، ولتفردت اسرائيل بالهدنة لصالحها؛
المهم في ماهية الهُدن الامريكية التكتيكية هي للتغطية على المذابح والمجازر والدمار فيما مضى؛
ومحاولة من الإدرة الامريكية امتصاص ردود شعبها المتتامي ضدها، كونها اعطت الضوء الاخضر للكيان الصهيوني لاستباحة غزة؛ وبدعم لا محدود، مع علمها بأن كيانها مخالف للقانون الدولي والانساني؛
بل وتعمُّد الكذب والتغطية على إبادتها لغزة، وتحميل المقاومة المسؤولية!
وحقاً.. فإن العدو قد تجاوز كل القوانين في الحروب، ومارس العدوانية العنصرية التطهيرية بكل ما أعطته امريكا من وسائل وأدوات قتل وتدمير قذرة !
ونتيجة لتلك العدوانية المتوحشة من قبل دويلة اسرائيل ، انتفضت بجدّ الشعوب الغربية الامريكية منها، والأوروبية على حكوماتها؛
فأراد المخرج الامريكي تخدير العالم بهُدن، للتهدأة ولامتصاص تلك الهبّة المباركة الداعمة للشعب الفلسطيني.
وأراد طي صفحة القبح الصهيو_امريكي، طيلة الخمسة والخمسين اليوم الماضية؛.
اراد تبييض الأيام الخوالي،وطي وقاىع صفحاتها اليومية المؤلمة، بأحداثها الجسام وجرائمها الانسانية المقززة.
واراد محو تلك المذابح الفظيعة من ذهن كل حر في البلدان الغربية على وجه الخصوص.
واراد محو صور الاطفال الخدج التي علقت بالاذهان، ونسيان اقتحام المستشفيات، وذلكم الدمار الهائل للابراج والمباني وذلكم العدد الكبير من الشهداء والجرحى، غير المُتحمّل حتى من عديمي وفاقدي الإنسانية.
واراد بها ايضا اعطاء فسحة للعدو الصهيوني (استراحة) لاخذ النفس، وللتقييم، وللحصول على تعويض لما فقدوه من اسلحة وذخائر من امريكا.
وهي نتيجة للفشل اثناء العدوان، فهي محاولة للاستفادة في عمل استخباراتي وتجسسي على المقاومة عند لحظة تسليم المحتجزين للصليب الأحمر الدولي..
وكذا للاستفادة من العائدين من غزة لوضع تصور ما قد يقربهم من المقاومة؛
سيفشلون في ذلك.. وهم العاجزون حتى اللحظة عن إلحاق الضرر باانقاومة وبمقدراتها وبمن تحجزهم.
وارادوا كذلك معالجة التمردات التي حصلت في صفوف جيشهم المنهار بعد أن فرّ كثير منهم (سرايا بحالها) من أرض المعركة، واعترف الكيان الصهيوني بذلك عند ما أقال بعض القادة منهم؛ وتمّ فصلهم أو إخراجهم عن الخدمة!
وكان ينبغي بل والمفروض أن الهُدن تجرى عادة للتخفيف من حدة التوتر وكبح النزعة الانتقامية.
والبناء عليها للتوصل للوقف الدائم للعدوان والحرب. ولقد أرادت ايضا بعض دول محور الصهيو-امريكي، إعلاميا، باستمرار الهدن المؤقتة، حيث انها حققت لهم جزء من مبتغاهم المتمثل باخراج الكثير من المحتجزين لدى المقاومة في غزة..
كان ربما هذا فخاً، أذ ان الهدنة لم تمدد بعد أن شارك وزير الخارجية الامريكي يوم امس في اجتماع مجلس الحرب الصهيوني، فكانت النتيجة بعد ساعات استئناف العدوان يشراسة غير معهودة!
وكان المفروض أن الوسطاء قد عملوا على رعاية هذه الهدنة ومراقبة اختراقها، ولا شك انها تحوي بنود وفقا لاتفاق مكتوب يتضمن دخول المساعدات لكل القطاع شماله قبل جنوبه لمعالحة الحالة الانسانية الكارثية الطارئة المخيفة هناك_فغزة تعيش بنكبة جراء عدوان همجي تطهيري من هذا الكيان الصهيوني الغاصب_؛
والمفروض كذلك أن الهدنة فرصة لتوفير الآليات لإخراج المفقودين من تحت الانقاض، ولخروج المحتحزين من غزّة بآمان!
.. غير أننا سمعنا أن المساعدات غير كافية، وأنها لم تصل مع الوقود للشمال المتضرر المتكوب أكثر؛ ولم يسمح بتحرك المواطنين من الجنوب للشمال لتفقد بيوتهم وذويهم؛
ولم يسمح باعادة تفعيل المنظومة الصحية في المستشفيات؛ ولم نسمع في أيام الهدنة عن إخراج مفقود واحد من الآلاف المعلن عنهم انهم تحت الأنقاض ليوارى الثرى؛
ولم... ولم...، فعن أية هدنة يكذبون ويخدرون؟ ومن سيصدق مكرهم وخداعهم؟!؛
إن استئنافهم للعدوان دون تحقيق الحاجة الانسانية لابناء غزة، يعني انهم يكذبون الهدنة كانت لاغراض عسكرية وأمنية، نتيجة للفشل في المدة السابقة؟! وشيفشلون مرة اخرى..
مكروا ولم يفلحوا..فالله اكرم المقاومة وبيض وجوههم امام شعبهم و العدو والعالم، فكانوا هم الصادقون والمصدّقون..فالله خير الماكرين.. وإليكم بعض الخير:
إذ أظهر الله للعالم في هُدن الاسبوع مدى وحشية دويلة اسرائيل ومن يدعمها؛
والهُدنة جعلت العالم يرى بأم العين حجم الدمار المهول، ومعاناة الناس الذي فاق التصور؛
ورأوا كذلك صبر الغزيين وتحملهم، بل واستمرار دعمهم للمقاومة، ولجوئهم في الشكوى لما اصابهم إلى الله وحده؛ وظهرت المقاومة عند كل العالم بغير ما صورها محور الصهيو_امريكي.. ظهرت رحيمة ودودة انسانية وحضارية بشهادة المحتجزين انفسهم بالصوت والصورة؛
لقد قال المحتجزون أن كتائب القسام وكل من أحتجزهم تعاملوا معهم بلطف وحنية واحترام، ورأينا كم من مشاعر الحب الفياضة كانت متبادلة، وكانت من المحتجزين غامرة للمقاومة؛ وظهر كم هذه الدويلة وداعميها المدّعين الخيرية والحرية والديمقراطية والانسانية كم هم مجرمون ووحوش؛
وتبيّن للمتابع من خلال مشاهدته لعملية التبادل، كيف كانت ردود افعالهم من هنا وهناك، فكانت النتيجة لصالح الفلسطينين اخلاقياً وقيمياً وديمقراطياً وتعاملياً وانسانياً؛
.. فالهدنة حقا أظهرت النصر القيمي للمقاومة.. وربي انها مقدمة للنصر النهائي في المعركة، والهدنة اظهرت وحدة الساحات في كل فلسطين رغماً عن الكيان الصهيوني!
..ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.. صدق الله العظيم.. وجمعة مباركة..
-->