العبودية وسنة التداول

تيسير السامعي
الثلاثاء ، ٢٥ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٣ مساءً

 

قديماً قال الشاعر: تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكلاب  وعبد قد ينام على حرير ... وذو نسب مفارشه  التراب    ما يزال الناس يرددون هذا البيت، ويعطونه نوعاً من القداسة، وكأنّ ما جاء فيه صحيح لا يقبل الخطأ.

الشاعر، الذي قال هذا البيت، لم يقرأ قول الله تعالى [وَتلك الأيامُ ندوِلها بينَ الناسِ]..  ولم يكن لديه علمٌ، ولا وإدراكٌ بسُنّة التداول، التي هي سُنّة من سُنن الله في الخلق. 

اللهُ خلقَ الناسَ أحراراً، سواسيةً، لا فرقَ بين أبيضَ ولا أسودَ إلا بالتقوى، ولا يُوجدُ في ميزانِ اللهِ عبيدٌ ولا سادةٌ [إنّ أكرمَكمْ عندَ اللهِ أتقَاكُم].

 

العبوديةُ مخترعٌ بشريٌ، جاء به البشرُ، بفعل نزوات الشرّ،  ورغباتِ النفسِ الشيطانيةِ. يُستعبد الضعيفُ، الذي لا يمتلك القوةَ، فيُصبِح في نظرِ الناس عبداً، يعامِلُونَه  على أن الله خلقَه ليكون عبداً، وهذا قصورٌ في التصوّر وَعدم فهمِ نواميْس اللهِ في الكونِ. عندما يمتلكُ هذا العبدُ عوامل القوة سيتغيّر حالُه ويتبدّل وينامُ على حريرٍ، وهذا شيءٌ طبيعيٌ جداً، فهو في النهايةِ إنسانٌ منْ حقِّه أن يعيشَ بالشكلِ الذي يُريد. بالمُقابل، سيتغيَّر حال صاحب "الحَسَب والنّسبِ"، عندما يَفقدُ عواملَ القوةِ، وسَيَنامُ على الترابِ، ويذوقُ قسوةَ الحياةِ..  فسُننُ الله في خلْقِه لا تحَابي أحداً.

[ولنْ تجدَ لسُنّة اللهِ تبْديلاً].

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي