التخادم و سرّ العلاقة الحميمّية بين "الحوثي" و "الانتقالي"؟!( 2)

د. علي العسلي
الخميس ، ٠١ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٢٣ مساءً

وقبل متابعة التخادم استكمالا للمشاركة السابقة،  اسمحوا لي ارسال بعض النصائح لقيادة الشرعية، فنقول: إن سياسة غض الطرف من قبل الشرعية عن أفعال الانتقالي هو ضعف غير مبرر؛ ينبغي ايقاف تصرف الانتقالي فيما يمس ويضر بالجمهورية اليمنية شكلاً ومضموناً، وعلى الشرعية التوقف فوراً في مجاملته بهذه الجزئية!؛وبخاصة بعد ان اوضحنا التخادم والالتقاء والتنسيق بين الانتقالي والحوثي! هما يتخادمان لأذية الشرعية، وهذا غير مقبول! وعلى الشرعية ألا تسمح بذلك، فبيدها كل القوة؛ القوة الدستورية، وقوة الاعتراف الدولي، وقوة التحالف العربي، وقبلهم قوة الشعب وقواه الحية، وعلى الأحزاب التعبير الدائم بذلك؟! وللتذكير.. الحوثي راضي كل الرضا عمّا يقوم به الانتقالي، والانتقالي لا يريد أن يهيكل قواته في الجيش الوطني، بعد أن شُرعنّ، والواجب؛ إما أن يُنفذ! وإما نُزعت الشرعيّة منه، واذا ما تمادت الامارات، فلتنزع شرعية التحالف منها أيضاً؟!؛ بعد اليوم لا ينبغي  تمرير أي شيء يمس باليمن الواحد، ينبغي وقف كل التجاوزات، وينبغي اتخاذ قرار الحسم ضد الحوثي، فقبول التجاوزات وعدم الحسم، يؤرقنا نحن المؤيدون للشرعية.. يزعجنا ويحزننا أن نرى القيادة الشرعية تتلقى الضرب من كل اتجاه، من الأمام والجوانب، وتتلقى القنص في الصدر وفي الرأس ولا تزال تناور وتهادن.. وتمنح الانتقالي فرص السير بالانفصال،  واحيانا تُعتِّم مواقف الاخرين التي هي مع اليمن والوحدة،  مجاملة له أو خوفاً منه!؛ أيتها الشرعية لست ضعيفة،  فعلّوا الدستور، ونفذّوا مخرجات الحوار وسيعود الحالم بالانفصال إلى حضنكم والمشاركة الجادة، وسينتهي الانقلاب لو رأى أنكم أظهرتم العين الحمراء عليه، ولم تعودوا  تستجدوا من الدول، التي اصلاً تدعم الحوثي، أن تضغط عليه، لجلبه للسلام، والسلام في قاموسه هو مطالبة تلك الدول بعدم الاعتراف بشرعيتكم والاعتراف به، وانهاء شرعيتكم، فكيف يستقيم هذا الأمر؟!؛ فيكفيكم استجداء السلام مع من لا يريد السلام؟ ويكفيكم مجاملة للانتقالي، فالزموه تنفيذ تعهداته!؛ الحق معكم، ولا ينفع أن يقابل التخادم بالتخاذل؛ أظن أن هذه معادلة سيئة جداً، والتاريخ لا يرحم!؛  نعلم أنكم تُخذلون، ولكن قاوموا ولا تنخذلوا، فكلما أسرعتم  في تحرير ما تبقى من المحافظات، كلما أمنتم الدولة والجمهورية والوحدة، وانخفض غرور من يدّعون أنهم حرروا الجنوب، حرروه بدعم التحالف، والإمارات تمنع الجيش الوطني من تحرير الشمال بالقصف الجوي كلما تقدم، وليس كما يروج أن الشماليين لا يريدون تحرير مناطقهم، هذه فرية كبرى، فالكل بات يعلم حجم المؤمرة، ومع ذلك ندعوا الشرعية باتخاذ قرار الحسم في ظل عدم وجود الطلعات الجوية التي كانت هي المانع القوي!!؛ بالحزم لا التخاذل، يتوقف الزبيدي ومجلسه على فعل ما يفعلون؟!؛ وبالحسم ينتهي بسط الحوثي نفوذه ومشروعه على الثقل السكاني الأكبر في اليمن، وتنتهي دولته التي صنعها في المحافظات الشمالية، التي هي حدوده وطموحه!؛ أما التغني بالوحدة، وشعار "الوحدة أو الموت"، فهو كشعار الصرخة مجرد شعار فضفاض!؛ وهنا اود أن اطلب من المملكة بحكم أنها الراعية والضامنة، التدخل مشكورة، لتنفيذ ما اتفق تحت رعايتها، اتفاق الرياض واحد، واثنين، وإعلان نقل السلطة وما احتوى!؛  فالحوثي والانتقالي كيانان غير مدنيان وغير قانونيان، احدهما انقلب في صنعاء، والآخر يريد أن يجاريه وينقلب بعدن، وكلاهما يتبادلان الادوار للحفاظ على مصالحهما الضيقة!؛ كليهما لا تجمعهما المبادئ، وأكيد ستفرقهما المصالح! فالحوثي حالياً يدفع بالانتقالي ويشجعه للتشويش على عمل مجلس القيادة الرئاسي، ليس حباً فيه؛ وإنما يريد توريطه، ولن يصدُق معه، حتى لو وصلت الحميمية فيما بينهما لعنان السماء؛ فالحوثي منهجه وفقهه وأيدولوجيته (التقيه)، وقوته تكمن في التمسّكن حتى التمكّن، وسلاحه المكر والخداع، فهو يدفع بالانتقالي لتوريطه، وبعدها سيقاتله!؛   أما عن دعم الامارات.. قد يقول قائل لماذا كل هذا التجني والاتهام لدولة قيادتك على الدوام تثني عليها؟!؛ وهي تقدّم كل ما تستطيع لليمن، مثلها، مثل المملكة! أقول إن الثناء بغير محله، ضعف وإذعان! وحتى لا نتجنّى، لنضرب بعض الأمثلة على تخادم الامارات: " إن كل المعطيات تقول أن تدخلّ الامارات باليمن أكثر استفزازاً وضرراً على اليمن وسيادته وسلامة أرضه ومياهه وجزره ووحدته!؛ كانت الامارات فقط في بداية العاصفة أشد إيلاما على الحوثي، وأحاديث  اليمنين عن الرائد الطيّار (مريم المنصوري) في مقايلهم ليست عنكم ببعيد؟!؛ إلى أن تمّ استهداف الحوثي معسكرات التحالف بمأرب وقتل عدد من ضباط وجنود الامارات، ربما بعد ذلك تبدّل كل شيء؟!؛ والشاهد على تخاذل الامارات مع التحالف والشرعية من ناحيتين،  الناحية الاولى تشكيلها لجيوش خارج مضلة الشرعية ولا تزال، وهي تعيق عمل سلطات الشرعية في المناطق المحررة، والناحية الثانية عدم الاستهداف أو الاساءة للإمارات من قبل الحوثي! فلو راجعتم لوجدتم أقل ما يذكرون الامارات وكأنها حقاً ليست من التحالف، بل صديق لهم! الحديث عنها في وسائل اعلامهم لا يذكر مقارنة بالمملكة العربية السعودية؛ كيف لا؟ والمملكة قائدة للتحالف العربي في اليمن، وهي كذلك مترفعة في أن تنخرط في دعم مشاريع صغيرة كالانتقالي والحوثي!؛ المملكة تتعامل بمسؤولية وهي على الوعد والعهد،  ولذلك تُستهدف أكثر!؛  فالانتقالي صناعة إماراتية، والحوثي صناعة ايرانية، الامارات إن لم تكن منخرطة في دعمه، فهي لا تريد انهائه!؛ والأدلة على ذلك كثيرة،  منها؛ عندما قررت الشرعية دخول صنعاء بحيشها الوطني والذي كان على مشارف نهم وسويعات للدخول للعاصمة، منع واستخدم ضده الطيران الإماراتي،  أتذكرون ذلك؟؛ قيل وقتها نيران صديقة، وتكرر الفعل؟!؛ وعندما تلقّى الأوامر العليا للتوجه لعدن، استهدف ايضاً من قبل الامارات هذه المرّة عمداً، ولازال أكثر من ثلاثمائة شهيد وجريح مسؤولة عنهم الامارات!؛ لا أظنكم ستنسون  تلك المجزرة التي سميت بمجزرة "العَلَم"!؛ ورغم أن المنطقة الرابعة هي إحدى المناطق العسكرية اليمنية، وتنتشر في عدن ولحج والضالع وتعز، إلا انها متوقفة في كرش عند الحدود الشطرية السابقة ولم تتحرك لتحرير الحوبان في تعز، وعند السؤال لماذا؟؛ يقال ممنوع! وأظنكم كذلك تذكرون السفينة الاماراتية التي أعلن مصادرتها من قبل الحوثي بالحديدة، واتضح لاحقاً أنها كانت محملة بالسلاح، عرضه الحوثي في الحديدة والسبعين بالعاصمة صنعا؛ وجرت مفاوضات وتبادل أسرى وجثث، إلا السفينة ولا أحد تحدث عنها، وطالب بالإفراج عنها وعن حمولتها!!"؛ أعرفتم إذاً صانع الخيط القوي ومُوصّله بين الحوثي والانتقالي؟!؛  بعد أن أبرزنا جانباً مهماً من التخادم، ورأينا تعقد المشكلة وتشابكها، فما هو لحلّ لهذه المعضلة؟ من أجل إنهاء شهر العسل بين الحوثي والانتقالي؟؛ الحقيقة أنه لو تمت وقفة جادة ومصارحة حقيقية مع الامارات، مع الاستعداد   لتحقيق بعض مصالحها؟!؛ فلتُختصر الطريق، وتلبى بعض مصالحها، وسامح الله من أدخلها!؛ أظن المشكلة ستنتهي، في ظل الاوضاع العالمية الحالية وضغوط امريكا بإنهاء حرب اليمن، وعملياً هي انتهت، كتدخل، لكن المرغوب كذلك إنهائها بالداخل، حتى لا توصف بأنها حرب أهلية، لا أمد لانتهائها!؛ لن تخمد نيران الحوثي على اليمن وعلى الجيران، إلا اذا سويّ الخلاف بين المكونات في مناطق سيطرة الشرعية، ووجد تفاهم ما، مع الامارات، عندها سيعود الحوثي لحجمه الطبيعي غير المجسم والمضخم، كما نرجو الأمر ذاته أن يحصل للانتقالي، فتضخيمهما زاد الطين بالله على اليمنيين!؛ فإذا استطاعت المملكة وقد بدأت بالفعل بوقف تشيّع اليمنيين الزاحف إليها من جنوب المملكة؛ عبر اتفاقها مع ايران بتفعيل الاتفاق الامني بينهما، وقد يكون ذلك ضرورياً، لكنه لا يكفي، بل يتطلب أيضاً من القيادة الشرعية والمملكة فك العقد والتشابك في حبكة الخيط؛ بالجلوس مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وإفهامها بأن ما يجري على الارض يتقاطع مع أهداف التدخلّ!؛ وأنه محسوب  عليها!؛ ناقشوها! ماذا تريد من اليمن واليمنيين ؟  ولماذا هذا اللجوء لشغل التقسيم والتفتيت!؛ اعرفوا ما تريد الامارات ؟ وإن كنتم عارفين، فأعرضوا العرض على الشعب، وننهي هذا لاقتتال الطويل!؛ وقد ((يقطع )) بذلك  الخيط، وتفك عُقَدّْه، من أجل إنهاء هذا العَقْدّ الدموي العبثي، والساعي لتفتيت نسيجنا المجتمعي، ووحدتنا اليمنية، وسلمنا الأهلي! #تحيا_الجمهورية_اليمنية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي