إقدام العصابات السلالية العنصرية على تغيير مسمى مدرسة القيل العلامة نشوان بن سعيد الحمْيري رحمه الله، أحد أهم الرموز الوطنية اليمنية، يأتي في سياق محاولتها اجتثاث رموز اليمن الوطنية من الذاكرة الشعبية، وتغييبهم عن الوعي الوطني الجمعي، وإحلال رموز سُلالية لا تنتمي لليمن، كما فعلت قبل أشهر من تغيير للعديد من مسميات مدارس في كل من صنعاء وحجة كانت بأسماء أحرار اليمن كالزبيري وعلي عبدالمغني وغيرهما.
يُقال أن وحدة الأمة، أية أمة، تتشكل من واحدية الانتماء لتاريخها وحضارتها ورموزها الوطنية، سواء كان ذلك الانتماء متجذرٌ أصالةً وفقاً لمسار الانتماء الطبيعي أو مكتسبٌ نتاج التأثّر بالمحيط المُعايَش والانتماء للأرض التي صنع رموزها الوطنيون تاريخها ومجد حضارتها.
رابط واحدية الانتماء للتاريخ اليمني ورموزه الوطنية، غائب تماما عند العصابات السلالية الكهنوتية، لأن الهاشمية في اليمن لها تاريخها الدموي ولها رموزها التاريخية السلالية، ولها أعيادها ومناسباتها الخاصة التي لا شأن لأقيال اليمن بها، وهو الأمر الذي جعل هذه العصابات تظهر كنتوء عارض على جسد اليمن الواحد المتجانس، وغياب هذا الرابط أيضاً ولّد صراعاً مستمراً بين اليمنيين والعصابات الهاشمية منذ 284 هجرية إلى يومنا هذا.
ولم تكتفِ هذه العصابات بعدم انتماءها، بل سعت بكل ما أمكنها لطمس وتجريف أي ارتباط لليمنيين بتاريخهم ورموزهم، سواء رموز التاريخ اليمني القديم أو أولئك الذين قارعوها وكشفوا زيفها بالسيف والقلم أمثال القيل نشوان الحميري طيّب الله ثراه.
الهاشمية العنصرية في اليمن لم تنتمِ يوماً لتاريخ اليمن وحضارته، وطيلة فترة تواجدها الدخيل سخّرت كل وسائل إرهابها وعنصريتها للنيل من تاريخ اليمن وتشويه رموزه الوطنية، والحط من شأنهم، وطمس آثارهم، وليس أدل على ذلك من تدمير الآثار والنقوش السبأية الحمْيَرية، وإتلاف مؤلفات لسان اليمن القيل حسن الهمداني ومؤلفات شمس النضال الوطني القيل نشوان الحمْيري وغيرهما الكثير الكثير.
حقيقة العنصرية الهاشمية باتت اليوم واضحة وضوح الشمس، ولم يعد بإمكان أحد حجبها أو القفز عليها، هذه العصابة العنصرية الدخيلة على المجتمع اليمني لها هويتها السُلالية وانتماءها السلالي العنصري، ومنذ توغلها في اليمن، سعتْ ولاتزال تسعى بكل قوة لفرض نوازعها العنصرية على الأمة اليمنية بعباءة دينية.
وما تناسل الحروب بين سكان اليمن الأصليين وبينها على مدى أكثر من ألف سنة إلا تأكيداً على أن الصراع في جوهره بين هويتين متضادتين لا تجتمعان أبداً، هوية وطنية يمنية جامعة لها امتدادها الحضاري الواغل في القِدم، وهوية سلالية عنصرية متوردة وطارئة، تتغذى على إرهاب أسلافها وعنصريتهم وعُقدة اللا انتماء التاريخية المُلازمةَ لها جيلا بع جيل.
هذا الصراع الهوياتي الذي طال أمده لن يحسمه سوى انضواء أقيال الأمة اليمنية تحت راية هويتها الأصيلة وانتماءها الأبوي القومي الجامع، وسد الثقب التاريخي في ذاكرة اليمنيين، لاسيما التساهل مع هذه العصابات السلالية بعد هزيمتها، ما يجعلها تعود مرة أخرى لتكرار ذات المذابح التي ارتكبها عتاولة الإرهاب الهاشمي من قبل.
سيظل نشوان الحميري عَلَم اليمن الخالد، وشمسه الساطعة حريةً وانتماءً وعنفواناً وطنياً، وسيأتي اليوم الذي يرتفع فيه نصبه التذكاري في قلب ميدان التحرير بصنعاء وفي قلب صعدة سبأ وحمْيَر التي شرُفت باحتضان رفاته، وستذهب الهاشمية بأحقادها العنصرية إلى ميدان القصاص العادل على كل جرائمها بحق الأمة اليمنية.
-->