لطالما سمعنا قصص عن اليمن في عهد الامام ، سمعنا عن الظلم، التخلف، الجرائم، الجهل و العزلة التي فرضها الائمة على اليمن ، حتى انه وصف رحالة امريكي اليمن بانها "خارج التاريخ" عقب زيارته لها.
و من ثم درسنا عن ثورة سبتمبر المجيدة، التي اطاحت بكل ذلك.
ثورة سبتمبر التي غيرت مسار اليمن، التي اعادة امجاد ارضنا، التي نهضت باليمن، سبتمبر التي اعادة اليمن الى الخارطة
سبتمبر "ميلاد الوطن" !
لكن حينها، هل فعلا ادركنا مدى عظمة سبتمبر ؟ .
في اخر يوم لي في صنعاء، و قد كانت اول مرة اغادر فيها المنزل منذ فترة طويلة جدا،
مريت على نفس الشوارع الذي اعتدت ان امر منها كل يوم لمدة ٩ سنين في طريقي من و الى المدرسة، و لكن و انا اراها في ذلك اليوم و كاني اراها للمرة الاولى! كيف؟ فانا اعرف هذه الشوارع جيدا، لكن ملامحها تغيرت!
أيعقل؟ فكيف لملاح "شارع" ان تتغيرت
نظرت الى يميني رايت شعارات الموت معلقه ، نظرت الى شمالي، رايت البؤوس على وجوه ابناء بلدي .
نظرت الى السماء، رايتها حزينة و كانها في حداد على ارض السعيدة .
و منذ ذلك اليوم و في كل يوم يمر و انا ارى مناظر موحشه؛ ظلم، فساد، تخلف، قتل، ارى الظالم يمجد و المظلوم لا يلقى نصيراً
أرى اليمن كل يوم تبتعد اكثر و اكثر عن العالم و تصبح "معزوله" .
أرى اليمنيون يحاولون مغادرة اليمن لانهم اصبحوا "غرباء" داخل وطنهم.
أرى ثلة من الفاسدين ينعمون ب خيرات الشعب و خيرة الشعب لا يجدون قوت يومهم!
نعيش ما عاشه اجدادنا و كأن التاريخ يعيد
نفسه...
بات جمال اليمن شاحب و اصبحت أرض السعيدة حزينة، تعيسة ، و اصبح الشعب اليمني الذي كانت الابتسامه لا تفارقه في بؤس تليد اصبح حالنا كالليل "حالك" .
و في اثناء حزني على اليمن و احتراق قلبي عليها و بعد ان فقدت الامل و حين ضننت ان هذه نهاية الجمهورية المدنية ارى في منتصف الظلمات شعله، شعله نورها ساطع يصل للسماء.
شعلة سبتمبرية !
ياتي السادس و العشرون من سبتمبر ليذكرنا بثورة سبتمبر العظيمه و بقوة الشعب اليمني العظيم، الشعب المقاوم، الثائر بطبيعته، الصامد، المكافح، المقاتل، الشعب الذي فضل الموت على ان يعيش بذل .
ياتي سبتمبر ليذكرنا عن وجود شعلة موقودة في اعماق كل يمني و ما من انس ولا جن يستطيع اطفائها ياتي ليعيد لنا الامل!
سبتمبر لم يعد تاريخنا فقط، بل هو مستقبلنا..
و اليوم نحن نستوعب تماما مدى عظمة ثورة سبتمبر .
يا سبتمبر المجد يا سبتمبر التحرير يا ثورة اجدادنا نحن ممتنون .
يا شهداء سبتمبر، لم تذهب دمائكم هباء نحن على العهد باقون .
دمت يا سبتمبر التحرير يافجر النضالِ
ثورةٌ تمضي بايمان على درب المعالي
تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحالي
تحيا الجمهورية اليمنية.