الجمعة ، ١٠ يوليو ٢٠١٥
الساعة ١١:٢٥ مساءً
من خلال قراءتي للوضع والمشهد اليمني عن قرب بحكم عملي كصحفي واعلامي متواجد في الميدان ومكان الحدث كنت قد تحدثت عبر قناتي العربية والحدث لاكثر من مرة وحذرت من اخر اوراق المخلوع علي صالح و والمتمرد عبدالملك الحوثي التي سيحاولون اللعب عليها في ظل تقهقرهم على ارض المعركة تحت ضربات المقاومة الشعبية في تعز والتي جسدت واحدية القضية والهدف والمصير لابناء تعز بمختلف انتماءاتهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية وهذه الورقة هي ورقة داعش وتكمن خطورة هذه الورقة في محاولة خلق وانطلاق فكرة التنظيم الارهابي من تعز خلال الفترة القادمة وجعل تعز الحاضن للتنظيم امام المجتمع الدولي وهي التي عرفت بريادتها كواجهة للمشروع المدني والدولة اليمنية الحديثة لاعتبارات كثيرة يعرفها القاصي والداني دون الحاجة الى ان نعرف عليها من خلال هذا المقال .
تعمل العناصر الاستخباراتية للنظام الامن القومي التابع للمخلوع من فترة مابعد عاصفة الحزم بهدوء على الارض لاستكمال مشروع داعش اليمن انطلاقا من تعز التي مثلت وتمثل الان الجبهة الحقيقية لروح المقاومة الشعبية
واستنساخ المشروع الليبي وتحويل تعز الى" بنغازي "اخرى وتوجيه ضربة قاصمة للمقاومة الشعبية في تعز وبالمقابل ارسال رسالة اخرى لدول التحالف والمجتمع الدولي في استحالة وجود مشروع دولة مستقرة في اليمن على المدى القريب وهو ما يجب التنبه له من خلال التعامل مع هذا الامر بجدية من قبل مجلس تنسيق المقاومة الشعبية
والمجلس العسكري بتعز والبدء في اعادة شكل الدولة للمناطق الخاضعة لسلطات المقاومة والمجلس العسكري سواء في اعادة اقسام الشرطة او المرافق الخدمية التي تعنى بشكل مباشر بتقديم الخدمة للمواطن وتوفير الحماية المناسبة لها الى جانب التعامل بحزم مع كل الخروقات التي تتم باسم المقاومة الشعبية من قبل اشخاص او جماعات معينة تدعي علاقتها بالمقاومة وهو ما سيخلق التفاف اكثر حول المقاومة والبدء في مشروع البناء التدريجي لمفهوم الدولة في عقلية الناس اولا وعلى ارض الواقع ثانيا وهو المفهوم الغائب عن ذهنية المواطن الذي فقد ثقته في امكانية الاستقرار على المدى القريب مما يجعله عرضة للابتزاز الفكري والجسدي من قبل عصابات الاجرام وتيارات التطرف التي تحاول ان تجد لها موطئ قدم في تعز الثقافة والمشروع المدني لدولة اتحادية تتسع للجميع لتصنع منها بنغازي اخرى وهو ما يجب ان لا يكون ولن يكون .
-->