ما أسهل أن تكون بطلا في اليمن وما أصعب أن تكون شجاعا..

الموقف من رفع الدعم عن المشتقات النفطية ورفضه، ليس محل بطولة من أي نوع، فلطالما كان أمرا سهلا للباحثين عن بطولات، أقول هذا وأنا أرى الأبطال الجدد وأقارنهم بالأبطال القدامى.

لكن ماذا لو اكتشف اليمنيون وإن بعد سنوات أن بيع سلعة ما بغير سعرها لا هو دعم، ولا هو اقتصادي حتى، وأنه مشكلة أكثر من كونه حلا، وماذا لو التفت الناس للدعم الحكومي للصحة والتعليم والخدمات الأساسية بدلا عن انتباههم لدعم السلع المباشر.

لا أحد هنا يدعو للجرعة الاسم الشعبي لرفع الدعم عن السلع، حتى الحكومة نفت نيتها ذلك، لكني أجد الموقف من سياسة رفع الدعم عن السلع لا يخلو من خفة وجهالة.. فالجميع يتفق على شيطنة تلك السياسة في ذاتها، وقد تعود المعارضون السابقون على استسهال اثبات بطولاتهم الشخصية في رفضها بدون حجج مقنعة، والأبطال الجدد يفعلون ذات الأمر.

لكن ماذا لو تنبه اليمنيون وعلى نحو جدي لما يقوله علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية "مطلوب من كل الأطراف السياسية وقف المزايدة على بعضهم والوقوف بمنتهى الجدية والمسؤولية أمام حالة الإفلاس المرتقبة للدولة وتبني برنامج اصلاح مالي متكامل يكون رفع الدعم عن المشتقات النفطية ووقف الفساد الوقح جناحي هذا البرنامج. ما لم يتم ذلك وبأسرع وقت فإن الإفلاس قادم لا محالة ولن يتدخل احد لا من الجوار ولا من المانحين لمعالجة كارثة سفهنا وحماقاتنا"..