مصطفى النعمان قراءة خاطئة أم خط رجعة

د. محمد شداد
الأحد ، ٢٦ يناير ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٥٩ مساءً

 

 من الصعوبة الخوض في تاريخ رموز الثورة اليمنية، كون القضية مؤلمة من جانب ومن جانب آخر لم يعد للناس بعد النكبة الحوثية إلا التمسك بثورتهم الخالدة، برموزهم التي تحاول الهاشمية جاهدةً تشويه تاريخهم وطمس معالمهم حتى التسميات التي خُلدت عند الناس ذكراهم..كتغير اسم شارع الزبير برجل أجنبي..

 

غير أن الجيل الثاني الذي خلَّفه أولئك الثوار تحديدًا الرموز البارزة التي طرقت أسماع الناس أسماءهم حتى طغت على أسماء باقي الثوار الحقيقيين الذين اختفى ذكرهم، "الشهيد محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد النعمان"، ظهر ابن الأول عمران الزبيري على شاشة الهوية الحوثية يشكو وضعه وأنه لم يُنصَف من قبل الثورة برغم محاولة الشيح عبدالله بن حسين مساعدته ليرتقي به بكل الطرق حد أنه زوجه ابنته غير أنه فشل وظل يخور كالنعجة العجوز..

أما أولاد الثاني أحمد محمد النعمان الذي هجر الثورة في نهاياتها لاعتقاده أنها أنحرفت عند التحاق الشعب بكل أطيافه بها، وبهم انتصرت تحديدًا شباب اليسار الذين أبغضهم، فقد التحق بعض أبنائه بمن أبغضهم بالأمس كمصطفى النعمان الذي آمن بإيديولوجية اليسار أحبهم وسار معهم، فرد على الشيخ عبدالله بن حسين في لقاء جمعهم في القصر الجمهوري بتعز وبحضور صالح عندما اتهمه بالشيوعية رد بعنف وقال لا يزال فيكم من أثر الإمامة يا شيخ..

 

الإرث السيء الذي ورثه أولاد النعمان عن أبيهم هي وصيته لهم بعد مقتل نجله الأكبر محمد في بيروت كانت نصيحته عندما استنصحه مصطفى وهم على شاطئ مدينة جده كانت بكلمة واحده أن "هادن" أي لا تواجه بمعنى آخر كن ممسكًا للعصى من النص في كل المواقف والصراعات..  

انتزع منهم فيوز الثورية والقوة والانحياز الكامل إلى صف الشعب اليمني، في تحقيق أهدافه الثورية، وقفوا في المساحة الرمادية في كل الصراعات، أمسكوا بخيوط مصالحهم يديرونها على حساب المصلحة العامة للشعب..

نأتي إلى جوهر القصيد وهو ما راعني من تصريح للأستاذ مصطفى النعمان في آخر مقابلة له في برنامج حديث العرب، ويبدو أنه وتحقيقاً لوصية "المهادنة والإمساك بالعصى من المنتصف"، قال عند سؤاله عند إدارة الحوثيين قال أنصار الله يديرون شؤونهم بأنفسهم باستقلالية شبه كاملة عن توجيهات إيران..

 وأنا بدوري أحيله إلى مقابلة للمنشق الإيراني "رجا رجبي" الذي شغل مديرًا لمكتب الرئيس السابق أحمدي نجاد، ومستشاره الخاص وأحد منسقي وموسسي الميليشيات الشيعية في العراق، قال بالحرف على قناة الحدث " العربية" أن من يدير المشهد الأمني ويدرب المجرمين اليمنيين على ارتكاب الجرائم هو اللعين "أحمدي مقدم" مسؤول شرطة سابق في طهران! والذي يشرف ويدير عمليات الحوثي العسكرية اللعين الثاني "يوسف شحلاي" القائد الميداني الفعلى لدى عصابة الحوثيين!!

 وكما رأى العالم السفير الإيراني "إيرلو" الذي كان يلعب دور رئيس الدولة في صنعاء المحتلة ويقوم بادارة معظم الشؤون وزياراته الميدانية لبعض المرافق علنًا، تشهد على ذلك..

 وأضاف المنشق الإيراني رجا رجبي أن تركيب الصورايخ والمسيرات وإطلاقها يقوم بها خبراء من حزب الله، والعراق وإيران، حتى مينا الحديدة تديره وتشرف عليه عناصر إيرانية..بمعنى "احتلال فارسي متكامل بأقنعة حوثية".

الذي قد يكون أكثر إثارة هو تصريحه بأن عمليات خطف السفن وإعاقة الملاحة الدولية في البحر الأحمر من قبل ميليشيا إيران لم يكن غرضه دعم فلسطين، وإنما جلب ملايين الدولات التي يتقاسمها هوامير من الحرس الثوري الإيراني مع قادة من ميلشيات الحوثي من شركات الشحن والسفن العابرة..قالها الرجل بعضمة لسانه ويسمعها العالم بأذانهم في أرجاء المعمورة..

اشتغل الأستاذ مصطفى ضد الشرعية منكرًا شرعيتها وضد حكوماتها متهمًا أياهن بالفساد والعمالة والتفاهة والخيانة، ذاك قبيل تعيينه مشتارًا لرئيس الجمهورية، السؤال هنا هل سيستمر بعد تكرُم الأخ الرئيس الدكتور رشاد العليمي وتعيينه نائبًا لوزير الخارجية؟ هل سيرعوي أم سيظل في مواقفه ممسكًا للعصى من المنتصف؟، في زمن الحرب مع المشروع الإمامي الفارسي الذي يتطلب الحدية في المواقف والخروج من دائرة المساحات الرمادية كلية لتحقيق النصر وهزيمة عدوه وأبيه وكل حر من أحرار اليمن..ِ

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي