عندما تكون صاحب قضية حتماً سوف تسخّر وقتك و تناضل من أجلها للوصول إلى الهدف الذي تخطط له في أي مجال وسوف تضع في قاموسك الأبجديات والمعطيات التي تصل بك الى النهايات التي تريد وتنتصر لهدفك ، بمعنى أن القيادات السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن إذا كان هدفها وقضيتها وحساباتها هو الإنتصار حتماً ستحقق النصر وإذا انحرفت عن الهدف فلن تجني سوى الخيبة والخسارة .
أعتقد بعد سنوات طوال مضت وصل الشعب اليمني الى حالة من فقدان الثقة في كثير من القيادات العسكرية والسياسية والاقتصادية معاً بسبب عجزها عن عمل شيء للتقدم الميداني واحراز النصر المبين , او تحقيق تقدم في أي مسار سياسي او اقتصادي أو غيرة لكن أصيبت بعجز وتنتظر حلول تأتي لها من الأخرين.
فغفلة الشرعية لا تختلف عن غفلة الميدان فقد تركت وعائها مخزوق ولم تعمل على سد هذا الثقب في الوعاء الإيرادي و لا تبالي بحال الشعب وتضعه في الهامش وتقتل كل المواهب لديه من خلال زراعة اليأس وتركه في حالة من المعاناة فالغلاء المعيشي يزيد والعملات الاجنبية تقفز امام العملة الوطنية ولا حلول لهذا الأمر , ولا يجيدون سوى الشعارات و انتاج التصريحات , فالرواتب الشهرية البسيطة لا تكفي الموظف قيمة كيس من الدقيق لا تدفع بانتظام والمعالجات للمشاكل غائبة من حساباتهم .
هناك فجوة اقتصادية سببها اللامبالاة في ترك الوعاء الايرادي مخزوقاً دون معالجات , وعدم وجود مبداء الثواب والعقاب اضافة الى الاستمرار في الاعتماد على حنفية التحالف العربي ولو يدركون أن الروح الإتكالية نتائجها كارثية .
الجميع لديهم اهتمام بمواجهة الإنقلاب الحوثي لا خلاف حول ذلك لكن ان يتخذ الأمر فقط شماعة لتغطية الفشل الكبير في وضع معالجات ابرز القضايا , وما المانع من العودة للعمل من الداخل وترتيب الموارد الضخمة , قيادات تأتي فقط وكأنها اقامة لزائر لا لمسؤول , المواطن يتطلع لوضع حد لما يجري سواء في مربع المحافظات المحرره او في مربع الحوثي فهم يعلقون الأمل لتحرير البلاد على الحكومة الشرعية .
الناس تستنجد للخلاص من الإنقلاب فقد اتت فرصة اثناء سقوط النظام السوري لكنها ضاعت ويجري البحث عنها مجدداً والفرص لا تتكرر .
يبدو ان الناس بدأت تنتفض وتشعر بالجوع من جماعة الحوثي الذي أوصلتهم الى وضع لا يطاق وظروف قاهرة هشمت احلام الجميع وجعلتهم يتمنون بتقدم قوات الحكومة الشرعية بكل مكوناتها المختلفة وهذا مالم يحدث في ظل إنتظار طويل .
الى اللحظة لم نعرف الطرف الذي سيقودنا الى التحرير من المكونات العسكرية في ظل عدم توحيد المكونات , يجب توحيد المكونات العسكرية أولاً و يعاد ترتيبها و يسند الأمر لمن هم بالميدان عدداً وانتظام .
هناك حماس كبير لقضية التحرير لكن متى وكيف ومن ؟؟ و تبقى تساؤلات كيف ستدار المناطق ان كتب لها التحرير فهناك اطراف تقفز على المؤسسات العسكرية وبدأت تخطط لما بعد التحرير فقط وهذا بحاجة إلى شيء من المراجعة..
-->