كيف  نحب علي رضى الله عنه؟

تيسير السامعي
السبت ، ٢٢ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً

 

بمناسبة ما يسمى "عيد الغدير"، و"يوم خرافة الولاية"، أقول وبالله التوفيق: "أحب علي بن أبي طالب -رضى الله عنه- ليس لأنه ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته، فهذه أمور عائلية لا علاقة لنا بها".

"أحبه لأنه أحد الصحابة العِظام الذين ناصروا الإسلام، وساندوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان أول المؤمنين به".

"أحبه كما أحب كل الصحابة -رضوان الله عليهم- وعلى رأسهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، ومعاوية بن أبي سفيان".

"أحبه لأنه رابع الخلفاء الراشدين؛ وأحد أبطال معركة بدر الكبرى".

"فهل يعي الخرافيون والمتعصبون ذلك؟ أظن لا؛ لأنهم -ببساطة- لا قبول لهم منذ الوهلة الأولى في أوساط الناس؛ فذهبوا إلى تأويل النصوص واستدعاء السلالة والنَّسب للترويج لأنفسهم؛ مستخدمين القوّة والترهيب والتنكيل، عندما يحين لهم ذلك".

فيوم الغدير وخرافة الولاية يسيئان للخليفة علي بن أبي طالب أكثر مما يفيدانه وينفعانه، بل ويضعانه موضع طلاب السلطة الذين لا يرون غضاضة في اختلاق أحاديث وتزوير حقائق وسفك الدماء للوصول إليها.     ولو كان كما يدَّعون ويزعمون لطالب بها منذ الوهلة الأولى، وسعى لها بكل ما يملك، من خلال تأليب الناس، ودعوتهم للخروج على الخليفة الأول أبو بكر الصديق، لكنه لم يفعل  ولم يُؤثر عنه -رضي الله عنه- أن فعل ولو شيئا يسيرا يدل على ذلك.     فشواهد التاريخ الكثيرة كلها تؤكد خطورة هذا الفكر الضال على الأمة، ولم يجد الأعداء أنسب ولا أفضل من هذا الفكر لتدمير الأمّة وتفتيتها ودِينها، الذي هو دِينٌ للعالم كله، وحياة وسعادة لكل الناس، "لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى"، كما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم.. 

فالقاعدة التي أرساها الإسلام [إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم] جاء هذا الفكر الدخيل لنسفها والعودة إلى العصور الجاهلية.. 

الخلاصة: الترويج ليوم الغدير والاحتفال به ترويج لنسف القيم الإسلامية والأخلاقية والمجتمعية، واستعباد الناس والسطو على حقوقهم وأموالهم باسم الدِّين.

كل من يرضى أو يعمل للترويج لذلك تحت أي مسمى وتحت أي مبرر مجرم حاقد ظالم لنفسه بعد أن حرره الإسلام ونسف الطبقية والاستعلاء منذ اليوم الأول لإظهار دِين الإسلام، ونشره في أرجاء المعمورة.

يقول الصحابي الجليل الخليفة علي بن أبي طالب:

لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ

فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب

فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ

وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَب  

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي