في الـــ34 لعيد الوحدة!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٦ مساءً

 

في القرآن فصص وعبر وأمثال للاقتباس والاستئناس..فلو تمّ التمعنّ في الآيات الكريمات (103-108 ) ،من سورة آل عمران، سيجد المتمعنّ أن الوحدة اليمنية تنطبق عليها الآيات الكريمات المذكور أرقامها، تمام الإنطباق.

وإن نعم الله علينا نحن معشر اليمنيين كثيرة، منها أن وفقنا ربنا، في إعادة تحقيق وحدة بلدنا وشعبنا، بعد أن مزّقه ثنائي الشر "الاستعمار والإمامة".

وللآسف بعد تحقق هذا المنجز العظيم، يطلع علينا أصوات نشاز، تدعو للإنفصال، والعودة بالبلاد إلى ما قبل العام 1990؛ أى العودة إلى الإقتتال على أتفه الأسباب!؛

إن الوحدة قد أعيدت بين شطري الوطن الواحد، بفعل نضالات تضحيات بامتداد تاريخ الحركة الوطنية.

ومن شاهد فرحة الجماهير في يوم الثاني والعشرين من مايو، 1990 لأدرك كم هم اليمنيون يعشقون الوحدة والاتحاد. بدليل مشاركتهم الواسعة في أول انتخابات جرت عقب الوحدة، إذ صار الأغلب على قلب رجل واحد، ومع مرور السنين، كثر الظلم وحدوث المظلومين، وبخاصة على الموظفين الذين كانوا يعملون لدي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية باستبعادهم واقصائهم كما يعمل الحوثي بعد اغتصابه للعاصمة وبعض المحافظات الآن..

اقول تولّدت نزعة الانفصال أو العنصرية والمناطقية عند بعض أصحاب الحقوق عندما طالبوا بحقوقهم، فلم تلبّى لهم، اقصد الحراك الجنوبي السلمي، استغلها من يهوى الانفصال للمطالبة فك الارتباط ..

أما في العموم وحتى اللحظة، فإن الوحدوين المحبّين لوحدتهم، هم الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني في جنوبه قبل شماله!

لقد جمع الله بين القلوب، وصاروا بفضله إخواناً متحابين متراحمين متناصحين؛ وإذا ما أخلصوا لها وتمسكوا بها،فسيهديهم الله للحكم الرشيد والتنمية واصلاح منظومة الحكم باستمرار،وسينقذ ربنا يمننا الحبيب من التشرذم والتمزق، وسيحافظ الله على وحدتنا ما بقينا مستمسكين بحبل الله وحبلها!

وفي ظل الحملات الممنهجة المموّلة ضد الوحدة؛ فإنه ينبغي على الأكاديميين والمثقفين والكتاب والفنّانين والشعراء والصحفيين أن يتصدروا المشهد ليقومون بواجبهم الوحدوي، بتوعية الناس بأهمية الوحدة، ومن انها مخرجنا الوحيد لما نعاني منه، وأن الدولة الاتحادية هي سبيلنا لمعالجة الجور والظلم وعدم العدالة في توزيع الثروة والسلطة، ولحل كافة مظالمنا ومشاكلنا.

 فالوحدة دلّ عليها الشرع وأستحسّنتها العقول الصافية، والإنفصال والتفرقة نهى عنه الشرع وتقبّحه العقول والقلوب المستنيرة .

 فالوحدة حقاً بحاجة لمنصفين ومقنعين، يفرقون للناس ما علق بأذهان بعضهم من تهم موجهة ضد الوحدة ، وتحميلها وزر الحاكمين الظالمين المتصارعين، وهي البراءة ذاتها، كما يراها المنصفون بعين اليقين!

أيقبل أي عاقل سوي التفرّق والإختلاف بعد الوحدة والتوحد؟!؛ لقد رأينا نعمة ما بعد إعادة تحقيق الوحدة، في الديمقراطية والتعددية الحزبية والانتخابات وترسيم الحدود، واستخراج النفط والغاز، وأسفر الحوار للتوصل إلى التوافق والشراكة باشتراك كل فسيفساء اليمن، والقوة لا شك ستأتي حقاً عندما تطبق الموجهات الضرورية في وثيقة الحوار الوطني الشامل.. وهناك من يحاول تعكير الوحدة وتشويهها ولن يفلح.

فانظروا وأفهموا يا يمنيين ماذا حلّ بنا بعد الإنقلاب الحوثي وتشكيل تشكيلات مسلحة؟ بسببهم.. قارنوا بين أخطاء السلطات قبل ذلك وبين آثار وتداعيات انقلاب الحوثي - فنكبة الحوثي التي هي انقلاب على أهداف ثورتي 26سيتمبر و 14 اكتوبر وعلى وحدة اليمنيين في الـ22من مايو؛فمن النكبة ولحد اللحظة،السجون ممتلئة، وأقبية القصور والفلل كذلك، والمجاعة سائدة ومستمرة، وثلثي السكان في مجاعة، والشهداء فاق النصف مليون ، وملايين نازحين ومهجّرين، والدولة منهارة ومقسمة، وعاصمتنا التاريخية تُظهر العزاء لإيران ولا تحتفل بعيد وحدة اليمنيين، والأفواه مكممة، والزراعة تعالج بمبيدات إسرائيلية مسرطنة ومميتة-، وتشكيل كانتونات (دويلات) وحكومات وجيوش .. فهل الشعب اليمني مرتاح وآمن ومستقر بعد هذا التقسيم أم أن الجمهورية اليمنية تعمل بشكل أفضل بما فيها ممن أداروها من أخطاء وخطايا؟؛

انظروا.. كيف أصبحنا نستجدي الحلول ولن نجدها؟؛ لإخراج يمننا الحبيب من النفق الذي وضعه الحوثي فيه؟!؛

وثقوا ألا مخرج أبداً، إلا بالتمسك بالوحدة والإتحاد، واستعادة الدولة ومؤسساتها، والإحتكام للدستور والقوانين التي تنظم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..؟!؛

بيّض الله وجهك يا شعبنا اليمني العظيم على استمرار وحدتك واحتفالك في عيد إعادة تحقيق وحدتك منذ اربعة وثلاثين سنة ولحد الآن.

وسوّد الله وجوه القلة القليلة والذين في كل يوم جديد يشرق على بلدنا الحبيب، يحاولون التراجع، ويفشلون ويخسرون ويندحرون!؛ فإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء لا تستقيم مع السنن .. أهؤلاء يعقلون، وهم بالوحدة يكفرون؟!

بيض الله وجوهكم أيها اليمانيون الوحدويون، بحبكم للوحدة وتمسككم بها، وهدى الله الذين عشقوا الوحدة وكانوا أول من ناضل من أجل تحقيقيها، ثم بظلم الحكام ارتدوا عليها لا عليهم!

عاش اليمن والجمهورية، وتبقى الوحدة حيّة ما بقي اليمنيون..

 تهانينا للجميع.. وعام جديد يتحقق فيه إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها..

 

تمنياتنا بعودة الحياة والإنتاج لبلدنا، والعمل السياسي والممارسة الديمقراطية من جديد..

 

ويرى الهامات منا كيف تعلو

بضحى اليوم الذي أطلع شمسه

يا بلادي .. يا بلادي .. يا بلادي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي