الحوثي من الصرخة إلى النفخة ؟! (1)

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٣ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٦ مساءً

 

للشيعة طقوسهم منها، تسيّر البكاء ولطم الصدور، والتطبير( التي يتم فيها إدماء مقدمةِ الرأس باستعمال سيف أو سكين)، وجلد الظهر بسلاسل حديدية، والمشي على الجمر..

والحمد لله لحد الآن، أن هذه الطقوس المرضية لم تصل بعد إلى اليمن!

غير أن الحوثيين اخترع لهم مؤسس حركتهم (حسين بدر الدين)، في الثالث من شهر ذي القعدة، عام 1422هــ؛ شعار "الصرخة": "الموت لامريكا.. الموت لإسرائيل" .. فأمريكا لا تخيفها الأقوال، بل الأفعال، ومهما قيل أو فعل بها، فلن تموت.. دولة عظمى يا عبده..

و(إسرائيل) هاهو الحوثي يعترف بها بصراخه وبرفع قضاته في كل مناسبة، فهو إذاً المطبّع معها وحتى قبل بروز المطبعين الأخرين!

في الذكرى الثالثة والعشرين لصرخة صريعهم (حسين), الصرخة الفضيحة والتي تدّل على قلّة عقل؛ ومع ذلك يستمرون فيها، بنفس قلة العقل وأزيد، فيظهر أخاه (عبد الملك)، مُنظّراً لقيمة الشعار الإيماني وزمان حدوثه في ظروف صعبة ومواجهات وتحديات كبرى.. يا عبده أعقل ليس من قال من البشر، لشيء أن يموت فيموت..

ثمّ تقول أن تلك الصرخة في وجه المستكبرين كانت بداية للإنطلاقة العملية للمشروع القرآني.. فما دخل القرآن بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل؟!؛

وكيف لقول قيل في الشهر الأول من العام،2002، والقول مكفول حتى في انظمتهم؛ أن يكون ذلك القول من (حسين بدر الدين)، هو بداية التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على المسلمين..

 هذا الكلام غير صحيح.. فقد سبق لفظ (حسين) مواجهات دامية مع مكونات عدّة.. فكلامك يا (عبد الملك) مردود عليك وهو تزوير وتحريف لحقائق التاريخ.. ووجب التنبيه والتنبّه.. أضف إلى ذلك، من أن كلامك الذي أدليت به قد يُغضب (حسن نصر الله)، الذي أسهم بشكل قوي في دعم نفختك التي تتنفخ بها على اليمنيين والمنطقة والعالم..

فلا تزور التاريخ لتثبت لأخيك ما تريد؛ فحزب الله قاتل الأمريكان والصهاينة، ولم يدّعي وهو يقاتلهم أنه سيميت بقتاله أمريكا وإسرائيل، لكنه قتل امريكيين ويهود اسرائليين، فعل ذلك قبل صيحة(حسين) بأكثر من عقدين من الزمن!؛

 فلقد تأسس حزب الله اللبناني، في عام 1982، وتصدّى للصهاينة المعتدين على بيروت بنفس العام، وبعد عام قتل ما يقارب الــ (400) جندي من جنود المشاة البحرية الامريكية مما أدى إلى انسحاب أمريكا من لبنان. وأجبر الصهاينة على الانسحاب من الجنوب اللبناني في مايو 2000؛ وألحق هزيمة بالكيان في يوليو 2006..

وكذلك لا يمكننا أن ننسى صواريخ العراق العظيم وهي تدّك (تل أبيب) و(حيفا)، في زمن الافتخار والعزة، بقيادة المهيب الركن الشهيد صدام حسين – رحمه الله-، في 17 يناير 1991، حيث تمّ إطلاق حوالي 42 صاروخ سكود على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقتل من قتل ودمّر ما دمّر.. وكان الثمن فيما بعد تسليم العراق لمن تدعمكم اليوم إيران يا (عبده الملك), فلماذا تضخم وتقدّس اللاشيء؟! ..

وسبق التصدّي اللفظي لـ(حسين)، أن واجهت القاعدة أمريكا بتفجير المدّمرة الأمريكية (يو إس إس كول)، في 12 أكتوبر، 2000 ، بينما كانت ترسو على ميناء عدن .. وأسفر الهجوم عن مقتل 17 بحاراً أمريكياً. وتصدّت القاعدة كذلك لأمريكا ليس بالصراخ كـ"حسينكم" ، بل بقتلهم وفي عقر دارهم، إذ قتلت ما يقارب ثلاثة آلاف شخص من الامريكان وجنسيات أخرى، بهجمات الــ(11) من سبتمبر من العام 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك، ووزارة الدفاع الأمريكي (البنتاغون) في واشنطن، ولم ترفع شعار انها ستميت امريكا.. وهكذا جنّ جنون أمريكا وتتبعت هذه التنظيمات هي والعالم، بحجة مكافحة الارهاب، إلا أنتم لم تلمسكم ولم تقترب منكم على الرغم من وجود شعاركم هذا الذي تتغنّي به وتقدسه.. وهكذا تدخلت حركة (طالبان) في مواجهة أمريكا بسبب استضافتها للقاعدة، وأمتدت المواجهة من 2001 إلى 2021..

وكذلك تقاتلت أمريكا هي وتنظيم الدولة وداعش وما إلى ذلك.. فلا تدّعي يا (عبد الملك) أنه أنت وحسين وجماعتك قد قمتم بما لم يقم به آخرون مثلكم أو قبلكم أو بعدكم، ولا تضلل أتباعك من أن هذا الشعار قد أصبح ((ترند)) عالمي، ويتردد على كل لسان، وقد غير الدنيا بحالها.. ولا تستغل ظرف إدعائك بالوقوف مع غزّة، لتزوّر حتى التاريخ لصالحكم!

وعليه.. فمن غير الصحيح إمتداح عبد الملك لأخيه، من أن حسين بصراخه كان هو أول من تصدّى للامريكان في الوقت الذي كان لا يتجرأ أحداً على الكلام، فقد أوردت لكم أفعال حزب الله والعراق العظيم والقاعدة وطالبان وغيرهم!.. يتبع 2..

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي