أين اختبأ الثائرون؟

سميه الفقيه
الأحد ، ٢١ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٧ مساءً

بين ما كنا وما أصبحنا، هاويات سحيقة من الحرائق والمقابر والمشانق والدمار والانهيار، ووطن مسجى على ضريح العداوت والثارات السياسية والضغائن الحزبية ، وحرب دمرت بلد بأكمله وحولته لركام.

 

لم تشهد الأوضاع سوءًا عبر تاريخ اليمن، كما هي حاليًا، فالأوضاع تسير من نفق مظلم لنفق أشد عتمة، ومن هاوية لهاوية، ومن هلاك لهلاك ومن فوضى لفوضى اكبر منها. لا شيء يوحي بالسلام، ورغم كل هذا الويل والواقع المنهار إلا أننا لم نعد نسمع ونرى أي ثائر أو معارض لكل ما يجرى كما كانوا يفعلون من قبل، كالمظاهرات والمسيرات والخطب الرنانة على تردي الأوضاع وحال الناس ، علما بأننا في الوقت الحالي اوضاعنا وصلت للحضيض اكثر من اي وقت مضى وما من ثائر .

 

كل مدن اليمن، بلا استثناء، سواءً الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي او الشرعية، حال الناس فيها يندى له الجبين من فقر وجوع وحاجة وحرمان في ظل وضع اقتصادي وسياسي وعسكري خطير وسيء للغاية، الغى بظلاله على معيشة الكادحين، ورغم ذلك ما من ثائر او متظاهر يقول للظالمين "كفاكم ظلمًا، نريد أن نعيش كما كل الناس في العالم".

 

فأين ذهب الثائرون والمتظاهرون والمتأسون على حال الناس؟ كيف استطاع البغاه ان يُلجموا ألسنتهم بينما بطونهم وبطون أولادهم تتضور جوعًا وفاقة وفقرًا وبطالة؟ 

 

للأسف استطاع الظالمون وسلطة الامر الواقع سواء الشرعية وعصابة الحوثي الإرهابية ان يقمعوا الناس بالحديد والنار والسجون والقتل .. الخ، وألجموهم وهم بدورهم انساقوا وصمتوا رغم أنين امعاءهم الخاوية وحياتهم البائسة ووضعهم الأشد إيلامًا وحسرة وبكاء ونحيب.. وعجبي!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي