تعيين سفير الكويت لدى اليمن تنفيذا لرؤية خليجية أكثر تطلعا لدعم اليمن

د. إيهاب القرشي
السبت ، ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٤٥ مساءً

 

يأتي تعين سعادة السفير فلاح الحجرف تعبيرا عن مستوى العلاقات الاستراتيجية بين اليمن والكويت كقيادتي سياسية ورغبتين شعبيتين بين اليمنيين والاخوة الكويتيين اللذان اثبتا تاريخيا مصداقية الاخاء والجوار والثقافة والتاريخ والدين الذي يؤسس ويوكد على كل القيم الانسانية.

ويأتي ايضا التعيين في اطار اعلان دولة الكويت في وقت سابق تعيين سفيرا لها ومنسقا للمشروعات الكويتية في اليمن  ومن هنا يعد هذا التعيين خطوة نحو الامام لمجلس التعاون الخليجي الذي يثبت ذلك زيارته الحالية لليمن في هذا التوقيت الهام والذي يعد رسالة ذات ابعاد سياسية ايضا وانسانية ودبلوماسية في نفس الوقت كما يشكل اللقاء لقيادة امانه دول مجلس التعاون الخليجي وتزامنه مع تعيين السفير الكويتي ولقاء الجميع مع المنظمات الخليجية والمانحين في اليمن وعلي راسها البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن والجمعية الكويتية للإغاثة والذي يعد مؤشرا للمرحلة القادمة التي نتوقع فيها تطورا في اداء المنظمات ودعم القيادة السياسية في اليمن وعندما نتحدث عن الدعم لليمن لا بمكن الا ان نتحدث عن المملكة العربية السعودية والتي وقفت الى جانب اليمن منذ بداية تكوين اليمن ومنذ العام ١٩٧٦ وهي في المرتبة الاولى في دعم اليمن اقتصاديا وتنمويا ومن العام ٢٠١٥ ضربت المملكة مثالا ناصعا جديدا حيث تراست تحالف دعم الشرعية عسكريا وايضا اطلقت برامج اعادة الامل متمثلا في انشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية الذي عمل بالتوازي مع العمليات العسكرية فعندما كانت الطائرات العسكرية في سماء صنعاء كانت الفرق الميدانية في صنعاء في وادي الاجبور وشملان وبني مطر توزع المساعدات الانسانية و كان المركز بنفس التوقيت يدعم مركز القلب في المستشفى العسكري بصنعاء واغلبية الشعب اليمني لا يعلم ذلك حيث كان ينفذ ذلك بواسطة شركاء العمل الانساني وسوف يأتي اليوم الذي يعرف الجميع حقائق نوعية اهمها وجود فرق مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية في كل محافظة يمنية بما فيها صعدة وصنعاء وذمار …. الخ .

كما جاء انشاء مركز اسناد الذي كان بوتقة انشاء البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن والذي قام قبل انشاء البرنامج بدعم رافعات الموانئ اليمنية وصيانة الطرق ومن ثم تم تشكيل البرنامج  والجدير بالذكر ان المملكة تأتي في المرتبة الثانية في الانفاق علي خطط الاستجابة الانسانية لليمن بمبلغ ٢.٨ مليار دولار بعد الولايات المتحدة الامريكية التي قدمت ٥ مليار دولار بينما قدمت المملكة مبلغ ٦.٨ مليار خارج خطط الاستجابة الانسانية كما تكفلت بدعم الزائرين والطلاب المبتعثين بما يقارب ١٨.٢ مليار دولار وتعد المملكة المتربعة في المرتبة الاولى من حيث الانفاق ومن حيث الاحساس بالمسؤولية تجاه اليمن وباقي دول الخليج لم تضل متفرجة بل كل دول الخليج دون استثناء ساندت اليمن ولكن تأتي الكويت ايضا في مقدمة الدول بل رائدة العمل الانساني والتنموي في اليمن والعالم .

اليوم ومنذ لا يتجاوز تسع سنوات وصلت الكويت والمملكة العربية السعودية والامارات بمؤسساتها الي مصفوفة المنظمات الاممية التي عملت منذ اكثر من ٧٠ عام وعليها الالاف الملاحظات بسبب بعدهم الذهني والثقافي عن دول الاحتياج  ولذلك نتمنى توطين العمل الاغاثي والتنموي علي المستوى الاقليمي ولدينا اليوم تلك المؤسسات التي نفخر بها مثل مركز الملك سلمان والجمعية الكويتية للإغاثة والهلال الاحمر الاماراتي  وعندما نتحدث عن كل ذلك لا يجوز الا ان نعرج علي جزء تاريخي ناصع من العلاقات الكويتية اليمنية فالكويت انتهجت اسلوبا فريدا وما نتعبره مبدأ انساني الا وهو الكويت الى جانبك من انسان الى انسان والذي يعد تاريخا من الاخاء والتعاون والعطاء من اشقائنا الكويتيين دولة وشعبا منذ استقلالها في العام 1961 وبعد قيام ثورتي اليمن سبتمبر واكتوبر قدمت الكويت لليمن المساعدات بأشكال مختلفة فهناك مدارس منذ اكثر من خمسين سنة قدمتها الكويت من الشعب الكويتي للشعب اليمني ومنها ما هو في صنعاء وما هو في عدن ما هو في تعز وما هو في ابين ويافع وحضرموت والحديدة وفي كل محافظة يمنية قدمت الكويت بأذرعها الإنسانية والتنموية المدرسة والمستشفى وبئر الماء وكانت ولا تزال تعمل بكل اقتدار على المشاريع ذات الأثر المباشر على الانسان اهما التعليم والمياه والصحة ولا تزال هذه المشاريع منذ اكثر من خمسين سنة الى اليوم تودي غرضها الإنساني والتنموي ويستفيد منها اليمنيون بكل اطيافهم ومناطقهم ولا تزال الكويت توسع من تلك المشاريع وبنفس الجودة ونفس المنهاج الخالي من أي تدخل غير العطاء الإنساني الى الانسان وفقط .... تجدد مدرسة نعمة رسام وتعيد تأثيثها وتوسعتها وتجدد مدرسة الصديق في احور ابين التي بنتها منذ اكثر من خمسين عاما ومثلها مدرسة عبد الرحمن قحطان في لبعوس يافع وقدمت مشروع مياه تعز وفي كل منطقة وأيضا تنفذ المرحلة الثالثة لمشروع مياه عدن الكبرى حقل الروى بعد ان نفذت المرحلة الثانية منه في العام 1988م في ابين وعدن .

هذه الدولة التي تعلمنا منها ثقافة العطاء والاخاء والتعالي على الجراح لنصرة اشقائهم تعلمنا الكويت بصندوق التنمية الكويتي الذي إعطاء اليمن الكثير من الفرص والدعم والتسهيلات منذ العام 1968 في مشروع وادي زبيد والمسح الزراعي الاقتصادي في العام 1971 وكانت مجموع المشاريع من ذلك الحين فقط عبر الصندوق الكويتي للتنمية 15 مشروع في الزراعة وعدد 2 في مشاريع تنمية البنوك و4 مشاريع في الطاقة في العام 82 و86 والعام 2012 و2013 كما دعمت أنشطة الصندوق الاجتماعي للتنمية في العام 2009 وقدمت تأهيل وتأثيث كليات المجتمع في الجمهورية اليمنية وكما قدمت اكثر من 10 مشاريع في قطاع النقل واثنين من مشاريع المياه والصرف الصحي  بلغت جميعها ما يقدر ب 539,080,200 دولار امريكي او ما يعادل 158,553,000 دينار كويتي  ولا تزال الكويت بجمعياتها المختلفة مستمرة في تقديم المساعدات الاغاثية والإنسانية والتركيز تماما على التنمية وتحقيق الأثر الحقيقي وكفاءة الانفاق الذي لا يختلف عليه اثنان .

قد يختلف اليمنيون باي امر في اليمن ولكن جميعهم بكل اطيافهم يتفقون على جودة وسلامة المشاريع المقدمة من الكويت ومقدار الأثر الواضح من تلك المشاريع في حياة الناس اليومية  في الأعوام العشرة الأخيرة قدمت الكويت عبر خطط الاستجابة الإنسانية 362 مليون دولار عبارة عن 94 مليون دولار في العام 2019 ومبلغ 227 مليون دولار في العام 2018 ومبلغ 41 مليون دولار في العام 2016 بينما قدم العالم اكثر من 17.7 مليار دولار مقابل 362 مليون دولار وتاتي في المرتبة السابعة في ترتيب الدول المانحة لخطط الاستجابة الإنسانية في اليمن  لكنها في الحقيقة تقدم خارج هذه الخطط العديد من المساعدات وقد تكون فعلا هي من تترك الأثر دون غيرها وتتصدر الكويت المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية من حيث الأثر لمشاريعها في اليمن ورغم هذا الانفاق المحكم امام الهدر الكبير من الجهات الأخرى فكان اثر الكويت في اليمن يوزاي مليارات الدولارت بينما هناك دول انفقت بالفعل مليارات ولم يصل مستوى الأثر الى ما وصلت اليه المشاريع الكويتية  والجدير بالذكر الى ان المساعدات التي قدمتها الدول للسبع الدول المتصدرة كما ذكرنا سابقا هي أمريكا ب 5 مليار و السعودية 2,8 مليار دولار , المانيا 1.5 مليار و بريطانيا 1,44 مليار دولار والامارات العربية المتحدة 1.13 مليار دولار والاتحاد الأوربي 992 مليون دولار وتأتي الكويت في المرتبة السابعة 362 مليون دولار .

والسؤال هنا بعد استثناء كلا من السعودية والامارات اين كل تلك المليارات اين الأثر الأمريكي او البريطاني او الأوربي للأسف هنا يكمن الفرق بين ما نسميهم اشقاء وما نعتقد انهم أصدقاء   ونورد لكم بعض إنجازات الكويت خلال خمس سنوات فقط وعلى رائسها الجمعية الكويتية للإغاثة وجمعية الشيخ عبد الله النوري وعلى النحو التالي :

السلل الغذائية اكثر من 375 الف سلة غذائية واكثر من 50 الف خزان مائي للمخيمات والقرى ذات الاحتياج بالإضافة الي 2 محطة تحلية تخدم 200 الف شخص .

مشروع حقل الروى مياه عدن الكبرى الذي يخدم اكثر من 700 الف في عدن وابين .

تأهيل حقل مياه بئر ناصر الذي يخدم 500 الف في لحج وعدن ويضم اكبر حقل طاقة شمسية في اليمن بعد حقل الطاقة في ذمار .

مجموعة مشاريع مياه في عدد من المحافظات مثل اب والمحويت وحجة وتعز ومنها مشروع الحلول العاجلة في تعز ومياه الظهرة وعوزمه وجرادا والتي تخدم اكثر من 10 مليون مواطن  ترميم 100 مدرسة وتجهيزها بالكامل تخدم 100 الف طالب بالإضافة الى 120 فصل كرفاني مجهز .

تريم وتأهيل 50 كلية تخدم 250 الف طالب .

والعديد من مشاريع تجهيز المدارس والكليات والجامعات ومطابع الكتاب  وفي القطاع الصحي ثلاثة مصانع اكسجين تخدم اكثر من 500 الف مواطن في كلا من عدن وحضرموت ومارب  اكثر من 200 جهاز طبية متخصصة وادوية لأكثر من 1,5 مليون مريض بالإضافة الى 55 سيارة اسعاف و300 قارب يستفيد منه 4 الف مواطن  وهناك العديد من المشاريع في القطاع الزراعي الذي يستهدف الاف من المواطنين ومن أهمها أيضا دعم الحيازات الزراعية وزراعة الحبوب مع وكالة تنمية المنشئات الصغيرة التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية .

الكويت تحدثنا عن ماضينا وهم الى جوارنا وحاولنا ان نصف بعض ما يقدمون في حاضرنا وسوف يبقون الى جوارنا في مستقبلنا .

لن نستطيع ان نقول لكم اكثر من شكرا لان كل الكلمات تعجز عن وصف تقديرنا لإنسانيتكم وخبراتكم في العمل التنموي والإنساني فانتم أصحاب سبق في هذا المجال وفي كافة دول العالم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي