شجرة الغريب في تعز تنشق: رمز الأسطورة يواجه خطر الانقسام والاندثار

محمد الظرافي
الاربعاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٣٥ مساءً

 

في قلب محافظة تعز، وتحديدًا في منطقة التربة ، تقف شامخةً شجرة "الغريب"، إحدى أقدم الأشجار المعمّرة في اليمن، والتي يعود عمرها التقديري إلى أكثر من ألف عام. لطالما كانت هذه الشجرة رمزًا للأصالة والتاريخ، محاطة بالأساطير والقصص الشعبية، لكنها اليوم تواجه لحظة فارقة من تاريخها… فقد انشق جذعها بشكل مفاجئ، في مشهد صادم أحزن أبناء المنطقة وأثار التساؤلات والقلق.

 

حيث تعتبر شجرة الغريب – من نوع الباوباب – ليست مجرد كتلة خضراء في أرض تعز، بل ذاكرة حية اختلطت بها الموروثات والهوية. كانت منذ قرون مكانًا للتجمعات، جلسات الصلح، حكايات الجدات، وحتى موقعًا يُعتقد أنه يحمل بُعدًا روحانيًا فريدًا. لقد ارتبط اسمها بالغرابة ، كونها الوحيدة من نوعها في تلك السهول، بجذعها الضخم وأغصانها التي تشبه الأذرع العملاقة.

 

انشقاق الشجرة: علامة تحذير أم ظاهرة طبيعية؟

في صباح يومٍ حزين، فوجئ أهالي المنطقة بانشقاق جذع شجرة الغريب من منتصفه تقريبًا، في حدث نادر وغير مسبوق. البعض يرى في ذلك مجرد تطور طبيعي نتيجة الشيخوخة والعوامل البيئية، بينما يربطه آخرون بالرمزية التي تحملها الشجرة، معتبرين ما حدث بمثابة "إنذار" أو انعكاس لما تعيشه تعز واليمن من انقسامات واضطرابات.

 

وقد أظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل شقًا عميقًا في الجذع، أثار موجة من الحزن والدعوات لحمايتها، خصوصًا أن أي تصدع إضافي قد يهدد الشجرة بالسقوط الكامل ويستدعي ضرورة التحرك العاجل.

 

انشقاق شجرة الغريب يجب أن يكون جرس إنذار لكل من يهمه التراث الطبيعي في اليمن. فهي ليست مجرد شجرة انقسمت، بل رمزٌ ينادي بضرورة الاتحاد لحمايته. يجب أن تتدخل الجهات المعنية – من هيئة الآثار إلى منظمات البيئة والمجتمع المدني – لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سواء بترميم الجذع أو اتخاذ إجراءات علمية للحفاظ على بقائها.

 

شجرة الغريب اليوم، وقد شُقَّ صدرها، تبدو كأنها تعكس حال وطن بأكمله، يتألم بصمت، لكنه لا يزال صامدًا. إنقاذها ليس مجرد عمل بيئي، بل هو موقف أخلاقي وتاريخي تجاه إرث يستحق أن يبقى شاهدًا على تعز واليمن لقرون قادمة.

.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي