عندما ينبري مسؤول في السلطة ويلقي كلمة إرتجالية في طياتها الكثير من الوطنية والإحساس بالمسؤولية ناحية شعبه نجد الكثير من المواطنين يغتبطون بما نبست شفاه ذلك المسؤول الوطني ، ويشعرون أنه أصاب في معاناتهم جراء مصاب جلل عـَكـَّر عليهم صفو حياتهم لاسيما أزمة طالت أمدها عليهم كالأزمة اليمنية التي راوحت مكانها وأرَّقت مضاجعهم ، وهذا الآنف الذي ذكرته جاء ظاهراً فيما بدأ لي في كلمة نائب الرئيس طارق صالح ولكن ما خفيـَت نفسه لا يعلمها إلا الله فهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
طارق صالح قال كلمته التي ألقاها في الذكرى السابعة لتأسيس المقاومة الوطنية ومن خلالها أراد أن يصل برسالته إلى الجمهوريين والوحدويين بكافة أطيافهم ومشاريعهم بلملمة شتاتهم وإصطفافهم لإستعادة الشرعية الوطنية واصفاً المرحلة بالمفصلية ، وعلى الجميع حسب تعبيره توجيه البوصلة نحو عدو الشعب والجمهورية والوحدة قاصداً بذلك حركة أنصار الله الحوثية وليس هي بذاتها وحسب بل واليد التي تحركها مشيراً لإيران وحرسها الثوري .
في رأيي أن كلمة النائب طارق صالح كانت موفقة فيما يخص العدو الظاهر وغالبية الشعب اليمني أتفقوا على ذلك ، ولكن كان ينبغي على النائب أن يتقدم خطوة أخرى ويتعمق أكثر ويذكر الأطراف المعرقلة للقضاء على هذه الحركة وخصوصاً أنه أشار إليها بأنها هشة وليست قوة صلبة كما يتوهم البعض ، ونحن نعلم ولا شك بأنه يعلم أكثر منا بأن ثمة أطراف دولية وإقليمية تعرقل السلطة الشرعية وجيشها الوطني في القضاء على تلك الحركة ، بل وسعت في كل مراحل الصراع ومنذُ أكثر من عشر سنوات أن تمنحها ترياق الحياة عندما تراها على مشارف الموت ، ليس ذلك فحسب بل بالمقابل عملت جاهدة على إضعاف الشرعية وتآمرت عليها ومدركاً يقين الإدراك بأنه لولا تآمر تلك الأطراف على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لما وصل لمنصب نائب رئيس المجلس الرئاسي بمعية الستة الآخرين .
وأخيراً أنصح كل مسؤول يمني مهما كانت مكانته أو منصبه إذا أراد أن يسجل في حياته موقف شجاع عليه أن يتلقى دروس في الشجاعة والإقدام ولو بالكلمة من الصرح الشامخ المهندس أحمد بن أحمد الميسري ، فهذا الرمز المقدام قال كلمته في الوقت الذي يمتلك فيه مـَنـْصـَبـَي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الذي صدح بكلمته تجاه تلك القوى حتى بلغت الآفاق وتجاوزت الحدود اليمنية حتى لقبته الجماهير اليمنية بأسطورة الشجاعة ، وحينما نتذكر الوطنية فلا ترتسم لدينا إلا صورة ذلك الرمز الأسطوري الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي جابهَ تلك القوى الظلامية في عدة مواقف من مراحل الصراع ووقف شامخاً غير آبهاً بالنتائج التي ستطول منصبه ، ويكفيه شرفاً بأنه سجل إسمه بأحرف من نور في قائمة الوطنيين الأحرار .
-->