المملكة العربية السعودية عمق استراتيجي ورمز للوحدة العربية والإسلامية

كمال الشيباني
السبت ، ٠٨ فبراير ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٤٤ مساءً

 

في زمن يموج بالتحديات والتغيرات السريعة، تظل المملكة العربية السعودية ثابتة كجبل لا تهزه رياح السياسة العابرة ولا تستفزه التصريحات المنفلتة، فهي ليست فقط قلب العالم الإسلامي وموطن الحرمين الشريفين، بل أيضًا دولة ذات ثقل سياسي واقتصادي عالمي، ورمز للوحدة والاستقرار في المنطقة طالما كانت بؤرة للتجاذبات الدولية. إن أي محاولة للمساس بمكانة المملكة أو التقليل من شأنها ليس فقط استفزازًا لدولة ذات سيادة، بل هو تطاول مباشر على إرث تاريخي وحضاري يمثل الأمتين العربية والإسلامية جمعاء.

 

المملكة لم تكن يومًا مجرد دولة في الخريطة الجغرافية، بل كانت وستظل عمقًا استراتيجيًا للأمتين العربية والإسلامية. هي الدولة التي وقفت مع قضايا الأمة منذ تأسيسها، وساندت الشعوب في نضالها من أجل التحرر والكرامة. لطالما كانت المملكة في طليعة الدول التي تدافع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مقدمة الدعم السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني، ومدافعة عن حقوقه في المحافل الدولية. لذا، فإن أي تطاول أو إساءة موجهة للمملكة هو استفزاز لمشاعر ملايين العرب والمسلمين الذين يرون فيها الحصن الحامي للقيم الإسلامية والهوية العربية.

 

تصريحات اسرائيل المنهزمة والمنفلتة التي تحاول النيل من مكانة المملكة ليست سوى محاولات يائسة لإثارة الفتنة وإشغال المنطقة بخلافات جانبية لا تخدم سوى أعداء الاستقرار. المملكة ليست بحاجة لإثبات دورها القيادي، فهو دور رسخته المواقف والسياسات الحكيمة التي انتهجتها على مدار العقود . من دعمها للتنمية في الدول الفقيرة، إلى قيادتها لمبادرات السلام، وصولًا إلى دورها في حماية الاقتصاد العالمي من خلال سياستها النفطية المتزنة، أثبتت المملكة أنها ليست فقط دولة ذات سيادة، بل شريك فاعل في صياغة مستقبل المنطقة والعالم.

 

تاريخ المملكة حافل بالمواقف المشرفة التي تعكس مسؤوليتها تجاه الأمتين العربية والإسلامية، ومكانتها ليست مجرد نتيجة للثروات الطبيعية التي تمتلكها، بل نابعة من إدراكها العميق لدورها الحضاري والديني والإنساني. فعلى مدار سنوات، قدمت المملكة مبادرات إنسانية شملت كل بقاع الأرض، من آسيا إلى إفريقيا، وكانت دائمًا داعمًا رئيسيًا لكل جهد يسعى إلى تحسين حياة الناس وتخفيف معاناتهم، سواء من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أو عبر دعمها للمشاريع التنموية في الدول المحتاجة.

 

إن الشعوب العربية والإسلامية ترى في المملكة رمزًا للوحدة والكرامة، وأي إساءة إليها تُعد إساءة مباشرة لكل من ينتمي لهذه الأمة. فالمملكة ليست دولة بمعزل عن محيطها، بل هي جزء لا يتجزأ من نسيج الأمة، وأي اعتداء عليها يُعد اعتداءً على الهوية والثقافة والقيم التي تجمع شعوب المنطقة. من هنا، فإن أي محاولة لاستفزاز المملكة أو النيل من مكانتها لن تمر مرور الكرام، بل ستواجه بردود أفعال حازمة من الشعوب التي تدرك جيدًا أهمية المملكة في الحفاظ على استقرار المنطقة ودورها الريادي في الدفاع عن قضايا الأمة.

 

لا يمكن لأي طرف أن يتجاهل حقيقة أن المملكة العربية السعودية تمثل حجر الزاوية في معادلة الاستقرار الإقليمي والدولي. هي دولة ذات سيادة تحترم حقوق الآخرين، لكنها في الوقت ذاته لا تسمح لأحد بالمساس بسيادتها أو التقليل من شأنها. إن سياستها المتزنة والمبنية على الحوار والدبلوماسية لا تعني ضعفًا، بل تعكس حكمة ورؤية استراتيجية تعرف متى تستخدم القوة ومتى تفضل اللجوء للحلول السلمية.

 

في نهاية المطاف، ستظل المملكة العربية السعودية رمزًا للوحدة والقوة، وستبقى أي محاولة للنيل منها مجرد صفحة عابرة في كتاب تاريخها الطويل والحافل بالإنجازات. فالشعوب العربية والإسلامية التي ترى في المملكة حصنها المنيع لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي إساءة أو تطاول، وستظل تردد بصوت واحد أن المملكة خط أحمر، والمساس بها مساس بكل من يؤمن بوحدة هذه الأمة وكرامتها.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي