" الشللية" واشكالها في المجتمع.. تعرية ونقاش

لؤي العزعزي
الخميس ، ٠٢ يناير ٢٠٢٥ الساعة ١١:٥٧ مساءً

 

 

أولا لنحاول فهم المصطلح الذي وضعته في بدء العنوان، بالرغم من كونه غير فصيح وربما غير معترف به. غير أنه متفشي ومستشري في الحياة العامة وبشكل مثير للتساؤل ويستدعي البحث والمناقشة.

" الشللية" وهي جمع "شلة" وهي المجاميع أو الأفراد الذين تجمعهم المصلحة والنفع المتبادل -وحصرًا- فيما بينهم. انتمائات ضيقة وعصبية جاهلية ووساطات ومحسوبيات. يستغل الواحد منهم ايًا كان وأينما يكن منصبة ومكانته الوظيفية والإجتماعية لنفع بقية أفراد " الشلة" واقصاء وابعاد من لا ينتمون أو لا يكونون من ضمن " الشلة".

 

نجد هذه الظاهرة للأسف الشديد في كل مكان. في المراكز والمؤسسات الحكومية. في الشركات الخاصة المحلات التجارية الوظائف العامة.. في كل مكان. 

الوساطات والرشاوي والمحسوبيات ازعم إنها - في البدء- نشأت عن هذه الجماعات التي تكبر وتتسع وتتضخم - بالرغم من عدم الإستحقاق والجدارة- على حساب الكفائات والخبرات!

 

بشكل شخصي لمست ثقل تأثير هذه المجاميع في الإقصاء والإبعاد لتقديم وترشيح افرادها. نعم وفي مجالنا الصحفي والإعلامي تمامًا كبقية التخصصات والوظائف بمختلف انواعها واشكالها!

جميعهم مترابطون متسقون وولائهم ليس للوظائف أو الواجبات الملقاة عليهم.. بل لبعضهم البعض وغالبًا ما يكون احدهم في رأس الهرم وهو الذي يرسم ويقرر اليات العمل والمصالح المشتركة والمتفق عليها.

 

احدى أكبر اشكاليات هذه الـ" الشلل" لا مصادرة الحقوق والفرص والوظائف عن الجديرين ممن يستحقون ويملكون الخبرة والكفائه والمقدره.. وابدالهم بأخرين لا مؤهل لهم سوى الولاء! وفوق كل ذلك أنهم كثر

أي اننا لا نتحدث عن " شلة" واحدة. بل نتحدث عن الكثير منها وفي كل مكان حتى الوظائف الحساسة والجهات الرسمية والسيادية! وهنا مكمن الإشكال وموقع الكارثة:

لأن المصالح الضيقة عندما تقدم على المصالح العامة والولاء عندما ينتقل من الدولة الأم والوطن والشعب.. يتحول إلى من يحقق ويوفر مصالح أكثر وأكبر؛ لأن الرابط الوحيد لها كـ "شلل" هي المصالح والمنافع لا أكثر.

 

ولذلك لا تتعجبوا مما قد ربما رأيتموه واوعدكم بانكم ستفعلوا وربما كثيرا

صعود من لا يستحق في أعلى هرم في الدولة.

تولي من لا يمتلك ادنى مسؤولية ومعرفة في كبرى واهم مراكز الدولة

استحواذ وسيطرة من لم نسمع عنهم يومًا إلى الأغنى والأكثر نفوذًا!

 

وابسط مثال ما تفعله المليشيا والدول الديكتاتورية في احتكار " السلطة" وبالتالي " القوة" و " النفوذ" بيد الأقرباء أو في منتمي الحزب الواحد أو الطائفة الواحدة..

 

وهنا اطرح سؤال: إلى متى سنتقبل كشعوب ما نلمسه - وربما بشكل يومي- دون أن نتفوه بكلمه؟!

هل نحن راضون عما يحدث وبالتالي نتقبل ما نحن عليه؟!

اما اننا ننتظر معجزة خارقة لن تأتي علها ترفع عنا ما يحدث من فساد ومحسوبية وشلليلة وعصبية  ومناطقية  وحزبية ومذهبية..؟!

 

إلى متى يا قوم؟!

إلى متى الصمت والتخاذل؟!

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي