في هذا المقال...
لا مجاملة، لا مهادنة، لا تزويق!
الوقت وقتُ وضوح، ولا مجال لمزيد من الصمت. الحقيقة لم تعد تحتمل التجميل، ولا يجوز التستر على من يخدعون الناس باسم الدين والوطن!
في زمنٍ تكاثف فيه الدجل، وتسيّد فيه التزوير، وصار التضليل فنًّا يوميًّا تمارسه جماعة الحوثي باحتراف، لم يعد السكوت حكمة، ولا التلميح كافيًا.
لقد حان وقت المكاشفة... ففي لحظة صدق، ينبغي خَلع عباءة المجاملة، ومواجهة الواقع كما هو، بلا رتوشٍ ولا زينة.
سأطرح جملة من الأسئلة التي تؤرق كل يمني حر، وسأجيب عنها كما يملي عليّ ضميري.
الهدف: مكاشفة بلا تزييف، في وجه أكبر آلة خداع عرفها اليمن في تاريخه المعاصر!
هل الحوثيون حركة ثورية تغييرية؟
كلا وألف كلا!
لم يكونوا يومًا ثوارًا، بل تمرّدًا مسلحًا مغلّفًا بشعارات خداعة.
هم امتداد لمشروع إمامي متخلف، يعيد إنتاج الظلم السلالي بثوب ديني كاذب، وبالاستقواء بنظام ملالي إيران. لا علاقة لهم بثورات الشعوب ولا بمفاهيم التغيير والتحرر.
قبل ثورة 11 فبراير، كانوا قنابل موقوتة تعبث بأمن الدولة.
وبعد 11 فبراير، مُنحوا تمثيلًا سياسيًا لا يستحقونه لا حجمًا ولا قانونًا، بل تجاوزوا أحزابًا عريقة بغطاء أممي متساهل ومتواطئ.
هل كانوا مظلومين؟
كلا، بل هم من ظلم اليمن!
مارسوا القمع والتمييز السلالي، صادروا الحريات، نهبوا الدولة، وأوهموا العالم بأنهم دعاة سلام، وهم ذئاب بثياب التقوى.
قضية صعدة صُنعت لتُمنح أولوية، بينما قضايا عادلة كقضية تهامة لا تزال في طي النسيان.
هل كان لهم الحق في الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني؟
أبدًا لا!
شاركوا في كل مراحل الحوار الوطني، ووقّعوا على مخرجاته، ثم انقلبوا عليها حين سنحت الفرصة.
كانت مشاركتهم خديعة، للتسلل ثم الانقضاض، بتخطيط شيطاني، وغدر لا يشبه إلا الخيانة.
هل كان من حقهم فرض مشروعهم بقوة السلاح؟
لا وألف لا!
لقد أُتيح لهم التعبير، وتعاطف البعض مع قضيتهم، لكنهم اختاروا طريق الحرب والعنف، وتحولوا إلى أداة بيد إيران، تمزق اليمن وتزعزع أمن المنطقة، وتجلب المعتدين لتدمير ما تبقى لليمن من مقدرات .
هل حافظوا على وحدة الوطن؟
أبدًا!
أحكموا قبضتهم على صنعاء وبعض المناطق التي تدرّ لهم أموالًا أو تلك الحاضنة لهم، أما بقية اليمن فتحولت إلى ساحة صفقات مشبوهة، وأوراق تفاوض، وشعب يُستنزف في حروبهم العبثية.
هل حربهم كانت ضرورية؟
لا، بل كانت جريمة بحق اليمنيين!
منذ البداية، كان مشروعهم دمويًا، انتقاميًا، ملبّسًا بقداسة مزعومة.
واليمنيون ما زالوا يدفعون الثمن: جوع، نزوح، موت... لكنهم لن يستسلموا.
فروح الجمهورية لن تنكسر، وراية الحرية لن تسقط.
هل يمكن الوثوق بالحوثي كصانع سلام؟
أبدًا!
كل حوار معهم فخ، وكل اتفاق مجرد حبر على ورق.
بارعون في الخداع، محترفون في الكذب السياسي.
يستغلون أي هدنة لتعزيز نفوذهم، ويضلّلون المجتمع الدولي بدهاء.
هل وقفوا مع غزة؟
كلا، بل يتاجرون بدماء اليمنيين باسم غزة!
ودعمهم وإسنادهم لغزة... لم يكسروا حصارًا، ولم يغيّروا معادلة.
رفعوا الشعارات، وسرقوا القضية، واستغلوها لجمع المال وحشد المقاتلين، بتضليل الرأي العام المحلي، وإلى حدٍّ ما العربي.
هل نؤيد القصف الأمريكي؟
نرفضه وندينه!
لأنه فقط من أجل ربيبة أمريكا (إسرائيل)، وليس من أجل كرامة اليمنيين وحريتهم، ولا جزاءً لما ارتكبوه بحق اليمنيين.
ولأنه لا يصيب من يستحق، بل يدمّر بنية الشعب اليمني ومقدراته، ويترك الحوثي يختبئ في كهوفه سالمًا، بينما المواطن اليمني هو من يدفع الثمن.
هل نحن راضون عن الشرعية؟
لا... ونحن نعلم أن:
الشرعية ضعيفة، منقسمة، مترددة، تتراجع عن قراراتها الصائبة... لكنها تظل الإطار الدستوري الوحيد المتاح.
ننتقدها، نعم.
نُطالب بإصلاحها، أكيد.
لكننا لا نُفرّط فيها لصالح مشروع إمامي يُعيدنا للقرون الوسطى.
ما الفرق بين الحوثي والشرعية؟
الفرق كبير وواضح!
الشرعية: لا تدّعي الحق الإلهي، ولا تستند إلى سلالة، ويمكن تغييرها ديمقراطيًا بالصندوق أو حتى بانتفاضة شعبية.
الحوثي: يدّعي الحق الإلهي في الحكم، يحتكر السلطة بقوة السلاح لا عن طريق الصندوق، ويقصي الجميع، ويرى اليمن ميراثًا عائليًا مقدسًا!
رسالة ختامية إلى شباب اليمن الأحرار:
تمسكوا بالجمهورية، ولو من خلال شرعية ضعيفة، فذلك خير من التسليم للكهنوت.
لكن... لا تموتوا في معارك لا تخصكم!
لا تُستغلوا في حروب إيران، بينما شباب طهران ينعمون، وحكومتهم تتفاوض مع الأمريكان على كل الملفات، ومعاناة اليمنيين لا تُذكر إلا لتثقل موازينهم في التفاوض!
عودوا أيها الشباب إلى مقاعد الدراسة، وابنوا مستقبلكم، وكونوا الحصن الأخير لهذا الوطن.
اليمن باقٍ بأحراره، لا بممزقيه، ولا بمزيفيه، ولا بتجار الدماء!
ختامًا...
الوطن لا يُباع،
الجمهورية لن تموت،
واليمن لن يسقط مادام فيه أحرار يقولون: كفى تزييفًا...
كفى عبثًا... كفى حروبًا!
-->