( ١- اليمن والإسلام ) .
- دخل الإسلام اليمن فى العام الثامن للهجرة الموافق ٦٢٩ للميلاد ، وظل تحت حكم الخلافة الراشدة والأموية والعباسية حتى حكم المأمون بن هارون الرشيد ، حيث اشتد ظلم الولاة فاستقلت اليمن دويلات ، ولم تتوحد إلا فى ظل الدولة الصليحية والرسولية ، وحكمها الأئمة الزيديون لمدة ١٢٠٠ عام بفترات تقطعت بتدخلات منها الخلافة العثمانية ، التى احتلت اليمن لأول مرة عام ١٥٣٨م الموافق ٩٤٥ هجرية ، وقد تمكن الإمام محمد الملقب بالمؤيد بن القاسم من طرد الأتراك من اليمن عام ١٦٣٥م / ١٠٤٥ هجرية ، لتكون بذلك أول ولاية عربية تخرج عن فلك الدولة العثمانية ، التى ستعود إلى اليمن ثانية عام ١٨٥٠م / ١٢٦٦ هجرية ، أى بعد أكثر من قرنين من الزمان .
- وبخروج الأتراك تمهد الطريق لتوحيد اليمن للمرة الثالثة فى الزمن الإسلامى ، على يد الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم أخو المؤيد السالف ذكره ، الذى مد سلطانه إلى جميع بقاع اليمن من مكة شمالا إلى عمان جنوبا ، واستمرت هذه الدولة موحدة أكثر من مائة عام لتواجه الحملة العثمانية من الخارج ، والأطماع الاستقلالية فى الداخل ، مما أدى إلى انحسارها فى الإقليم الشمالي الغربى .
- ثم تعددت الحملات العثمانية حتى انتهت بنهاية الدولة العثمانية نفسها ، وعقدها مع الإمام يحيى حميد الدين صلح دعان سنة ١٩١١م / ١٣٢٩ هجرية ، وتسلمه الحكم ليصبح الرجل الأقوى فى شمال ووسط اليمن باستثناء المناطق الجنوبية والشرقية التى كانت واقعة تحت الاحتلال الفعلى أو الحماية البريطانية منذ عام ١٨٣٩م / ١٢٥٥ هجرية .
- وقد انتهى حكم الإمامة فى اليمن الشمالي بثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م / ١٣٨١ هجرية ، التى نقلته إلى النظام الجمهورى . بالمقابل فى جنوب اليمن كان الاحتلال البريطاني قد أنشأ عام ١٩٥٩م / ١٣٧٩ هجرية ، اتحاد إمارات الجنوب العربى ، المؤلف من ست دويلات ، واتسع ليضم سبعة عشر دولة ، وعدل إسمه إلى " اتحاد الجنوب العربى " عام ١٩٦٢م .
- وقد اشتدت الثورة التى اندلعت ضد البريطانيين عام ١٩٦٣م / ١٣٨٣ هجرية ، حتى نال جنوب اليمن استقلاله الرسمى عام ١٩٦٧م / ١٣٨٧ هجرية ، وهو ما مهد الطريق لقيام دولة اليمن الديمقراطية الشعبية .
- وفى عام ١٩٩٠م ، شهدت صنعاء أول اجتماع لكامل قيادة الوطن اليمني ممثلة في العقيد علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام آنذاك ، وعلي سالم البيض الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ، بالإضافة إلى مسئولى الدولتين ، حيث تم الاتفاق على أن تقوم بتاريخ ٢٢ مايو ١٩٩٠م ، وحدة اندماجية كاملة بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " شطري الوطن اليمني " تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى " الجمهورية اليمنية " يكون لها سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة .
* المرجع : مصادر متعددة .
-->