أين الحسم... حتى الدفاع يُؤكل؟

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ٠١:١٩ مساءً

 

شرعيتُنا مكنتنا، ونحن جاهزون للحسم، وساعة الصفر اقتربت، وعام الحسم قد تقرر...

ولكن، عندما تسأل: متى؟

يقولون:

"عندما يهدأ الأمريكان، فنحن لا نريد أن نبدأ بينما الولايات المتحدة تقصف، حتى لا يستغل الحوثي الموقف ويشيع أننا متماهون مع الأمريكان، ويتهمنا بالتعاون مع الولايات المتحدة."

بمعنى أن قيادتنا تتصرف بمنطق: "سيقولون عنا لو بدأنا..."

وهذا منطقٌ أعوج، يتفهمه بعض الناس، لكن الكثيرين يدركون أنه مجرد تبرير لعدم اتخاذ القرار.

فالحربُ فرصٌ، ومن يريد القضاء على خصمه، وإنهاء انقلابه، واستعادة دولته، لا يتردد ولا يتلكأ عن استغلال الفرص.

فالذي بدأ بالتمرد والانقلاب هو الحوثي، وهو الذي يهاجم اليوم، وليس الشرعية. والبادي أظلم!

ومع ذلك، نقول للشرعية وأصحاب هذا المنطق:

حسنًا، إذا كان الحوثي قد بادر بالهجوم هذه المرة، وسقط شهداء أعزاء على اليمن، في جبهات مأرب ليلة أمس، وفي كرش (لحج)، وقُتل سبعة رجال في مأرب وكرش، وأُصيب العشرات، نحسب الذين قتلوا عند الله شهداء شجعانًا لأنهم دافعوا عن الجمهورية وحموا الشرعية وقادتها وأسرهم...

أفلا يستحق المغدور بهم -في ظل هدنة قائمة- أن تُشن حرب بسبب هذا الخرق الجسيم؟! فما بالكم، والشرعية بتشكيلاتها وأنصارها تعدّ العدة لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة بأكملها؟! الحدثان معًا يستحقان الحرب فعلًا!

فلا عذر بعد اليوم!

سواء كان هجوم الحوثي "جس نبض"، أو هجومًا واسعًا، فقد بادر بالعدوان.

فأين الاستعداد والتجهيزات؟

لماذا مناطق التماس فارغة، تنتظر التعزيزات لاستعادة المواقع التي باغتهم الحوثي بالهجوم عليها؟

وكأن الأمريكان هم من قصفوا مواقع الشرعية!

مع أن الولايات المتحدة، ومنذ أسبوعين، تقصف مواقع الحوثيين وإمداداتهم اللوجستية بشكل مستمر!

وكأن القيادات العسكرية والميدانية للشرعية هي التي اختفت... لا الحوثيون!

ما بالكم يا من تهجمون على بعضكم؟!

هذا هو الميدان، وهذه هي الساحة، والشعب هو الذي سيحكم عليكم جميعًا!

فليُتخذ القرار فورًا، ولتتحرك غرفة العمليات المشتركة التي صمّت آذاننا كثرة الأحاديث عنها!

وإن لم تستطيعوا... فترجلوا عن القيادة!

ودعوا رجالًا أحق وأقدر يقودون الحسم والنصر المؤكد الآتي!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي