الحرية ليست ترفاً... بل حق مسلوب

حنين العريقي
الاثنين ، ٠٥ مايو ٢٠٢٥ الساعة ٠٨:٤٩ مساءً

في هذه البلاد، لا تُمنح الحرية بل تُنتزع، ومن يطلبها يُتهم، ومن يرفع صوته يُسحق. يتحدثون عن الدين، الوطن، الشرف، لكنهم لا يتحدثون عن الحرية؛ لأنها الكلمة التي تُرعبهم.

في الريف تحديداً، حيث لا صوت يعلو على الجوع، تُمنع الفتاة من التعليم بحجة "العيب"، ويُجبر الفتى على الهروب من الطفولة إلى العمل أو الجبهات. أما من يسأل "لماذا؟"، فيُسكتونه بالدين أو بالعصا.

كل من يخرج عن الطاعة يصبح "كافراً" أو "فاسداً" أو "مجنوناً"، لأن المجتمع الذي يسير بالخوف لا يتحمل فكرة الاختلاف.

نحن لا نعيش في دولة، بل في سلسلة من الجدران: جدار الدين، جدار القبيلة، جدار الفقر، وجدار الصمت.

لكني أكتب اليوم لأنني لم أعد أحتمل الصمت، الصمت الذي يقتلنا ببطء… ويجعلنا نعتاد الظلم وكأنه قدر.

من حقي أن أعيش كما أريد، وأن أختار أن أكون، ومن حق كل إنسان أن يفكر ويحب ويكره دون أن يُحاسب على ما في رأسه أو قلبه.

 لن نكتب لإرضاء السلطة، بل سننحاز للإنسان. نكتب لأننا نؤمن أن الكلمة الصادقة أقوى من الرصاص، وأن الصمت لا ينقذ أحداً.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي