حين تحدّث نائب الوزير… وابتسم الكهنوت عن النعمان المعاصر اتحدث.! 

فائد دحان
الثلاثاء ، ٠٦ مايو ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٤٩ مساءً

 

 

يكاد المواطن اليمني ان يعتاد على الخيانة، حيث لم يعد يُفاجأ الناس بخيانة، ولا يصدمهم ارتدادُ المواقف، فقد اعتادت البلاد أن ترى جثث رجالها في النهار، وابتسامات قاتليهم في المساء، لكن ما حدث هذه المرة لم يكن مجرد سقطة، بل فضيحة مكتملة الأركان… أن يتحدث نائب وزير خارجية الجمهورية اليمنية، مصطفى النعمان، لا كمسؤولٍ يحمل دم الشهداء على جبينه، بل كموظفٍ بائسٍ في مكتب أمين العاصمة الحوثي.

 

قالها ببرودٍ يليق بمن فقد بصر الموقف وبصيرة الانتماء "إن إضعاف الحوثيين قد يفضي إلى صعود داعش والقاعدة" هكذا ببساطة، كأن الحرب الدائرة منذ عقدٍ كاملٍ لم تكن إلا معركة عبثية بلا معسكرٍ وطني ولا مشروع دولةٍ ولا دماء سالت لأجلها.

 

هذا النعمان ليس مجرد موظف بسيط، إنه نائب وزير الخارجية، في حكومةٍ ما تزال الشرعية الوحيدة المعترف بها دولياً، تحارب انقلاباً دمّر الدولة، ومشروعاً كهنوتياً اغتصب الجمهورية ، وأحال الدولة إلى سجنٍ مذهبي. فكيف به، وهو في هذا المنصب، يتحدث بمنطق الحياد القاتل؟

 

بل الأدهى، أن تصريحاً كهذا لا يمكن قراءته إلا كذريعةٍ معلبةٍ تناسب موائد المجتمع الدولي المتواطئ، أو كرسالةٍ تطمئن كهنة الكهف في صعدة أن ثمة من يُحسن الدفاع عنهم من قلب الشرعية نفسها.

 

ثم انظر للمفارقة الموجعة ، كان وزير خارجية الإمامة البائدة أحمد محمد الشامي، يقول قبل عقود:

"قل لصنعاء والقصور العوانس

أننا سادةٌ أباه أشاوس

سنعود للحكم يوماً

بثياب النبي أو جلباب ماركس."

 

وقد عادوا.

لكنهم اليوم لم يعودوا وحدهم… عادوا برفقة أبناء خصومهم، ومن كان آباؤهم يتوعدون الإمامة في وضح النهار، صار أحفادهم يسوّغون لبقائها باسم الحذر من "بدائل أكثر سوءاً".

 

ليت الإرياني ينهض من قبره ليقرأ تصريح مصطفى النعمان. ذلك القاضي العظيم كتب في مذكراته ما يشبه النبوءة:

"لو تولّى محمد أحمد نعمان قيادة الثورة لما تجرأت الإمامة أن تعود لليمن مهما طال الزمن."

 

لكن محمد أحمد مات، وبقي لنا مصطفى… مصطفى الذي كان يمكن له أن يستدعي إرث أبيه، أن يصرخ باسم الجمهورية من كل منبرٍ، لكنه اختار أن يساوم وأن يبيع فكرة الدولة بقروش الخوف.

 

أعجبُ العجب أن الرجل لو تحدث كباحثٍ حرٍّ، لكان الأمر مفهوماً في سياق حوارٍ عام. أما أن يتحدث من موقع نائب وزير خارجية، فهنا تسقط الأعذار وتُرفع الأقلام.

 

وفي اليمن وحدها ويا للأسف لم نعد نرتجف من العدو، بل من الحليف الذي يبرر وجود العدو، من مسؤولٍ لا يجيد سوى شتم البدائل لتمرير الكهنوت، من صوتٍ يُفترض به أن يقاتل على الجبهة السياسية الدبلوماسية ،فإذا به يُعطي الحوثي شهادة "الأخف ضرراً" ويفتح للكارثة باباً موارباً.

 

عليكم أن تسألوا: من يعبث بإعدادات هؤلاء؟

هل للزواج السياسي الهاشمي دور في ذلك.

تهنا يا قوم. 

كيف لمن نشأ في حضن الجمهورية أن يتحول إلى حارسٍ لمعبد الإمامة؟

ألم يقل النعمان الأب:

"لا تصدقوا من يتحدث عن الوطن ويخشى الإمامة، فمن خافها في لسانه، حملها في قلبه."

 

في هذا التصريح، حُمِلَت الإمامة في القلب… وأُلقيت الجمهورية من شرفة الكلام.

 

فلتكتبوا هذا اليوم،

ولتسمّوه يوم سقوط الدم الجمهوري في حضن الكهنوت… بلا قتال.

 

صححوا وضع الدبلوماسية يا رفاق قبل ان تصبح في حديث كان وقد امسينا نشيد بجهود وزيرها الفذ شائع وتحركاته التي أنقذت الدبلوماسية من الخطر الذي يحاول ان يرمي فيها نائب الوزير الى سلة المهملات.

 

اوقفوا هذه الخيانة، لا تدعوها تمر مرور الكرام ولا تعطوها تأويل آخر غير الخيانة. 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي