كشف معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ معمر الإرياني، معلومات هامة حول استغلال مليشيا الحوثي للمهاجرين الأفارقة وعن الضربة الجوية التي نفذت فجر الإثنين الماضي استهدفت موقعا عسكريا بمدينة صعدة، تمارس فيه المليشيات الحوثية أنشطتها غير القانونية، والتي تشمل التجنيد القسري والتدريب العسكري.
ونشر الوزير الإرياني بيانا توضيحيا بشأن الضربة الجوية التي نُفذت، فجر الإثنين الماضي، على موقع في مدينة صعدة، موضحا من خلاله بأن مليشيا الحوثي سارعت إلى إصدار بيانات متضاربة ومتناقضة حول طبيعة الموقع المستهدف، حيث وصفته تارة بأنه "سجن احتياطي، وتارةً أخرى كمركز احتجاز، ثم ادعت لاحقًا أنه "مركز إيواء للمهاجرين غير النظاميين" يتبع للمنظمة الدولية للهجرة.
وأشار الإرياني في بيانه، إلى ان المنظمة الدولية للهجرة نفسها نفت بشكل رسمي علاقتها بالموقع المستهدف، مؤكدة أنها لم تكن تعمل في هذا المرفق مطلقاً، مما يؤكد الشكوك حول طبيعة الأنشطة التي كانت تتم بداخله.
وأضاف:" وبناء عليه قمنا بالمتابعة والتقصي الميداني، وبالاعتماد على معلومات دقيقة من مصادرنا الميدانية الموثوقة، فقد ثبت أن الموقع كان يستخدم من قبل مليشيا الحوثي كمركز لتجميع وتدريب المهاجرين الأفارقة، في إطار عمليات استغلال منظمة تنتهك القوانين الدولية الإنسانية"
وأوضح الوزير الإرياني بأن معلومات ميدانية دقيقة أكدت أن مليشيا الحوثي كانت تقوم بفرز المهاجرين إلى قسمين المسلمين وغير المسلمين:
- المسلمون يتم إخضاعهم لبرامج غسل أدمغة، ويعاد تجنيد جزء كبير منهم ضمن صفوف الحوثيين أو ينقلون إلى معسكرات تدريب تابعة لحركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
- غير المسلمين وأغلبهم "المسيحيين" يتم إجبارهم على التوجه نحو الحدود السعودية، حيث يستخدمون كأدوات ضغط.
وأشار الوزير الإرياني إلى تنامي العلاقة بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، حيث قال: " إن العلاقة المتنامية بين مليشيا الحوثي وحركة الشباب الصومالية الإرهابية باتت تمثل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة، في ظل تنسيق لوجستي متصاعد يشمل تهريب السلاح والمقاتلين عبر البحر الأحمر وخليج عدن، بتمويل وإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني" .
وتابع: "هذه العلاقة تترجم ميدانياً إلى تهديد للملاحة الدولية في مضيق باب المندب، عبر هجمات بطائرات مسيرة وزوارق مفخخة وعمليات قرصنة مدروسة، ضمن مشروع إيراني يهدف لتحويل هذا الممر الحيوي إلى ورقة ابتزاز سياسي واقتصادي على حساب الأمن الإقليمي والدولي".
كما ذكّر الوزير الإرياني في سياق بيانه، بسوابق الحوثيين في ارتكاب انتهاكات ضد المهاجرين، قائلا:" لقد سبق لمليشيا الحوثي أن ارتكبت انتهاكات مروعة بحق المهاجرين الأفارقة، أبرزها جريمة مارس 2021 حين أضرمت النار عمداً في مركز احتجاز بصنعاء، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 170 شخصاً، في جريمة ارهابية بشعة لم تخضع لأي مساءلة حتى اليوم.
ووفقًا للمعلومات داتها، أوضح الوزير الإرياني بأنه تم توثيق سياسة التجنيد القسري التي تمارسها المليشيا بحق اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، عبر تخييرهم بين القتال في صفوفها أو دفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم، إلى جانب استغلالهم في مهام قتالية ولوجستية خطرة تشمل نقل السلاح والذخائر، وبناء التحصينات، وحفر الخنادق في الخطوط الأمامية، في ظروف قسرية ومهينة تفتقر لأدنى مقومات الكرامة والحقوق الإنسانية
واختتم وزير الإعلام معمر الإرياني بيانه بالتأكيد على ان مليشيا الحوثي تتحمل كامل المسؤولية عن هذه الجرائم والانتهاكات،
مناشدا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والعمل على استكمال تصنيف مليشيا الحوثي منظمة أرهابية أسوة بالولايات المتحدة وكندا وأستراليا وعدد من الدول الأخرى،
كما أكد ان الحقيقة اليوم أصبحت اكثر وضوحاً بأن مليشيا الحوثي لم تكن يوماً طرفاً إنسانياً ، بل أداة إرهابية عابرة للحدود، تخدم مشروع إيران التخريبي في المنطقة.