عندما كنا نلتقى فى تلك الأيام العدنية الجميلة ونتبادل الحديث فى كل شيء ونستمع بعناية لكلماتك المنتقاه وحديثك الهادئ ما زال بعضها حاضر في ذهني حينما تحدثت بإخلاص ووعي عن الوظيفة العامة وعن اللوائح المنظمة للمؤسسات باعتبارها جوهر نجاح الدولة وتطورها. كنا حينها نتحدث وفي أيدينا بقايا دولة أما اليوم فجميعنا وأنت على وجه الخصوص تقف في مواجهة التحدي الأكبر بناء مؤسسات الدولة من جديد بعد ان تلاشت كل تلك اللوائح التى كنت تتحدث عنها .
نبارك لك أستاذ سالم بن بريك، هذه المسؤولية الكبيرة والتي تُعد من اصعب المهام اليوم وأثقل الأعباء على أي سياسي أو إداري ومع ذلك فإن ما يجعلنا أكثر اطمئنانًا وثقة في قدرتك على إحداث فرق إيجابي في مختلف القطاعات هو ما عهدناه فيك من احتراف إداري نادر وتنظيم متقن وصدق وإخلاص ونظافة يد لا يختلف عليها اثنان
وما يميزك حقا انك لم تأتِ بك السياسة وصراعاتها، ولا الأحزاب وخلافاتها بل جاء بك النجاح الإداري وتجاربك الثرية والملهمة .
نعم فلم تكن يومًا شعبويًا تهتف في الساحات، ولا حزبيًا تنسج المؤامرات بل كنت دومًا عنوانًا للإخلاص والإنجاز الملتزم بما يخدم الصالح العام وشهادتنا فى ذلك مجروحة ولكن هذا ما يجمع عليه كل من تعامل معك ..
كنت مديرًا على مدى أكثر من عشرين عامًا
متنقلاً من محافظة إلى أخرى، حاملاً معك كفاءتك وحرفيتك ودماثة أخلاقك التي حفرت اسمك في قلوب الناس من أقصى حدود الوطن فى منفذ الطوال مرورًا بالحديدة و المكلا وعدن، وصولًا إلى كل محطة عملت بها. هذا الرصيد الإنساني الصادق هو ما يفتح أمامك الأبواب المغلقة ويجعل النجاح حليفك في كل مهمة تُكلّف بها.
لقد كنت خير من يمثل السلك الوظيفي الوطني الخالص البعيد عن عقد الخصومات والمناكفات السياسية فكنت مثالًا حيًا وشهادة واضحة على أن الوظيفة الحكومية حين تُدار بكفاءة وإخلاص، فإنها تصنع رجال دولة حقيقيين .
نحن ندرك تماما أن المهمة ثقيلة والمشهد الوطنى بكل جوانبه معقد للغاية وفكفكة تفاصيله تتطلب إرادة جامعة ونوايا صافية وتعاونًا حقيقيًا يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الحسابات فليس أمامنا سوى طريق واحد هو طريق النجاح والنجاح فقط . وما دونه هو المجهول الذي لا يقدر أحد على تخيل عواقبه
كن بخير يا صديقى العزيز .... ارجو لك التوفيق
يا دولة رئيس الوزراء بكل محبة ودعاء ....
-->