كعادة العصابات التي تأتي على عمى من الجهل والنزق والحُمق المركب، تمارس العصابة الحوثية سلوكياتها وفقًا لمعتقداتها الخرقاء، أشباه ناس يتحكمون في صنعاء كأدوات قذرة لحساب داعميهم، يقومون يتعريف الحركات الثورية والانقلابية وفقًا لمفاهيمهم التافهة..
فهم يتمردون وينتفضون لكنهم لا يثورون ، وشتان ما بين الثورة والتمرد، فالثورة في جوهرها العام هي حراك شعبي واسع يستهدف تغيير النظام جذريا بشخوصه ومؤسساته وقيمه وممارساته واستبداله بنظام آخر أكثر تمثيلا للشعب تتجسد فيه قيم العدل والمساواة، فيما التمرد هو حالة انفجار لفئات وطبقات معينة نتيجة لتراكم حالة الغضب والإحباط..
تقوم الثورة بتغير شعارات الدولة والنظم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية القائمة إلى الأفضل، فأين معنى الثورة عند العصابة الحوثية؟ وماذا حقققت من تلك الأسس في صنعاء المحتلة؟ وسلكت سلوك لصوص الليل وأتت بخديعة كبرى على كل مقدرات الدولة الاقتصادية العامة والخاصة، فبدلاً من تحقيق الشعارات التي رفعتها لإسقاط الجرعة ومحاربة الفساد تضاعفت الجرع في عهدهم أضعاف وزاد الفساد مراحلاً وأميال ..
ونهبت احتياطي اليمن الذي قُدِّر حينها باربعة مليار دولار وترليون وستمائة مليار ريال يمني من العملة المحلية، أودعتها كهوف صعدة، كما أتت على ميزانيات دوائر تقاعد الموظفين العسكريين والمدنيين، ولم تبقِ منها شيء، فرضت الواجبات والضرائب والإتاوات على التجار وأصحاب العقارات بأثر رجعي، يدفع التاجر ضرائب عشر سنوات مضت أثقلت كواهلهم حتى باتوا يدعون الله عليها أو على أنفسهم بالزوال..
ناقض انقلابهم الفعل الثوري الذي قام به شباب الثورة السورية، إذ جاؤوا على خزينة صفرية وموارد مدمرة ومؤسسات انهكتها الحرب بالكاد تؤدي النزر اليسير من خدماتها، جيش ذاب كالملح، بدأوا على التو، جاءوا بخططهم وكوادرهم وأمنهم وجيشهم أعلنوا عن دفع مرتبات موضفي الدولة بأربعة أضعاف عن سابق عهدهم ويعدون بالمزيد، هذه هي الثورة التي نعتتها عصابة الحوثي بأنها انقلاب وهي التي تبنت مبدأ التغير الجذري الشامل لمنظومة حكم قهرية لعصابة نصيرية علوية لعينة...
فأين فعال العصابة العلوية في صنعاء من فعالهم، تحاول جاهدة تغطية انكشاف ما بدا من عورة أبناء عمومتهم العلويون في سوريا، لأن الشعب اليمني سيرى مالذي جرى ويجري حوله من ممارسات ويقارنها بالعصابة التي اختطفت سوريا شعبًا تاريخًا قرابة نصف قرن دموي قاتم..
بل سيقارن الشعب اليمني فعل عصابة إيران العلوية الجارودية في اليمن بأفعال دول الاحتلال الأروربية بالشعوب التي احتلتها لن يجد عندها وجهًا للمقارنة، لأنها أي دول الاحتلال قامت بإعمار ما تحتاجه من بنى تحتيه وخدمات تمكنها من العيش ثم آلت إلى ملكية الشعوب لاحقًا، رأينا مآثر الاستعمار االبريطاني في العراق واليمن والفرنسي في سوريا وتونس والمغرب إضافةً إلى ما شيدوه، بل حافضوا على تراث الشعوب، لم يهدمو ما امتلكته من تراث بخلاف ما فعلته العصابة العلوية في اليمن هدمت سدود اليمن وآثاره حتى آبار المياه المزارع والبيوت، حتى دور العبادة والعلوم الدينية لم تسلم من دمارها الطائفي الحاقد، هدمت كل ذلك بأغطية وفتاوى دينية التقمها الأتباع كالحيتان وساروا عليها..
في الوقت الذي فيه تجراوا على فعل ذلك كمسلمين وأشياعهم شركاء معهم في الجرائم، لم يجرؤ المستعمر الأجنبي أن يهدم مسجدًا، صومعة، معبدًا أو معلم حضاري أو آثر تاريخي لشعب ما لأنه موقن من ثورة الناس على إثرها لمساسهم بأماكن عباداتهم مقدساتهم الدينية بل وحافظوا على حرية معتقدات الشعوب ودور عباداتهم وصوامعهم ومعابدهم، على خلاف ما فعلته العصابة الحوثية من هدم وتدنيس لكل ذلك في اليمن، لم تبن دول الاستعمار السجون والمعتقلات التي بنتها العصابات العلوية ولم ترتكب جرائم التعذيب والإباداة الجماعية التي ارتكبتها تلك العصابات في العراق واليمن وسوريا..
أخيرًا لا يمكن إطلاق أفعال تلك العصابات الشيعية وأذرعتهم الجهنمية مصطلح الثورة أو انقلاب أو حتى استعمار وإنما حركات تخريبية وحروب أتت من جحيم الآخرة لتكوي الشعوب بنيران حقدها وتطبيق نظرية الحكم التي يؤمنون بها " إما أحكمك وفقًا لهوائي وإما أن أقتلك"..
-->