طبعا ليسوا غاضبين من الزيدية الطائفية لأنها قسّمت اليمن إلى فسطاطين: سلالة وعبيد، ولا لأن صواريخها لا تفرّق بين طفل وخصم، ولا لأنها ترى أن الحكم "حق إلهي" مسجل في الدفاتر منذ القرن الثالث الهجري...
لا، لا، غضبهم كله مركز على أمر واحد: لماذا تقول إن هناك زيدية طائفية؟!
إنه مشهد كوميدي غريب: تُذبح، تُقصف، تُكفّر، وتُخون، لكن يُطلب منك أن تبتسم، وتصمت، بل وتشكر الجزار على "لطف النحر"! فهم لا ينكرون وجود الطائفية الزيدية، لكنهم يغضبون فقط من تسميتها كما هي! يريدونها ممارسة مقدسة بلا اسم، سلوكاً فوق النقد، و"مشروع كراهية" مغلف بالاحترام.
كم يضحكوني هؤلاء!
هؤلاء الذين يرون أن كل نقد للطائفية الزيدية هو "تحريض على آل البيت وزنابيلهم"، وأن كل كشف للحقد المغلف بنسب هو "عنصرية ضد الأقلية"!
ولكن يا سادة، لسنا عنصريين، نحن فقط نفتح النافذة ليدخل الضوء، بينما أنتم تريدوننا أن نبقى في غرفة مظلمة، لأن الشمس قد تزعج مشاعر الإمام!
نعم ،هؤلاء الذين يطلبون منك أن تحترم الطائفية، لا لأنك مقتنع، بل لأنهم قد يشعرون بالحرج من جرائمهم لو سُميت بأسمائها. يريدونك أن تقول: "هناك سوء تفاهم بسيط، وليس انقلابا مذهبيا دمويا". أن تصف القاتل بـ"المتحمس"، والمليشيا بـ"جماعة قلقة"، والطائفية بـ"وجهة نظر".
والحق يقال الزيدية الطائفية ليست وهماً. هي مشروع سياسي مسلّح قائم على النسب، ينتزع قوت الناس وكرامتهم باسم آل البيت، يرفض الانتخابات لأنها تسقط سحر الدم، يرفض الجمهورية لأنها تساوي بين ابن الإمام وابن الفلاح. هي طائفية فعلية، لا تقف عند حدود الفكر، بل تنزل للشارع، للرصاص، للحصار، للكهنوت.
لكن المشكلة ليست في الطائفية، بل في ردّة فعلك!
إذا رفضتها فأنت "متعصب". إذا سميتها فأنت "مشروع فتنة". إذا قلت إنها تقتل، فأنت "تسهم في التحريض"!
وهكذا إنها مدرسة غريبة: الطائفية لا تُحارب، بل تُطبطب، والضحية يجب أن يصمت حفاظا على "النسيج الاجتماعي"... أي نسيج؟ ذاك الذي خيطوه بدماء الأطفال؟!
يا هؤلاء: لن نصمت. لأن الصمت هو ما صنع فوهة البندقية. لأن كل "احترام خاطئ" لطائفي هو خيانة لدم الشهداء. لأن التعايش لا يعني أن أعيش تحت قدميك. ولأن الحقيقة لا تصبح فتنة إلا في عقول من يعيشون على الكذب.
قولوا ما شئتم، أما أنا فساقولها ألف مرة: نعم، هناك زيدية طائفية، وسنفضحها لا لأنها زيدية، بل لأنها طائفية.!
-->