رجل دولة مناضل كبير مستقل تمامًا ولا يتبع أي مكون أو جماعة. فاز عام 2003 بمقعد في قبة البرلمان عن الأعضاء المُستقلين. ومذاك وهو صوت الشعب وممثله. لم يكتفي بهموم وتطلعات دائراته الإنتخابية -القبيطة لحج- بل بلغ به الهم والنضال إلى محاولة تطبيب كل الجراح لجميع شرائح ومكونات الشعب اليمني. ضحى كثيرًا وتعرض للكثير. على مدار قرابة الواحد وعشرون سنة وهو في معركة محمومة عن الحقوق والحريات ومكافحة الفساد.
كان أول من يعارض السلطة في حربها الضروس ضد الأخضر واليابس وبحرب غير مميزه التي مارستها السلطة الماضوية في حروب صعدة. ليس حماية للمليشيا ولكن رفض لطريقة الحرب واسبابها. كان يعلم جيدا أن المظلومية يتداعى لها الجميع. وهذا ما كان؛ تداعت القبائل المحيطة بمران إلى نجدة الحوثيين من دوافع انسانية وقبيلية والدولة يومذاك تشن حرب شعواء بكل ثقلها وبالسلاح الثقيل وبالطيران..على مران دون تفرقة بين نساء واطفال وشيبان. مما ممكن المليشيا من إيجاد حاضنة في صعدة.
وبعدها كان له موقف واضح مع مظلومية الجنوبيين من وطننا الكبير، لم يبقي من مظلومية أو قضية إلا وحاول الإنتصار لها.
ومؤخرا بقي وحيدا في صنعاء يرفض جرائم المليشيا وما تمارسه، في الوقت الذي فر فيه الكثير من القضاة والساسة والعسكريين ليتركوا صنعاء وشعبها لمصيرهم المأساوي. ووحدة بقي ليناضل.
وأنا في معتقل الأمن والمخابرات في أمانة العاصمة صنعاء حاول المحققين الإيقاع بي؛ في سرد تاريخه النضالي لأقبل المساومة في الإيقاع به بعد أن عرى وفضح الكثير من أفعالهم وجرائمهم غير آني فضلت الموت على المساس بالوطن. نعم حاشد بنظري وطن؛ لأنه ووحده في صنعاء حمل هموم الوطن وعارض ما يمارس ضد الوطن والشعب. كان ولا زال لا يقبل المهادنه في ما يتعلق بالوطن والشعب.
رجل برصيد نضالي طويل وكبير كان من الشعب وبقي وفيا له. انتصر بالشعب ومثله خير تمثيل وناضل ودافع عن حقوق الشعب. ادى واجبه كقاضي نائب في البرلمان خير أداء وانجاز.
لم يهتم يومًا بمصالحة الشخصية واليوم هو في أرض المهجر يعاني من مرض عضال يفتك بحنجرته التي طالما صدح بها بحقوق الشعب وحرياته والكشف عن الفساد والقضايا المسكوت عنها.
ليس له من شيء. تسكن اسرته في شقة مستأجرة شهريًا. لا اراضي ولا بيوت ولا محلات تجارية ولا ارصده في البنوك كمن باع ضميره وقلمه وقضايا وطنه.
كان يمكن أن يكن أحد اثريا اليمن فقط أن كمم فاه وقيد قلمه وتغاضي عما كان يرصده ويكشفه من فساد
كان يمكن أن يكون أحد النافذين والمسؤليين الكبار والهوامير الثقال أن كان فقط يذهب لقبة البرلمان ليؤيد ويصفق ويعتمد دون تساؤل أو تدقيق أو متابعة.
لكن هو أحمد سيف حاشد لا أحد سواه. لا يمتلك سوى كلمته وضميره الحي وحب الناس. عندما التقيته لأول مرة لمست فيه دفء الوطن وحنان الأب الكبير. هادىء وقور مفعم بالنشاط والحيوية رغم مرضه. رجل عملاق ذو هيبة ووقار. متواضع جدا وانسان فوق الوصف. لا يهتم بمصالحة الشخصية ولا بمستقبل أولاده. بل يهتم بمصالح ومستقبل كافة الشعب دون تفرقة أو تمييز.
وفي الوقت الذي دعى فيه زميلة الوفي المناضل القاضي محمد عبدالوهاب قطران لحملة تبرع على وسائل التواصل الإجتماعي للمساهمه في تلقي العلاج بعد عمر امضاه في الدفاع عن الشعب وهمومه وتطلعاته وقد وقفت قوى اطراف الصراع مكتوفة الأيدي بل تمادت بعض القوى للتشفي..! إلا أن القاضي أحمد رفض القبول برد الجميل وسبب ذلك بأنه لا يريد مضاعفة معانات المواطنين وزيادة احمالهم الثقيلة بما ينم عن أب وطني كبير بحجم وطن.
الرجل امضى حياته في الدفاع عن الحقوق والحريات وكمكافئة نهاية خدمة تم مصادرة حقة المكفول دستورا وقانونا لتلقي ابسط حقوقة في العلاج!
حكومة الفنادق ساومته على علاجة مقابل الموقف. والمليشيات اكتفت بالصمت والتغاضي وقد اتعبها صراخًا في وجه تعنتها وعنجهيتها وممارستها الكهنوتية الظلامية ضد المواطنيين.
والغريب أن البرلمانيين برلمان صنعاء برئاسة يحيى الراعي وبرلمان الشرعية برئاسة البركاني في حالة من الإستعماء والتغاضي! لم يراعي الراعي الزمالة ولا دفعت به القبيلة! ولا الوفاء كان من صفات البركاني وهو الزميل والجار!
من الخزي والعار أن يتعرض القاضي المناضل الوطني الكبير أحمد سيف حاشد لما يتعرض له من تعنت وجبروت في رفض حقه في تلقي العلاج.
التأريخ لن يرحم أحدًا عالجوا الوطن.
-->