لماذا بدأ الحوثيون بتهريب عائلاتهم وكيف اختفوا من صنعاء بين ليلة وضحاها؟

مصطفى غليس
السبت ، ٢٩ مارس ٢٠٢٥ الساعة ٠٥:٢١ صباحاً

 

منذ بداية ظهورهم العلني في عام 2004، فرضت مليشيات الحوثي الحرب على الشعب اليمني، ناشرةً الخراب والدمار في البلاد، ومستحوذةً على مقدراتها، بينما كان المواطن اليمني البسيط هو الضحية الأولى لهذه الصراعات. ومع مرور السنوات، تكشّفت حقيقة الحوثيين، إذ لم يكن هدفهم سوى تحقيق مصالحهم الخاصة، ولو على حساب دماء اليمنيين وأمنهم واستقرارهم.

 

لطالما رفع الحوثيون شعارات المقاومة والصمود، مدّعين أنهم يدافعون عن اليمن وسيادته، لكن الوقائع على الأرض تثبت عكس ذلك تمامًا، ففي الوقت الذي يرسلون فيه أبناء القبائل والفقراء إلى جبهات القتال، يهربون بأسرهم إلى الخارج، والى مناطق نائية وسط الجبال بعيدًا عن أهوال الحرب التي فرضوها بأنفسهم على اليمنيين وهذه الممارسات تكشف زيف دعاواهم، وتفضح تناقضاتهم، حيث يتحدثون عن الجهاد بينما هم أول الفارين عندما حانت ساعة الجد.

 

لم يكتفِ الحوثيون بالدمار الذي تسببوا فيه، بل استغلوا موارد الدولة لمصالحهم الشخصية، فالأموال التي نهبوها من قوت الشعب اليمني حوّلوها إلى عملات صعبة، وسارعوا بتهريبها إلى الخارج، تاركين الملايين من اليمنيين يعانون الجوع والفقر المدقع، وفي المقابل، يعيش قادتهم وأسرهم في رفاهية تامة، حيث يرسلون أبناءهم إلى أرقى المدارس والجامعات، ويركبون السيارات الفارهة، بينما لا يجد المواطن العادي ما يسدّ رمقه أو يكسو أطفاله.

 

في هذا السياق من المهم الإشارة إلى أن من أكثر الجرائم الحوثية بشاعةً تجنيد الأطفال قسرًا وإرسالهم إلى جبهات القتال، بينما يتمتع أبناء قادتهم بحياة مريحة بعيدة عن أهوال الحرب. هذا التعامل يؤكد أنهم ينظرون إلى الشعب اليمني كعبيد، لا قيمة لحياتهم، بل مجرد أدوات لتنفيذ أجنداتهم الطائفية والعنصرية.

 

والحقيقة الماثلة أمام الشعب اليمني والتي بات الجميع يدركونها أن الحوثيين بسياساتهم القمعية القائمة على النهب والانتهاكات، أغلقوا كل سبل الحياة الكريمة أمام اليمنيين، فنهبوا الرواتب، واحتكروا التجارة، وأغرقوا البلاد في الفقر. في حين تتحدث التقارير الدولية عن أزمة إنسانية هي الأسوأ في التاريخ اليمني، يعيش قادة الحوثيين في بذخٍ وترف، متنصلين من أي مسؤولية تجاه الشعب الذي يدّعون تمثيله.

 

اليوم، وبعد أن أوصلوا اليمن إلى حافة الانهيار، بدأ بعض الحوثيين ببيع ممتلكاتهم في صنعاء، وتهريب أموالهم إلى الخارج فيما سارع آخرون إلى نقل أملاكهم لأسماء آخرين من معارفهم، والبعض الآخر نقل أسرته إلى قرى نائية في أماكن آمنة، خوفًا من المصير الذي فرضوه على ملايين اليمنيين. 

 

أليس هؤلاء هم الذين يدّعون أنهم “رجال الله” فلماذا إذًا يلجأون إلى الكهوف للاختباء، بينما تركوا أبناء القبائل والمساكين يواجهون الموت وحدهم، وأين العنتريات التي ظلوا يصمون بها آذاننا وبأنهم سيضحون من أجل قضيتهم التي يؤمنون بها بأنفسهم وأهاليهم وأموالهم؟ أين ذهبت كل تلك العنتريات؟

 

الحقيقة أن الحوثيين جعلوا اليمن ساحة حرب مدمرة، فمارسوا الظلم والقهر، ودمروا الاقتصاد، وأغرقوا الشعب في الجوع والفقر. واليوم، عندما حانت ساعة المواجهة الحقيقية، كانوا أول الهاربين، تاركين خلفهم وطنًا محطمًا، وملايين اليمنيين الذين يدفعون الثمن وحدهم. فإلى متى سيظل الشعب اليمني رهينة لهذه الجماعة التي لا تعرف سوى الخراب والتدمير؟

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي