في خطاب القاه الرئيس العليمي أمام القادة العرب في مجلس الجامعة العربية كان من الواقعية والعمق والمسئولية، بحيث لخص المشكلة وحلها في بضع كلمات، وخيارين. فالواقع العربي بين توجهين: أحدهما، يتفنن في التسويق الشعاراتي والطيش المغامراتي المدعوم، والموجه إيرانيا، وآخر، يرى أن لا حل عادل وناجع لاستقرار المنطقة، واسترداد بعض الحق الفلسطيني، ووقف خطر التهجير سوى بتوجه إستراتيجي عربي موحد، وعمل عربي مشترك ومنسق.
كانت حكمة الكلمة، ومنهج السياسة هي دالة الفصل في خطاب الرئيس رشاد العليمي.
هذا الرشاد نابع من ثابت التوجه العربي، الذي ترسم معالمه القيادة السعودية، وتحاكيه بنجاح ونضج سياسة وإعلاما القيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس رشاد العليمي.
لا استقرار للمنطقة دون ترحيل، واجتاث أذرع العبث الإيراني، ومعها مواجهة سياسة اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يجاهر بتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني إلى دول الجوار العربي.
في خطاب الرئيس العليمي، الأمن العربي لا مساومة فيه، ولا مرونة مهما كانت القوى الساعية إلى تهديده. وأمن مصر القومي والأردن هو أمن للكل العربي، الذي يجب أن يتخندق التوجه العربي الإستراتيجي في الدفاع عنه.
محتوى الرسالة والخطاب، أن لا أمن عربي موحد وغير مشوش إستراتيجيا بدون تجفيف خطر التهديد الإيراني في اليمن، وموقعها الإستراتيجي، ودون ذلك يبقى الأمن الإستراتيجي العربي لا معنى متماسك له، بل خاصرة رخوة تعبث بمتغير الرافع الإستراتيجي لصالح إيران في موقع جيوإستراتيجي هو الأهم إقليميا ودوليا.
وعوضا عن الأهتمام بيمن مستقر يمثل رقما صعبا في معادلة الأمن العربي يذهب العقل الإستراتيجي العربي أحيانا بعيدا، وفي حسابات تكتيكية لا تقارن مكاسبها بالخسائر في رصيد الأمن العربي واليمني.
أخيرا، أقول للرئيس رشاد العليمي لك من حكمة الأسم كامل النصيب إن أحسنت تعبئة معرفة الرجال لبلوغ أهدافك الوطنية كما تحسن وضع النقاط على حروف السياسة في الشأن العربي.
-->