قبل شهرين.. احسست ببعض الالم في بعض اسناني، فذهبت الى اشهر طبيب اسنان بتعز.. أعني محمد عقلان.. مالك ومدير مستشفى القاهرة.
ولأن علاقتنا شبه قديمة، وظل على تواصل مع من يعرف أيام محنتنا (حمزة وذي يزن وانا) بسجون الحوثة.. بجانب متابعته لبعض مقالاتي التي ظل يُذكَرنا ببعضها.. فقد اقترح بعد معاينته الاولية لأسناني.. خاصة وقد أوشك كاتب هذه الدردشة تجاوز الستين من عمره الا سنتان.. رغم تكراري أحياناً لقول الشاعر ولو من باب الحسرة على الشباب:
(لاتسأليني عن الستين مافعلت يبلى الشباب ولاتبلى سجاياه)
أقول.. بعد معاينته، إقترح تغيير بعض الاسنان وغربلة البعض الاخر، ولأنه يعرف قدراتي المادية فقد اقترح أن أتحمّل ثلُثاً واحداً من حجم التكلفة والعمل، بينما هو يتحمل الثلثين وهو ماحدث وماتأكدت منه فعلاً.. خاصة تغيير بعض الاسنان من نوع (زركون) والى درحة أن ابنتي الدكتورة شفاء طبيبة الاسنان والتي عندها عيادة بصنعاء استغربت.. ليس من حجم الخصم فقط، وانما من حجم المبلغ الكلي الذي إن جاء بألف دولار فقط لدى محمد عقلانموضوع هذه (الدردشة) فان المبلغ اذا كان من نفس النوع لايقل عن الفين دولار بصنعاء.
وخلال الشهرين ظللت اتردد ببعض ايامها على العيادة، في الفترة الصباحية ومع كثرة الزحام فضلت الفترة المسائية حيث الزحمة قليلة، وحينما استفسرت عن اهم اسباب الزحام، أخبرنا غير واحد من المرضى أن شهرة ومكان ومكانة محمد عقلان، بجانب خبرة لاتقل عن 31 سنة هي من اهم اسباب ذلك الزحام.. بينما.. أخبرتنا إحدى زميلات المهنة (أعني مهنة الصحافة) ان الطبيب محمد عقلان هو الوحيد من اطباء الاسنان بتعز، وربما بغيرها الذي يجيد عمله، والذي يشجع من يتعالج عنده بعد الانتهاء من المعالجة (إظهار الابتسامة) حيث تصبح ابتسامة جميلة بحق من خلال ظهور جمال الاسنان وحُسن تركيبها!!.. ألتمس العذر من الزميلة التي فضلت عدم ذكر اسمها إن كتبت عن الطبيب محمد عقلان، لكنني أستقيت عنوان هذه الدردشة من حديثها.
بينما العزيز محمد عقلان نفسه يرجع الزحام ربما تواضعاً ـ أن معظم المرضى المراجعون يفضلون العلاج عنده هو، رغم وجود اكثر من طبيب اسنان بعيادته أختارهم هو نفسه ممن يجيدون المهنة ويملكون الخبرة، حتى ولو لم تصل الى خبرة عقلان نفسه الذي منذ تخرجه من كلية الاسنان بجامعة حلب ليعود الى تعز يمارس مهنة تخصصه بعيادة في (باب موسى).. ثم.. بعد ان زاده الله بسطة في الجاه والمال.. أنشاءَ مستشفى القاهرة، الذي يشغل منه هو وزملائه الدور الارضي، بينما بقية الادوار فيها مختلف الاقسام!.
والغريب ان كاتب هذه الدردشة نفسه، أصر هو الاخر على ان يكون المعالج لأسنانه هو نفسه! أعني محمد عقلان.. لأكتشف بعضاً من أهم أسباب الثقة به، ليس فقط خبرته وجودة عمله، وانما وهو الاهم أخلاقه وأمانته وزُهده، وذلك هو ماأكده لي غير مرة زميليه الدكتور محمد ثابت العسلي عضو مجلس النواب عن دائرتنا الانتخابية في مديرية جبل حبشي، والدكتور علي العسلي الاستاذ بجامعة صنعاء سابقاً وأحد النازحين إجبارياً! هروبا من قهر وبطش (انصار انفسهم) والناشط السياسي والاعلامي مع 0الشرعية) حالياً.
ما أود قوله بهذه الدردشة عن الطبيب الانسان (محمد عقلان) أننا خلال معالجته لي، ظللنا نتناقش ببعض الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية، فوجدته في غاية اللطف والدَّعة، بل عُرف عنه الترفع بلاحدود.. ورغم معرفتي بانتمائه الحزبي لحزب (التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري) الا انني وجدته من خلال النقاش يعتبر اليمن كل اليمن هي حزبه الاكبر والاهم والاسمى، فهو يمنيا صلبا بحق، أصيلاً في وطنيته، عميقاً في يمنيته!.
وكما قال لي.. أنه كان يعمل في عيادته او بمشفاه عشر ساعات، كونه كان يحضر بعض الاجتماعات والفعاليات لكنه ظل يشاهد الاجتماعات والاحزاب والتكتلات المتضاربة فيما بينها والمتحاربة أحياناً على اتفه الاسباب، بينما اليمن برئ من ذلك كله!.. ولذا.. فقد فضَّل صرف جل وقته في معالجة رواد عيادته ومشفاه.
ولأن الانسان إنما هو مجرد خبر يُنقل وحديثاً يُروى وقصة تتردد، أحسب ان محمد عقلان قد وعى هذا جيداً، فأراد ان يستغني عن الدعاية والتسويق لعمله كحال أقرانه، مكتفيا بأخبار وأحاديث وقصص من يتعالجون عنده ويدعون له، وكاتب هذه الاحرف أحدهم.
فإلى العزيز محمد عقلان أقول.. لك في قلبي مايزكيه سناؤك، وفي منطقي من الحمد مايوجبه كمالك، وفي صدري من الاجلال مايرفعه بهاؤك، فهل لك وقد صنعت لي إبتسامة جميلة بحق أن تتقبل هذه الاحرف التي اسطرها بكل حب وتقدير وعرفان بالجميل؟!.. ولعدم وجود مايدفع أمثالي لشكركم حتى ولو من باب (من لايشكر الناس لايشكر الله) عدى القلم يسطِّر به ما يراه.
أقول.. هل لك أن تتقبل هذه الأحرف؟1.. أرجوا ذلك.. مع جل تقديري وبالغ ودي،،
يحي عبدالرقيب الجبيحي
تعز: في 26 فبراير 2025م
-->