الهدنة يا سيد غروندبرغ... لا تنقذ السلام بل تنقذ الحوثي

د. فائزة عبدالرقيب
الاثنين ، ٢١ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ٠١:٠٢ مساءً

 

من جديد، يخرج علينا المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غروندبرغ، ببيان قلق جديد تجاه التصعيد العسكري مجدداً دعواته للدبلوماسية وضبط النفس. ولكن هل احدثت اي من دعواته السابقة فرقاً حقيقياً؟

 

الواقع ان هذا الخطاب الاممي بات يفتقد الى الفعالية ويكرر نفسه دون مراجعة لتجارب سابقة فاشلة. لقد قبلت الحكومة الشرعية وهي في موقع قوة في الحديدة بالهدنة استجابة للجهود الدولية، لكن النتيجة كانت ان المليشيا الارهابية الحوثية استغلت تلك الهدنة لاعادة التموضع والتسلح وتصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ التي هددت الملاحة الدولية وامن دول الجوار.

 

تكرار الدعوات للتهدئة لم يعد حمامة سلام، بل ورقة تين تغطي بها الامم المتحدة فشلها في تسمية المعتدي باسمه. فهل يدرك السيد غروندبرغ ان دعواته باتت طوق نجاة متكرر للحوثي؟

وهل يعلم ان الهدن تمنح المليشيا فرصًا متجددة لتعزيز قبضتها وتوسيع قمعها للناس؟

وهل سأل نفسه: ماذا حققت الهدنة منذ اتفاق ستوكهولم؟ هل اوقفت القتل، ام منعت البطش، ام اوجدت سلاماً حقيقياً؟

 

ما لا يريد ان يراه المبعوث – أو يتجاهله – هو ان الحوثي ليس طرفاً محلياً، بل ذراعاً ايرانياً في صراع نفوذ اقليمي، واليمن مجرد ورقة في يد طهران.

 

الجميع يعلم ان الحوثي افشل اتفاق ستوكهولم، والمواطن اليمني هو من دفع الثمن فقراً وخوفاً وقمعاً، فيما بات البحر الاحمر وممرات التجارة العالمية رهينة لصواريخ مليشيا الحوثي.

 

فإلى متى تستمر الامم المتحدة في شرعنة المليشيات تحت يافطة الحوار؟ و الى متى تستمر في هذه الازدواجية؟ بل 

والى متى يتم التعامل مع المليشيات كأطراف سياسية شرعية؟

 

إن الحل في اليمن لا يمكن ان يكون بتكرار وصفات فاشلة، بل بالاعتراف و بمصارحة المجتمع الدولي بحقيقة مليشيا الحوثي وطبيعتها ومشروعها، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني لاستعادة دولته، لا لتثبيت المليشيا و إضفاء شرعيتها ولا لتكريس الاحتلال بالسلاح.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي